قصائد تُناجي الحب والألم في ملتقى الثلاثاء

نشر في 29-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2012 | 00:01
No Image Caption
بمشاركة النبهان وراهي والدغفق

استضاف ملتقى الثلاثاء مجموعة من الشعراء في أمسية ثقافية، تباينت صورها اللغوية والشعرية، في مناجاة العشق والألم والغربة.
أقام ملتقى الثلاثاء أمس الأول أمسية شعرية لثلاثة شعراء مميزين هم كريم راهي، وهدى الدغفق، ومحمد النبهان، تناولوا خلالها القصيدة النثرية بأسلوب حديث ومعاصر، أثرى المشهد الشعري، بتجارب إبداعية خاصة، في الحب والألم والغربة، وقدم الشعراءَ القاصةُ سوزان خواتمي.

في مستهل الأمسية قدمت خواتمي الشاعر كريم راهي وهو عراقي الجنسية، خريج كلية الهندسة، بدأ الكتابة والنشر في أواخر السبعينيات، دخل السجن السياسي في عام 1983 محكوماً بست سنوات لحيازة كتب ممنوعة، وأفرج عنه عام 1986، صدرت له مجموعة شعرية أولى منها ساعي البريد، والواحة، وربيع هذا العام، عن دار نور الإماراتية، والتي تضمنت جميع الأحداث التي عصفت بحياة الشاعر خلال نصف قرن مضى.

بدأ راهي بقراءة نصه الأول الذي جاء بعنوان « في متر أمي- البحارة والغجر»:

أعثر في صندوق الأغاني القديم/ على قيثارة للغناء

عليها طرة صانع مات من حرائق السفن/ قيثارة، أوتارها، من حبال الصواري مجدولة

 ومن صخب المحار/ كلما مرت أصابع العازف عليها

ضج نحيب أمهات الجنود/ الذين تركوا على الساحل

الأحذية الطويلة والمجاذيف/ أعثر ثم على غجر يحسنون

منذ فجر التاريخ ضرب المعازف/ في نزل استراحة الخيول

وراقصة في الأربعين، تجيد قول: آه، وطعن الخواطر بالسكاكين

 وقصيدة أخرى بعنوان « ربع قرن» يسرد خلالها الشاعر تجربة شخصية ومأساة عاشها خلال مشاركته قسراً في الحرب العراقية على إيران يقول فيها:

أتقن في سيري / تقليد خطى الجندي في حقل الألغام

يسعى بجوده إلى البرك الصغيرة/ حيث يطفو سمك مقتول بالقنابل

وهو يزيح عن طريقه الذين/ أوعروا الدرب بالشقائق

أجيد الآن بعد ربع قرن من الحرب/ السير بتلك المهارة

لأجيء بالماء، أمي، والشقائق والسمك.

لهفة جديدة

ثم قرأت الشاعرة هدى الدغفق بعض نصوصها، وهي شاعرة سعودية تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، وعملت في الصحافة الثقافية، وتتعاون حالياً مع صحيفة الوطن، وهي رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي في الرياض، ولها ثلاث مجموعات شعرية، الظل إلى الأعلى، ولهفة جديدة، إلى قلبه الم، وغيرها الكثير من القصائد المنشورة في الصحف، ومن ديوان لهفة جديدة قرأت الدغفق:

نتفت ريشتيها

العصفورة

ناولتها إياه

طارتا

... يداه جناحان.

 وسبورتي الجميلة والتي جاء فيها:

لم أعد التلميذة الساكنة في كرسيها/ ومازلت أفر

من كل دفتر يشبه دفتر المدرسة/ قبل أن ألبس العباءة...

نسجت روحي عباءة لدفتري/ فيه خبأت بذورها.

لا أدري بعد/ لماذا تنبت في الصف؟!

قصيدتي تشرد بعيني/ في حضرة الدرس

تتسلق صوت المعلمة/ والجدران والسقف

إلى سبورتها البعيدة/ عن سبورتنا

عيناي تشرقان في خيمة صفنا/ مصباحهما قصيدتي.

البطاقة المزورة

 ثم قدمت خواتمي الشاعر محمد النبهان قائلة: «هل يكفي أن أقول بأنه صاحب بيت طبعاً لا يكفي»، هو شاعر يبحث عن نفسه خارج حدود الجغرافيا، مقيم في البحرين، عمل في الصحافة الثقافية، حاصل على دبلوم في تصميم الغرافيك، ودبلوم في برمجة وتطوير وصيانة مواقع الإنترنت، وهو أحد مؤسسي مجلة أفق الثقافية الإلكترونية، كما أسس دار مسعى في الكويت مع أصدقاء له وهو متفرغ في إدارتها، صدر له «غربة أخرى»، و»دمي حجر على صمت بابك»، والوحيد في ظل نخلة»، و»امرأة من أقصى المدينة»، و»بين مدينتين صغيرتين»، وبعدئذ ألقى الشاعر مجموعة من قصائده نذكر منها:

في صباح جمعة ملول/ يأكل في صمته، صمته وكسل ألا متناهي

كأنما مزور عجوز/ سافر في عطلة للريف

يده الممهورة بالرشاقة والرعشة الرهيفة/ تتوسد الفأس والأصدقاء القدامى

في صباح جمعة ملول/ أقاوم النوم بالنوم

ألقي على طرف السرير/ رواية الرجل العجوز

وأستعد لطيفك/ ربما في آخر حلمك يعود العجوز إلى عزلته

في صباح جمعة ملول كهذا/ لم يلمح العجوز المزور بلل ساقيك

لم ينتبه لرائحة الصابون في جسدك/ حين استنشق ذاكرة ونام

تلتها قصيدة متعددة الصور تحكي واقع رجل عجوز في الغربة جاء فيها:   

تترك دولاريك المعتادين على الطاولة/ قدح القهوة الفارغ

وورقة نسيتها في بنطالك منذ أسبوعين/ كعائد من الحرب

نقطة التفتيش في مفترق الطريق/ كأنما نقطة التفتيش على حافة الغزو

العساكر يتشابهون لون قمصانهم، البساطير، وضعية السلاح...

ذعرهم وذعرك منهم/ هذا الخوف المتبادل بين الفريسة والوحش

كنت تفكر بالبطاقة المزورة بلونها الوردي/ البطاقة الوحيدة في صندوق الهويات..

وكان يفكر في البطاقة الوردية/ يقرأ تفاصيل الاسم وخلفياته الإثنية والعرقية

تستر خوفك في انتظار اللامتوقع / ويستر خوفه ويستر لا متوقعه بانتظار خطأ في التقادير قبل الفسح.

back to top