بدر محارب: شحيت ومحيت أول مسلسل كوميدي كتبته للتلفزيون
بعد غياب طويل عن خشبة المسرح، يعود الكاتب بدر محارب في موسم عيد الفطر بمسرحية «وبعدين»، وهي تضاف إلى تجاربه الناجحة سواء المسرحية أو في الدراما التلفزيونية أو في البرامج التي تميّزت بغناها وتنوّعها وفرادتها. حول مسرحيته الجديدة ومجمل مسيرته الفنية كان الحوار التالي معه.
أخبرنا عن «وبعدين».المسرحية من تأليفي، إخراج عبد العزيز صفر، بطولة: داود حسين، طلعت زكريا، فاطمة عبد الرحيم ومجموعة من النجوم الشباب من «مسرح الخليج العربي»، تتطرق في قالب كوميدي ساخر إلى قضايا من بينها القروض والمديونيات والخصخصة.ما أول مسلسل كتبته للتلفزيون؟«شحيت ومحيت» (1995) مسلسل كوميدي كتبته بطلب من الفنانين داود حسين وعلي جمعة اللذين كانا يشكلان ثنائياً في تلك الفترة، يتكوّن من 30 حلقة، وقد جسدا فيه شخصيتي شقيقين يسكنان في بيت عربي ورثاه من والدهما ويفشلان في إيجاد عمل. تحمل كل حلقة قصة منفصلة، الهدف منها الاضحاك فحسب، وما زال المسلسل يحقق نجاحاً لغاية اليوم.من أين جاءت تسميته؟من كتاب «الأمثال الشعبية» لعبدالله النوري، بدأت البحث عن أي مثل يجمع الشخصيتين، مثل «عوير وزوير»، فوجدت مثلاً غريباً ومجهولاً هو «شحيت ومحيت والقاعد ورا البيت»، وعندما اتفقت مع الشاعر ساهر على كتابة المقدمة الغنائية حرصت على أن يذكر المثل كاملاً.ماذا عن «دلق سهيل»؟عمل درامي اجتماعي طويل من إنتاج مؤسسة الأبرق (أحمد جوهر)، تكمن أهميته في أنه أول مسلسل يتناول حقبة الستينيات في الدراما الكويتية.ما المشاكل التي واجهتموها في هذا المسلسل؟في البداية، واجهنا مشكلة موقع التصوير، لأن أحداثه تقع في فترة الستينيات، فلم نعثر على ما يناسبنا، لذا استأجرنا مزرعة في منطقة الفنيطيس، وشيّدت مهندسة الديكور مدينة كاملة، إلا أن الوقت لم يسعفنا كي ننتهي من التصوير قبل حلول رمضان، فتابعنا التصوير في الشهر الكريم، ما سبب لنا مشاكل، فالمكان كان مكشوفاً والمشاركون صائمين، مع ذلك حقق نجاحاً.ما كانت ردود الفعل حوله؟رائعة، عُرض الجزء الأول عند الرابعة قبل موعد الإفطار، وكنا متخوفين من الجزء الثاني بعد نجاح الأول، لذا حرصت على أن يكون في المستوى نفسه، وقيل لي بعد عرضه إن الثاني أقوى من الأول.ما الأسباب التي أدت إلى نجاح الجزأين؟عدم المط والتطويل، تكوّن الجزء الأول (1996) من 15 حلقة والثاني (1997) من 19 حلقة، وقد قدمت كل ما أريده من دون إطالة.كيف شاركت في «مسرحيات 2000»؟في العام 2000 زارني الكاتب والمخرج محمد خالد وعرض علي المشاركة في مشروع فني مع المخرج نواف الشمري، وهو عبارة عن مسرحيات مدة كل واحدة ربع ساعة، سيكتب 15 مسرحية والبقية علي. اعتذرت في البداية لأن المسرحية القصيرة أصعب من المسرحية التي تمتدّ على ساعتين أو أكثر، لذا طلبت من الشمري الاستعانة بأسماء أخرى، من بينها حمد بدر والشيخ دعيج الخليفة.