واشنطن ترفض مقترحاً إيرانياً بوقف التخصيب تدريجياً

نشر في 06-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2012 | 00:01
No Image Caption
• طهران: لن نحقق أمنية أميركا بالتفاوض معنا • الخزانة الأميركية: تراجع التومان نتيجة لسوء الإدارة

يبدو أن العقوبات الدولية والغربية على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل بدأت تؤتي ثمارها، إذ أفاد تقرير صحافي أميركي بأن المسؤولين الإيرانيين حاولوا دون جدوى، الدفع بعرض لوقف تخصيب اليورانيوم مقابل البدء برفع العقوبات عنهم وبخاصة العقوبات ضد قطاع النفط، الذي يؤمّن لهم العملة الصعبة.
في وقت تشتد فيه الضغوط الاقتصادية على إيران، أفاد تقرير نشرته «نيويورك تايمز» الأميركية في عددها الصادر أمس، أن مسؤولين أميركيين رفضوا خطة طرحتها إيران تقضي بوقف تخصيب اليورانيوم تدريجياً مقابل رفع جميع العقوبات المفروضة على البلاد.

وذكرت الصحيفة أن الخطة الإيرانية التي تتضمن تسع خطوات تبدأ بإلغاء كل العقوبات التي تمنع مبيعات النفط وتتسبب في انهيار قيمة العملة الإيرانية لنزع فتيل الأزمة النووية مع الغرب من خلال التعليق التدريجي لإنتاج اليورانيوم، الذي سيكون من السهل بالنسبة للإيرانيين تحويله إلى سلاح نووي.

وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين استغلوا زيارتهم للأمم المتحدة الأسبوع الماضي ليحاولوا حشد الدعم للخطة، ما يشير إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بدأ يشعر أخيراً بالضغط. وأضافت أن الخطة تقوم على اقتراح قُدم للمسؤولين الأوروبيين في شهر يوليو الماضي. وتتضمن الخطة رفع العقوبات خطوة خطوة، بينما ينهي الإيرانيون العمل في أحد موقعين يتم فيهما تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وعند الوصول إلى الخطوة التاسعة للخطة سيتم تعليق إنتاج اليورانيوم المخصَّب بدرجة متوسطة في موقع فوردو الواقع تحت الأرض.

في المقابل، أفاد مسؤولون في الإدارة الأميركية بأن الخطة ستحتل العناوين الرئيسية في الصحف، ولكنها لن تضمن عدم قيام إيران بإنتاج سلاح نووي حيث أنها تستطيع أن تستأنف البرنامج في جزء من الثانية.

وصرح مسؤول استخباري أميركي رفيع لدى سؤاله عن سبب ظهور الإيرانيين، وكأنهم يتراجعون عن موقفهم بأن لا شيء يوقفهم عن إنتاج المزيد من اليورانيوم المخصّب، أنه «في المجتمع الاستخباري، أظن أنه من العدل القول أن هناك انقساما بالرأي حول ما إذا كان أعلى هرم النظام (الإيراني) بدأ يقلق بشكل جدي».

وأضاف متحدثاً عن خامنئي: «إنه متقلب ورأيناه يقترب من حافة الاتفاقات ومن ثم يبتعد».

رفض التفاوض

في المقابل، أعلن خطيب صلاة الجمعة المؤقت في العاصمة الإيرانية طهران، حجة الإسلام سيد أحمد خاتمي أمس، أن التفاوض مع إيران يُعد هدفاً استراتيجياً بالنسبة للولايات المتحدة، مؤكداً أن أمنية واشنطن هذه لن تتحقق.

وشدد خاتمي على أنه «من المستحيل إجراء مفاوضات مع أميركا التي صعدت من إجراءاتها العدوانية والشريرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقارنة ببداية الثورة الإسلامية حين وصفها الإمام الخميني بأنها الشيطان الأكبر».

واعتبر خاتمي أن الدول التي فرضت عقوبات على إيران هي التي تواجه أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة مثل الولايات المتحدة، التي يوجد فيها فقراء أكثر من مجموع سكان إيران.

وأكد خطيب جمعة طهران المؤقت أن المشاكل الراهنة في إيران ستُحل من خلال تدبير وتعاون المسؤولين، داعياً قوى الأمن إلى ملاحقة واعتقال العناصر المخلة بالاقتصاد الوطني.

سوء الإدارة

في المقابل، أعلن وكيل وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهين أمس، أن تراجع التومان الإيراني خلال العام المنصرم يأتي نتيجة سوء الإدارة الاقتصادية لطهران والعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه. وأضاف كوهين في تصريحات خلال زيارة لمؤسسة «تشاتام هاوس» البريطانية للأبحاث أن بوسع إيران «تخفيف الضغط عن شعبها» بمعالجة المخاوف حول أنشطتها النووية.

محاولة إحراق

في غضون ذلك، ألقت السلطات التركية أمس، القبض على إيراني يُدعى جواد بيستحاب (66 عاماً) حاول إحراق مقرّ قنصلية بلاده الواقعة في شارع أنقرة بمنطقة «شالايان» في اسطنبول.

وقادت الشرطة بيستحاب إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، وقال في إفادته أنه قام بذلك احتجاجاً على النظام الإيراني. وأضاف: «إذا كان في نيتكم إعادتي إلى إيران، فإني سأقوم بقتل نفسي».

وتبيّن بعد التحقيق معه، أنه دخل إلى الأراضي التركية بصورة غير قانونية. وقد أدت الحادثة إلى احتراق باب القنصلية.

(طهران ـ أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)

back to top