العقد النفسية... متى تبدأ وكيف؟

نشر في 07-06-2012 | 00:01
آخر تحديث 07-06-2012 | 00:01
No Image Caption
هل تعلمون أن الجميع بلا استثناء يعانون عقداً نفسية باطنية أو معلنة بسبب الشكل الخارجي، أو قلة الذكاء، أو الاختلاف عن الآخرين... في أي مرحلة عمرية تبداً هذه العقد وكيف؟

في مرحلة المراهقة، تكون هذه الظاهرة طبيعية لأنها تشكل جزءاً من بناء الهوية الفردية. لكن بعد بلوغ سن الرشد، يزداد الوضع خطورة لأن عدم تقدير الذات قد يؤدي إلى مشاكل عدة على المستوى المهني أو العائلي أو العاطفي، حتى إنه قد يسبب حالة إحباط خطيرة.

العقدة النفسية ليست رد فعل موضوعي في وجه عيب بسيط يسبب لنا الانزعاج. لو كان الوضع كذلك، لكانت الجراحة ساهمت في وضع حد لجميع العقد النفسية المتعلقة بالشكل الخارجي. لكن لا يمكن أن تختفي العقدة النفسية الحقيقية بعد إجراء جراحة تجميلية بكل بساطة. ثمة فارق بين الشعور بالانزعاج بسبب عيب جسدي ومواجهة عقدة حقيقية. غالباً ما ينشغل الأشخاص المعقّدون بعيوب وهمية، فيجدون صعوبة في الاندماج مع غيرهم داخل مجتمعهم وفي التواصل مع الآخرين. لهذا السبب، يطور هؤلاء الأشخاص عقداً نفسية تصبح في أغلب الأحيان الأسباب التي يستعملونها لتبرير صعوبة الاندماج في المجتمع.

المرحلة التمهيدية لتطوير العقد

من المعروف أن المراهقة هي مرحلة شائكة ويسهل أن تتطور خلالها العقد بسبب شكل الجسم. في هذه المرحلة، يبحث المراهق عن هويته ويسعى إلى إثبات نفسه ويكون بحاجة إلى من يشعره بالأمان دوماً في علاقاته مع الآخرين.

قد يقارن المراهق نفسه مع والده أو والدته، فيصعب عليه تحديد هويته الخاصة بمعزل عن محيطه. لكن بغض النظر عن العمر، يكون الجسم انعكاساً للذات وقناعاً خارجياً في آن. فهو يحمي الشخص ولكنه يجعله في الوقت نفسه عرضة لانتقادات الآخرين. تكمن المشكلة في واقع أن الصورة التي نرسمها عن أنفسنا لا تتطابق غالباً مع الصورة التي يكوّنها الآخرون عنا.

إنها حالة الأشخاص الذين يعانون مشكلة السمنة مثلاً. حين يقتنع هؤلاء بأن هذه المشكلة تعيق حياتهم وتجبرهم على ارتداء ملابس مغايرة على رغم محاولاتهم الكثيرة لتخفيف الوزن عبر الحميات الغذائية المتواصلة، تصبح العقد النفسية الناجمة عن هذه الحالة مترسخة وصعبة. نتيجةً لذلك، يكره البعض شكل أجسامهم ويشعرون بالقبح ويجدون صعوبة في إقامة العلاقات العاطفية مع الجنس الآخر.

إنه أمر مؤسف لأن نظرة الآخرين إلى هؤلاء الأشخاص تكون مختلفة تماماً، إذ يعتبرهم الكثيرون جذابين ومثيرين للاهتمام. تجدر الإشارة إلى أن هذه المعاناة المرتبطة بالعيوب الجسدية تتعلق في الأصل بمشاكل عميقة أخرى مثل عدم تقبّل الواقع وغياب تقدير الذات.

كيف يمكن التحاور مع شخص معقد نفسياً؟

في المقام الأول، يجب الحرص على تخفيف حدة معاناة الطرف الآخر. عند تجاهل الآخر، ولو عن غير قصد، يشعر ذلك الفرد بأنه منبوذ وبأن أحداً لا يفهمه. لذا يجب تجنب التركيز على المواضيع الحساسة بالنسبة إليه، بالتالي تفادي التعليقات الجارحة أو حث الفرد على تغيير نفسه.

إذا كان الشخص المعني طفلاً وكان يشعر بالنقص بسبب مشكلة مشتركة مع أحد الوالدين، قد يلقي اللوم عليهما. يجب أن يتمكن من الحديث عمّا يزعجه من دون مشكلة. فالصمت أسوأ من نشوب خلاف عابر: إذا لم يتمكن الطفل من التعبير في منزله عن مشاكله مع رفاقه مثلاً، قد يتصور أن المشكلة مستعصية ولا حل لها.

back to top