Red Lights... فيلم الإثارة الرائع
غالبًا ما تفهم الأفلام بشكل خاطئ رد فعل العقلاء على مشاهدة الأمور الخارقة، والمستحيلة، والإعجازية. يضم Red Lights، الفيلم الجديد بتوقيع مخرج فيلم الإثارة Buried (رايان رينولدز في صندوق)، ممثلين رائعين يتفاعلون بالطريقة التي تمليها عليهم شخصياتهم مع الأشياء التي تندرج في خانة «هذا لا يمكن أن يحدث».يضم فيلم Red Lights سيغورني ويفر في دور مارغريت عالمة النفس المتحمسة، المتعجرفة التقليدية وكاشفة الزيف المخضرمة للقوى الخارقة كلها. تقول: «عندما أسمع صوت الحوافر أفكر بالخيول، لا بوحيد القرن». فهي أمضت حياتها تكشف أسرار العرافين المخادعين والوسطاء الروحانيين والسحرة. «أحاول أن أفهم، لا أن أؤمن».
تعرف مارغريت أنها ومساعدها الفيزيائي توم (سيليان ميرفي)، سيكتشفان «الأضواء الحمراء» (Red lights)، أي الأشياء التي يجب ألا تكون موجودة. مثلاً، ذلك الشخص الذي يتنصت إلى المحادثات بين الجمهور قبل «أداء» الوسيط الروحي على المسرح.بعد 30 عامًا من التحقيقات، ومشاهدة جميع أنواع الظواهر، تعلن مارغريت: «ما زال علي أن أشهد معجزة واحدة».توم مجرد متحمس كما غيره من غير المؤمنين في هذه الظواهر، لكنه أقل جمودًا حيال هذا الموضوع. فهو يشغل الأدوات التي تكشف عن إشارات الراديو المرسلة من المساعدين لأرباب عملهم الذين يعالجون الناس من خلال الشفاء الإيماني، ويغرق في تأمل ودرس أشرطة الفيديو عن الوسطاء الروحانيين الذين يبحثون عما يسمونه لاعبو البوكر «خفايا اللعبة». لكن عندما يرى شيئًا لا يستطيع تفسيره، تعتريه الدهشة.وهذه حال سالي، الخريجة الجديدة المساعدة (إليزابيث أولسن). هي مساعدة للجمهور في هذا العالم، وتحتاج إلى توضيح الأمور كافة، على الأقل في البداية. أما سايمون سيلفر، فهو الساحر العالمي المشهور الذي يؤدي دوره روبرت دي نيرو بشغف واعظ وغضبه. سيلفر رجل أعمى، تقاعد لفترة طويلة ويعود الآن إلى دائرة الضوء في عصر يظهر كاشفو الزيف فيه أكثر تمرسًا بكثير في كشف عمليات الاحتيال. إذا لم يكن شرعياً، سيتعين عليه أن يكون ذكيًا، بل خارق الذكاء. معركة الإرادةحدد الكاتب والمخرج والمحرر رودريغو كورتيس أسلوب العمل مع فريقه، ومن خلال جو الفيلم القاتم (إضاءة خافتة، والأيام بنهارها الرمادي وليلها القاتم)، تدور معركة الإرادة بين سيلفر وفريق مارغريت، وعالم أكثر سذاجة (توبي جونز) في وسط ذلك كله، غير متأكد ما إذا كان عليه الثقة ببياناته وهو يحاول أن يثبت وجود شيء خارج نطاق الإدراك الحسي.يتبختر دي نيرو ويتبجح في الفيلم، لكن بعض تهديداته يتبخر عندما يُوجه من خلال عملائه (من بينهم جولي ريتشاردسون). أما ويفر فتؤدي دور مارغريت بمهارة، بإعطائها نقطة ضعف واضحة من شأنها تقويض مكانها في المعركة الثقافية لإبلاغ من «يريدون أن يصدقوا» أنهم سذج.لكن ميرفي يحقق التوازن الصحيح، فهو رجل متعصب يستثمر جهوده بالكامل في حماية نظام إيمانه، إلا أنه يخشى ويحترم ما يراه بأم عينيه. وهو يوحي بساحر ذكي بما فيه الكفاية لعدم الثقة بغيره. يقول: «الطريقة الوحيدة لسحب أرنب من قبعة هي وضعه فيها في المقام الأول».تعثَّر Red Lights خلال تصويره، فاقدًا مسار الصراع الذي حدده، لكنه استعاد قوته لرسم نهاية لن يتوقعها أحد. إنه فيلم واعد يعلن أن المخرج هو سيد الأسلوب والإثارة، حتى لو لم يكن بطله رايان رينولدز، ولم يدفن في صندوق.