أوباما لميدفيديف: أمهلني إلى ما بعد الانتخابات... وسألين
• الجمهوريون يهاجمون الرئيس بعد «الفضيحة» • الرئيس الروسي ينصح رومني بـ«استخدام عقله»
في خطوة قد تكلّفه سياسياً وشعبياً، فضح ميكروفون مفتوح حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، إذ سُمع يطلب منه أن يترك له هامش مناورة بشأن قضية الدرع الصاروخية، واعداً بـ"ليونة" أكبر بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.ارتكب الرئيس الأميركي باراك أوباما هفوة إعلامية فادحة خلال لقائه الثنائي مع نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف على هامش قمة الأمن النووي في سيول مساء أمس الأول، إذ سجل الصحافيون الذين كانوا يغطون اللقاء، جزءاً من المحادثة الخاصة بين الرئيسين نتيجة ترك الميكروفون مفتوحاً، فسُمع أوباما وهو يطلب من ميدفيديف أن يترك له هامش مناورة، خاصةً بشأن قضية الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا.وقال أوباما: "إنها آخر انتخابات لي. وبعد انتخابي سأتمتع بليونة أكبر"، وفقاً لنص الحوار الذي أوردته شبكة "إيه بي سي" بينما رد ميدفيديف بالقول انه سينقل الرسالة إلى خليفته فلاديمير بوتين.انتقادات جمهوريةوتوجب على الرئيس الأميركي أمس، الرد على انتقادات خصومه الجمهوريين بشأن ذلك الحوار، معتبراً أنها حملة "غير مناسبة" في وقت يتم التفاوض حول الملفات الصعبة.وكان المرشح الأوفر حظاً في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية أمام أوباما في 6 نوفمبر المقبل ميت رومني رأى في بيان أصدره أمس، أن هذا الحادث يكشف نوايا الرئيس.وقال رومني ان "الرئيس ألمح إلى انه ينوي الاستكانة لروسيا بشأن مسألة الدرع المضادة للصواريخ إلا أن من حق الأميركيين معرفة ما هي الملفات التي ينوي أن يكون - مرناً - بشأنها في ولايته الثانية المحتملة".في المقابل، رفض أوباما هذه التصريحات مشدداً على انه لا يمكن أن يتم شيئاً في واشنطن بدون توافق سياسي واسع. وأضاف أن "الطريقة الوحيدة بالنسبة لي للتقدم في هذه المسائل هي مشاورة البنتاغون (وزارة الدفاع) والكونغرس والحصول على دعم الحزبين".وتابع قائلاً: "بصراحة الأجواء الحالية ليست ملائمة لهذا النوع من المشاورات الجدية وأعتقد أن ما كُتب في الساعات الـ24 الأخيرة يدل على ذلك".استخدام العقل من جهة أخرى، نصح الرئيس الروسي، المرشح الجمهوري رومني "باستخدام عقله" عندما يتحدث عن روسيا، وذلك رداً على وصف الأخير لموسكو بأنها "العدوة الجيوسياسية الأولى" للولايات المتحدة.وقال ميدفيديف لوكالات الأنباء الروسية في سيول: "أنصح كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية بأمرين: الأول الحكمة واستخدام العقل وهذا لن يضر بأي مرشح، والأمر الثاني هو التأكد من التاريخ، إذ اننا في عام 2012 ولسنا في السبعينيات".وأضاف أن تصريحات رومني "تفوح منها رائحة هوليوود" لأنها تصوّر موسكو على أنها العدو الرئيسي لواشنطن من فترة الحرب الباردة، تماماً مثلما هي الحال في أفلام التجسس. وأضاف: "بالنسبة للكليشيهات الأيديولوجية، ينتابني الغضب عندما يبدأ طرف أو آخر في استخدام عبارات مثل: العدو الأول أو ما شابه".وكان رومني قال في معرض انتقاده الرئيس الأميركي ان "على أوباما أن يفهم أن روسيا ليست شخصية ودودة على الساحة الدولية لأن لها علاقات بحكومتيّ سورية وإيران". وأضاف أن روسيا "هي بلا أدنى شك العدو الجيوسياسي رقم واحد".بيان القمةمن جهة أخرى، تعهد قادة الدول المشاركون في البيان الختامي لقمة الأمن النووي في سيول أمس، اتخاذ إجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب النووي بما فيها الحد من الاستخدام المدني لليورانيوم العالي التخصيب والذي يمكن أن يُستعمل لصنع قنابل.وحُذفت من البيان إشارةً إلى ضرورة اتخاذ "إجراءات ملموسة" لنزع السلاح النووي من العالم، والتي كانت موجودة في مسودة تعود إلى 21 مارس الماضي.وأعاد قادة الدول المشاركة التأكيد في البيان الذي صدر في ختام اليوم الثاني للقمة "على أهدافنا المشتركة لنزع السلاح النووي وانتشاره والاستخدام السلمي للطاقة النووية" في حين أفاد مسؤول حكومي في كوريا الجنوبية بأن بعض الدول فضّلت عدم توسيع نطاق القمة ليشمل خفض عدد الأسلحة النووية ونزعها والدعوة إلى إجراءات ملموسة بهذا الصدد.وتابع البيان ان "الإرهاب النووي لا يزال أحد اخطر التهديدات لأمن العالم ومكافحة هذا التهديد تتطلب إجراءات حازمة على صعيد كل دولة وتعاوناً دولياً بالنظر إلى العواقب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية المحتملة".وشدد البيان الختامي على أن "المسؤولية الأساسية" لكل الدول في حماية المواد النووية حتى لا يصل إليها الإرهابيون.موقف بيونغ يانغوفي سياق متصل، أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها ستمضي في مشروعها لإطلاق قمر اصطناعي الذي واجه انتقادات شديدة ودعت الرئيس الأميركي إلى التخلي عن "عقلية المواجهة".وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية: "لن نتخلى أبداً عن حق إطلاق قمر اصطناعي سلمي وهو حق مشروع لدولة تتمتع بالسيادة ويشكل خطوة مهمة من أجل التنمية الاقتصادية".(سيول ــــــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)