في يومه العالمي... أدب الطفل محاصر بالتكنولوجيا

نشر في 20-11-2012 | 00:03
آخر تحديث 20-11-2012 | 00:03
No Image Caption
يعاني قلة الإصدارات

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للطفل، الذي تجرى فيه فعاليات ثقافية وفنية تهدف إلى غرس بعض القيم والعادات الجميلة، رغبة في توافر الشروط اللازمة لدعم الطفولة وتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتسعى منظمة اليونسكو، من خلال يوم التآخي والتفاهم للأطفال، إلى تعزيز الرفاهية وتأمين العيش الكريم.
«الجريدة» استطلعت آراء بعض الكتاب حول أهمية الاحتفال بهذه المناسبة، واحتياجات الطفل المعرفية والثقافية، في ظل الظروف الراهنة، والتكنولوجيا التي تحاصره، وفي ما يلي التفاصيل:
أكدت الكاتبة لطيفة بطي أن «العالم بأسره يحتفي بهذا المخلوق الأجمل على كوكبنا»، مشيرة إلى أن «الاهتمام بالطفولة يدل على حسن تفكير وتخطيط تلك الدول، واهتمامها باستثمار المستقبل لمكون من مكونات المجتمع ويشكل أهمية القاعدة لديها».

وقالت بطي إن «التكنولوجيا وفرت الكثير للطفل مما يقرأ ويختار بإرادته الشخصية، وبما ان القراءة ليست ثقافة عامة سائدة في المجتمعات العربية للعقود الماضية فإنني أعتقد أن القراءة عبر الأجهزة اللوحية سترسخ هذه القيمة المفقودة، خاصة إذا تم استخدامها بشكل أوسع في المدارس».

ظروف صعبة

وعن الظروف التي يعانيها الطفل العربي، شددت بطي على أن «الطفل مر مؤخرا بظروف صعبة جدا، لها تأثير كبير على كيانه ونفسيته لا شك، وأعتقد أنه يجب على الخبراء المهتمين بالطفولة أن يخصصوا شيئا من وقتهم لمتابعة التأثيرات التي ستلحق بإنسان المستقبل عبر متابعتهم له منذ الآن».

وأشارت إلى أن تلك «التطورات تحتم علينا التعامل مع الطفل بشفافية، ليتعرف ويتشرب مفاهيم كان يعرضها بصورة غير مباشرة أو مهملة، بحجة النأي به عما لا يعنيه ولا يثير اهتمامه، لكن طفل اليوم أصبح متعطشا لمعرفة ما يدور حوله، خاصة أنه معايش يوميا لتلك الأحداث».

وزادت: «ان الطفل حاليا يتساءل: لماذا انهار كل ما حوله فجأة؟ ولماذا تسود الخلافات والنزاعات؟ ولماذا فجأة يشاهد القتال المسلح الموجه للداخل بدلا من أن يرصد لأعداء الوطن، كما زرع في وجدانه وكما تعلم؟ بطبيعة الحال أنا لا أقصد الطفولة المبكرة بل الطفولة المتوسطة والمتأخرة».

وعن نوعية الموضوعات التي يجب التركيز عليها في أدب الطفل، ذكرت بطي: «الوطن هو ما يجب التركيز عليه في أدب الطفل، الوطن الذي يجب أن يبنى ويعمر بهمة المخلصين والمحبين حقا، بدون أن تنازعهم المصالح الخاصة التي أدت الى ما أدت إليه، وربما تطلب الأمر منا أن نبتكر شخصية تظهر في إصدار مطبوع أو مرئي تعيد تثبيت وترسيخ قيمة الوطن والعمل من أجله في نفوسهم».

واكدت: «حقيقة حاولت جهدي أن أقدم للطفل شيئا يواكب المرحلة، فقدمت نصا بعنوان (الشعب يريد حرية واحترام)، اعتبره دستور الأطفال، حاولت فيه أن أبسط مفاهيم الأرض والشعب والزعيم والحق والواجب وقيم العدل والخير والحرية».

لغة الحب

من جهتها، قالت هدى الشوا: «تراهم هائمون في المولات، وجوهم مسفرة، مضاءة بإشعاعات توهج أجهزتهم الذكية، في طريق إلى مطعم لتناول وجبة سريعة أو عصير مترع بالسكر، أو لتذوق نكهة جديدة من أنواع اللبن المجمد. كأنهم نيام، بلا هدف ولا مبتغى، في بلاد تكرس الاستهلاك فتجعل منه هدفا وطنيا».

وأضافت الشوا: «تراهم هائمون في البراري، وجوههم مغبرة، مقترة بالأسى، عابرون في طريق محفوفة بالأشواك والألغام والانفجارات للوصول إلى حدود بلاد محاذية، حيث تنتظرهم خيام النزوح، أو تراهم جنود الله الصغار، قد تعلموا لغة القتل قبل لغة الحب، هذا هو حال الطفل العربي اليوم، زائغ البصر بين آي فون وبندقية، وأرسل تحية لقصيدة محمود درويش (ريتا والبندقية)».

تقصير

بدوره، أكد الشاعر محمد الجلواح أن أدب الطفل يعاني فقرا كبيرا في الإصدارات، لافتا إلى أن الغرب ينتج عناوين كثيرة موجهة للطفل في العام، ربما تفوق انتاج عقد من الزمن لأدب الطفل في عالمنا العربي.

ويرى الجلواح أن التقصير في هذا الجانب له مجموعة أسباب، في مقدمتها إهمال الكاتب العربي هذه الشريحة، وتمسك بعض كتاب الطفل بأساليب منفرة للطفل كالنصح والوصاية، وروى جانبا من تجربته الشخصية، لافتاً إلى اتجاهه إلى كتابة الشعر باللغة التي يفهمها الطفل، متلمسا معاناة هذه الفئة العمرية.

back to top