«الحر» يسيطر على «اليرموك» و«النظامي» يدعو سكانه للرحيل

نشر في 19-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 19-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• روسيا ترسل أسطولاً جديداً إلى المتوسط • خطف روسيين وإيطالي والإفراج عن أربعة صحافيين

على الرغم من الدعوات الفلسطينية والعربية والدولية المطالبة بتحييد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عن الصراع الدائر في سورية، يقع مخيم "اليرموك" في دمشق في عين العاصفة، إذ سيطر الجيش الحر على المناطق داخله، في حين دعت القوات النظامية السكان للمغادرة تمهيداً لقصف محتمل.
أحرز مسلحو المعارضة السورية أمس، تقدماً واضحاً على الأرض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بحسب ما ذكر أحد سكان المخيم، مشيراً إلى أن "مئات من عناصر الجيش السوري الحر موجودون" داخل المخيم.

وأشار المصدر نفسه إلى دعوات وُجِهت من مساجد المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت إلى السكان ليغادروا المكان. وأضاف أن الجيش السوري أمهل السكان حتى فترة بعد الظهر لمغادرة المخيم، إلا أنه قال انه لم يلحظ تواجداً للجيش النظامي في محيط المخيم.

وتابع الشاهد أن "البعض قرر الامتثال للإنذار والبعض الآخر قرر البقاء". وأضاف أنه شاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر الذين قدموا من أحياء مجاورة لاسيما الحجر الأسود ويلدا".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منه.

وأفاد المرصد عن "اشتباكات عند أطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية -القيادة العامة من جهة، ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون أيضاً".

وأسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، "عن إحراق آلية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين".

وقال فلسطيني من سكان المخيم قدم نفسه باسم أبو السكن عبر "سكايب" ان المقاتلين من الجبهة الشعبية-القيادة العامة انسحبوا إلى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما "انضم فلسطينيون آخرون إلى الثوار".

ورأى أن "وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيد في المخيم، وان عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات في إمكانهم إدخال تعزيزات".

الفصائل الفلسطينية

من جهتها، دعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية الأحداث الدائرة في هذا البلد، ودانت الفصائل "المجزرة" في مخيم اليرموك.

ودعت الفصائل وبينها حركة "حماس" في بيان أصدرته بعد اجتماع طارئ عقدته في غزة أمس، منظمة التحرير الفلسطينية "لتحرك سياسي فاعل على المستويين العربي والدولي لتجنيب المخيمات الفلسطينية تبعات الصراع السوري الداخلي". وشددت الفصائل على أن الفلسطينيين "ليسوا طرفاً في الصراع السوري الداخلي".

أسطول روسي

في غضون ذلك، أرسلت روسيا أمس، أسطولاً جديداً من السفن الحربية إلى المتوسط باتجاه السواحل السورية.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن سفينة "ياروسلاف مودري" الدورية وسفينتيّ الإنزال "كاليننغراد" و"الكسندر شابالين" وسفينة "أس بي-921" القاطرة وسفينة التموين "لينا" أبحرت من بحر البلطيق إلى المتوسط.

وذكر المصدر نفسه أن هذه السفن ستحل مكان أسطول آخر تقوده السفينة الطراد "موسكفا" التي أُرسلت إلى المنطقة من البحر الأسود في نوفمبر الماضي.

ولم توضح الوزارة ما إذا كانت السفن سترسو في ميناء طرطوس السوري (200 كلم شمال غرب دمشق) حيث تنشر روسيا، قاعدة تموين ودعم تقني.

ونقلت وكالة أنباء أنترفاكس الروسية عن مصدر في قاعدة البلطيق البحرية قوله ان الأسطول أُرسل إلى المتوسط "لمشاركة محتملة في إجلاء مواطنين روس" من سورية.

من ناحية أخرى، أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس أوماخانوف أمس، التزام بلاده بموقفها القائل ان مصير سورية يجب أن يقرره الشعب السوري فقط، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي الى تصعيد الوضع.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن أوماخانوف قوله خلال لقائه في موسكو، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبداللهيان، الذي أكد أن بلاده ترى في روسيا شريكاً استراتيجياً وتؤيد التعاون الوطيد بين البلدين في العديد من المجالات.

خطف وإفراج

في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيش أمس، الأنباء التي تحدثت عن خطف المواطنَين الروسيين فلاديمير غوريلوف وعبدالستار حسون اللذين يعملان في مصنع للصلب والمهندس الإيطالي ماريو بيلومو على الطريق السريع بين طرطوس وحمص، موضحاً أن الخاطفين طلبوا فدية مالية مقابل الإفراج عنهما.

ودعا لوكاشيفيش المواطنين الروس إلى الامتناع عن السفر إلى سورية بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية هناك.

في المقابل، وصل الصحافي التركي عزيز أكيواش مبعوث شبكة "ان بي سي" الأميركية مع 3 صحافيين آخرين كانوا اختفوا في سورية الأسبوع الفائت، إلى تركيا أمس، عبر معبر جيلفاغوزو الحدودي في إقليم هاتاي الجنوبي التركي.

وأفاد أكيواش أن قوات المعارضة أنقذتهم وقادتهم إلى المعبر الحدودي. وقال الصحافيون المحررون الباقون، وهم الأميركيان جون ورد كاريسترا، وريتشارد انغل، والأردني محمد جمال بالوز، انهم اعتُقلوا لخمسة أيام من قبل "قوات موالية للأسد"، وهم يودّون الراحة.

العربي والإبراهيمي

دبلوماسياً، بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، مع المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسورية الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، الجهود المبذولة حالياً للتعامل مع الوضع في سورية.

وذكر بيان صحافي صادر عن الأمانة العامة للجامعة أن المباحثات التي يجريها الإبراهيمي مع الأطراف المختلفة تكتسب أهميتها من أنها تأتي بعد إعلان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن أياً من طرفيّ النزاع في سورية لن يستطيع حسم الأمور.

(دمشق، موسكو ــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top