ما عدد الحلقات التي كتبتها؟خمس حلقات، ولله الحمد حققت نجاحاً ويتذكرها الجمهور إلى اليوم، من بينها «قلعة وادرين»، التي تتمحور حول كويتي يسكن في العبدلي ويتسلل إليه أحد العراقيين الهاربين، «حقيبة وزارية» تتحدث عن شخص يتمّ الاتّصال به لتولي منصب وزير وفي النهاية يُتضح أنه تشابه أسماء، «الرجل المتفجر» إعداد عن نص فرنسي وقد أصرّيت على المخرج أن يكتب في الشارة أن المسرحية من إعدادي ولم أؤلفها، ولم أطمئن إلا عندما قرأت العبارة في مونتاج الحلقة، فقضية الحقوق الأدبية مهمة عندي، كذلك كتبت «بخور أم سرور».كيف تقيّم هذه التجربة؟تكمن صعوبة «مسرحيات 2000» في أنك تقدمها للممثلين وتجري لها بروفات في يوم التصوير صباحاً وتدرّبهم على الحركة، وفي المساء تصوّر مع جمهور حقيقي. الحلقات التي كتبتها نفذت إخراجها مسرحياً، إنها تجربة جديدة ولاقت نجاحاً. ما مدى صعوبة كتابة مسرحية مدتها 15 دقيقة؟مكمن الصعوبة أن التمهيد وإيصال رسم الشخصية بشكل صحيح إلى الجمهور يحتاجان تقريباً نصف ساعة، ومن ثم أنت تختزل الموضوع. النهاية بالنسبة إلي يجب أن تكون مفاجأة، لا أخفيك سراً لقد كتبتها على طريقة القصة القصيرة.هل تجاوزتم المدة المحددة؟في المونتاج وجدنا أن الحلقة تجاوزت المدّة، فحذفت لقطات هي بعض ما قاله الفنان طارق العلي أثناء خروجه عن النص، واضطررت في إحدى المسرحيات إلى أن أقدمها في جزأين.كيف اتجهت نحو البرامج المنوعة الساخرة؟يبدو أن المخرج نواف الشمري ارتاح إلى أسلوبي في العمل بعد تعاونه معي في «مسرحيات 2000»، فاتفق معي على «ريموت كونترول»، وهو من أوائل تجاربي مع البرامج المنوعة، يتضمن مواقف مأخوذة من الفضائيات يتم تقليدها، وكان من أسباب نجاح العمل وجود الفنان عبد الناصر درويش.هل أنت راضٍ عن «أخبار البطاطا»؟لم تكن هذه التجربة في مستوى طموحي، لأن المخرج نواف الشمري عرضها علي قبل شهر من حلول رمضان العام الماضي، فهي تحتاج إلى مجهود وتجهيز كبيرين في نواحي الديكور والأزياء والتصوير والإخراج...ما سر نجاح «طاح مخروش»؟هي سلسلة مسرحية، الأولى «مخروش طاح مخروش» كتبها مبارك الحشاش وأخرجها حسين الصالح الدوسري، الثانية «طاح مخروش» كتبها الحشاش ونفذت إخراجها بنفسي، حاولت أن أجمع، بالاتفاق مع المؤلف، مشهدين في الكويت والعراق في فترة اندحار قوات الطاغية صدام وخروجها من الكويت. قدمنا عروضنا في رمضان، ولم يمدّد المجلس الوطني لنا لفترة العيد بحجة إجراء بروفات على «مسرح الدسمة».كيف تعاملتم مع الأمر؟