سورية: النظام يحصن المباني الحكومية في دمشق

نشر في 18-10-2012 | 00:28
آخر تحديث 18-10-2012 | 00:28
No Image Caption
• غارات جديدة على معرة النعمان و«الحر» يسقط مروحية • الجامعة العربية تؤيد «هدنة الأضحى»

لجأت السلطات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أخيراً إلى تعزيز المباني الحكومية في العاصمة دمشق بشكل ملحوظ، في حين تواصلت المعارك في جميع المناطق السورية، خصوصاً في محيط مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا حيث أسقط المقاتلون أمس مروحية تابعة لقوات الأسد.
عززت السلطات السورية أمس الاجراءات الامنية في محيط المباني الحكومية في دمشق تخوفا من هجمات محتملة. وأحيط مبنى محافظة دمشق في حي الصالحية وسط المدينة بمكعبات من الاسمنت. واغلق شارع "29 ايار" الرئيسي المؤدي إليه بشكل جزئي امام حركة السيارات، وتقوم السلطات بوضع مكعبات من الاسمنت يتجاوز ارتفاعها المتر على طول هذا الشارع الاساسي.

كذلك وضعت مكعبات من الاسمنت وعوائق حديدية بالقرب من مبنى وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الكائن في شارع البرامكة المزدحم جنوب غرب العاصمة. ويتولى جنود نظاميون حماية مدخل المبنى حيث وضعت اكياس من الرمل.

كما اغلق بشكل جزئي امام حركة السير، شارعان من الشوارع المؤدية الى المصرف المركزي الكائن في ساحة السبع بحرات. ووضعت اربع شاحنات على جانبي المصرف منذ خمسة ايام.

وقالت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام في عددها الصادر امس: "شهدت بعض المؤسسات والمباني الرسمية في العاصمة تشديدا ملحوظا في الإجراءات الأمنية المتخذة حولها".

وتعرض مبنى قيادة الاركان العامة في دمشق ومركز الاستخبارات الجوية والمقر العام للشرطة في قلب دمشق لهجمات نوعية من مقاتلي المعارضة.

وأدى اغلاق العديد من الشوارع الرئيسية بشكل جزئي امام حركة السير وتضاعف عدد الحواجز العسكرية التي تتولى التدقيق في الهويات، الى زيادة زحمة السير في العاصمة السورية حيث يضطر السائقون الى اجراء التفافات عدة للوصول الى مقاصدهم.

غارات

الى ذلك، شن الطيران الحربي السوري أمس غارات جديدة في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب البلاد حيث تستمر الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأشار المرصد الى ان اشتباكات عنيفة تدور في محيط معرة حطاط بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين "الذين هاجموا رتلا للقوات النظامية مكونا من ست دبابات كان في طريقه لدعم معسكري وادي الضيف والحامدية". ونفذت الطائرات "غارتين على القرية لابعاد المقاتلين عن الرتل". ويشهد محيط معرة النعمان غارات واشتباكات منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المدينة الاستراتيجية في محافظة ادلب وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب قربها، مما مكنهم من اعاقة امدادات القوات النظامية.

وأسقط مقاتلون سوريون معارضون أمس مروحية للقوات النظامية قرب مدينة معرة النعمان كانت تشارك في الاشتباكات بقرية معرة حطاط. وأظهر شريط بثه ناشطون على موقع "يوتيوب " الالكتروني المروحية وهي تهوي من الجو والدخان يتصاعد منها من جراء اصابتها. ومع استمرار اطلاق المقاتلين المعارضين الرشقات النارية في اتجاهها، انفجرت المروحية في الجو على وقع صيحات "الله اكبر".

وأعلنت القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس سيطرتها على بلدة الجوسية بريف القصير في محافظة حمص. وشهدت بلدة الجوسية معارك بين الجيش السوري وعناصر المعارضة السورية المسلّحة، خلال حملة عسكرية شنّها الجيش في منطقة القصير. والجوسية هي معبر حدودي بين لبنان وسورية، حيث تتهم الحكومة المعارضة المسلّحة باستخدامه لتهريب السلاح والمسلّحين. وزعمت قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" الموالي للأسد أن القوات الأسدية اكتشفت أنفاقا تصل الجوسية بمنطقة مشاريع القاع اللبنانية.

الهدنة

الى ذلك، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحكومة السورية وجميع اطراف المعارضة المسلحة الى الالتزام بهدنة خلال عيد الاضحى الذي يبدأ في 26 اكتوبر الجاري. ودعا العربي "جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية الى العمل معا من اجل فرض الالتزام بهذه الهدنة خلال ايام عيد الاضحى حقنا لدماء الشعب السوري".

وكان العربي اجتمع مساء امس الأول مع المبعوث الدولي والعربي الى سورية الاخضر الابراهيمي واستعرض معه نتائج المحادثات التي اجراها الاخير خلال جولته الحالية.

من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، امس، إن أنقرة تعمل ما في وسعها لتحقيق وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، رغم عدم توفر الشروط لذلك، مجدداً التأكيد أن الطائرة السورية التي أجبرتها بلاده على الهبوط كانت تنقل مستلزمات عسكرية روسية إلى وزارة الدفاع السورية.

باريس

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مقاتلي المعارضة السوريين حصلوا على أسلحة ثقيلة أجبرت القوات الجوية الحكومية على قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة بشكل عشوائي من ارتفاع كبير.

وأكد فابيوس أن قوات الحكومة السورية تسقط قنابل عنقودية بشكل عشوائي وهو اتهام وجهته أيضا منظمة "هيومن رايتس ووتش" للقوات السورية يوم الاحد الماضي، لكن دمشق نفته، وذلك قبل ان يعقد اجتماعا مع "المجالس الثورية المدنية" السورية أمس.

وخلال المؤتمر الذي عقدته وزارة الخارجية الفرنسية دعا المعارضون الذين يديرون "المناطق المحررة" الى حماية هذه المناطق من الغارات الجوية التي ينفذها النظام السوري. وقال عثمان بيلاوي رئيس "المجلس الثوري المدني" في مدينة معرة النعمان، "نأمل فرض مناطق حظر جوي. نطالب بذلك منذ اكثر من عام. يمكننا التصدي لقوات برية لكن لا نملك مضادات للطيران".

(دمشق، أنقرة، القاهرة، باريس ــــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top