لم يكن أمامنا غير سينما الأندلس (الآن مجمع المهلب بعد هدمها) التي تستوعب ألفي كرسي، وكانت خشبة المسرح ضخمة، ففي العرض السابق تضمن كل مشهد مجسماً كاريكاتورياً، لكن في السينما اضطررت إلى عرض المجسمات كافة على الخشبة لأملأ الفضاء الكبير، وحققت نجاحاً غير مسبوق، إذ امتلأت المقاعد في العرضين، وكان الجمهور في الخارج، الذي لم يحظَ بالتذاكر، أكثر من الحضور في الداخل، وقد تدخلت الشرطة لتنظيم عملية الدخول، واعتقد أنه آخر عمل محلي عرض فيها.كيف تحولت مدتها من ساعتين إلى أكثر من ثلاث ساعات؟لست راضياً عن هذا، وأتذكر قول الناقد عبد الستار ناجي عندما شاهد افتتاح المسرحية: «إنها بهذا الحجم والوقت ممتازة فأحرص على عدم قيام الممثلين بتسييح مدتها». حاولت قدر الإمكان الحفاظ على الساعتين، لكن تكمن المشكلة في المسرح الجماهيري في أنك لا تستطيع التحكّم به، عكس المسرح النوعي في المهرجانات، خصوصاً مع تجاوب الجمهور ووجود نجوم هم أسياد الارتجال مثل أحمد جوهر وطارق العلي وولد الديرة.إذاً العصا التي معك خلف الكواليس لم تفد.صحيح، طلبت من العلي أو جوهر العودة إلى الموضوع، فتضايقوا وسط هذا التجاوب الجماهيري معهم، واكتفيت بأن يكون الالتزام في تصوير المسرحية للفيديو.كيف أنقذت الموقف في «نهاية مخروش»؟كان لصديقي أحمد جوهر حجز لمسرح كيفان، واتفق مع مخرج لتنفيذ مسرحيته إلا أنه أخلّ بوعده والتزم مع فرقة أخرى، فأتيت كمنقذ للموقف وعدلت في النص، فأصبحت مؤلفاً له إلى جانب جوهر، وصممت ديكورات وأجريت تدريبات الحركة في ثلاثة أسابيع، وقدمنا المسرحيّة مع الممثلين: محمد الصيرفي وجواهر وبورزيقة، لكنه لم يحقق نجاحاً بسبب الظروف التي واجهته.. وفي المسابقة المسرحية السنوية نلنا جائزتي أحسن تأليف وأحسن ديكور.ماذا عن «ملوك الملاقة»؟أسست على الـ «فايسبوك» صفحة بعنوان «ملوك الملاقة» وهي اليوم في السنة الثالثة من عمرها. أحرص على عدم تقديم نقدي الخاص، بل الجمهور هو من ينتقد الدراما في رمضان، فكان صريحاً وحاداً وصادقاً، وأنا مجرد منظم للصفحة، فإذا وجدت تجريحاً وشتائم أمسحها. أما ما أقوم به بنفسي فهو الإشارة إلى الأخطاء الدرامية، واخضاعها لمونتاج تلفزيوني وطرحها في الصفحة، وهذا لا يقلل من الجهد المبذول في الأعمال الدرامية بل مجرد ملاحظات لينتبهوا إليها.ما المسرحيات التي اشتغلتها في العيد؟«استجواب» (1996) من تأليفي وإخراجي، وبطولة: داود حسين، أحمد جوهر، المنتصر بالله، سماح، علي سلطان، حسن البلام، عوعو، وفيصل بوغازي. عملنا بروفاتها في رمضان، وكنا نجتمع يومياً بعد صلاة التروايح، وعرضناها في عيد الفطر.«الحكومة أبخص» (1998) من تأليفي وإخراجي، أتذكّر الفنان الراحل غانم الصالح، كان أول الحاضرين ما جعلني أحرص على الحضور مبكراً، وعودنا على طبق الحلو الذي يجلبه معه يومياً. شارك معنا: عبد الرحمن العقل، أحمد جوهر، ناصر كرماني، ومنى شداد.