معادلة الوسط الفنّي الجديدة... أغنية جميلة وضاربة

نشر في 13-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 13-12-2012 | 00:01
No Image Caption
هل يكفي أن يكون الفنان من الصف الأول لتنجح أغانيه؟ سؤال يطرح نفسه في الفترة الأخيرة بعدما شهدت الساحة الفنية تراجعاً في إقبال الجمهور على ألبومات كبار الفنانين وانحيازه إلى أغانٍ منفردة لفنانين يعتبرون من الصف الثاني أو حتى فنانين صاعدين.
تعتبر مادلين مطر أن تصنيف الفنانين بين صف أول وثان وثالث... لم يعد في مكانه، خصوصاً أن الظروف الفنية في مجملها تبدّلت، وبات الزمن اليوم للأغنية الجميلة الضاربة، تقول: «أحياناً يقدّم فنان من الصف الأول ألبوماً كاملا في وقت يقدم فنان آخر مبتدئ أغنية جميلة فتحقق انتشاراً أكبر من الألبوم الأول. ثمة  أسماء كثيرة على الساحة الفنية، والفنان الذكي الذي يعرف كيف يطرح جديده في الزمن المناسب ويدعم الأغنية بطرق مطلوبة هو الذي يصنف في الصف الأول».

مطر التي تستعدّ لطرح أغنيتها المنفردة الجديدة «تعبانة»، تشير إلى أنها لا تخطط لإصدار ألبوم غنائي في الفترة المقبلة لأن القرصنة تلحق ضرراً بالغاً به، «من هنا يعتمد نجاح المغني على أغنية «سينغل» وأغنية مصورة فقط لا غير، هذا ما فعلته في السنوات الماضية إذ حرصت على إصدار أغنية كل عام».

تضيف مطر أن الأوضاع السياسية المتردية في عالمنا العربي انعكست سلباً على النجوم، وحتى الأكثر جماهيرية بينهم بدأوا يشعرون باليأس والإحباط  لما آلت إليه الأمور، إذ يصعب على الفنان طرح أعمال فنية في ظل الظروف المؤلمة التي تعصف بالوطن العربي.

تصنيفات لا قيمة لها

«لم أهتمّ يوماً بالتصنيفات أو الألقاب أو غيرها من أمور لا تقدّم ولا تؤخّر، فالفنان الناجح هو الذي يحقق الاستمرارية ويقدّم أعمالاً مميزة تلقى استحسان الجمهور»، تقول نيللي مقدسي مشيرةً إلى أن مقولة نجوم صف أول وصف ثانٍ وغيرها لم تعد موجودة اليوم، خصوصاً أن الساحة الفنية تزخر بأصوات جديدة، بالتالي ثمة  من يحقق تقدماً وثمة من يتأخر، لكن لا يمكن تجاهل أسماء أثبتت نفسها بقوة على الساحة الفنية بعد مسيرة طويلة، وأصبحت لها مكانتها عند الناس.

تضيف أنها استمعت إلى ألبومات أهم نجوم العالم العربي التي طرحت حديثاً، «لم تأخذ هذه الأعمال حقّها كما يجب رغم أنها جميلة بتفاصيلها»، موضحة أن الأوضاع التي يمرّ بها العالم العربي حرمت هذه الألبومات حقّها الطبيعي في الانتشار.

أما سارة الهاني التي تتميز بجمال صوتها وأدائها المتقن فتؤكد في حديث لها أنها تعمل على تقديم فن جميل وراقٍ وأن تكون عند حسن ظن كل من يضع ثقته بها، تقول: «متأكدة من أن الجمهور ذوّاق ويقدّر من يتمتع بصوت جميل وأداء حسن، بالتالي تأتي التصنيفات والترتيبات منه وليس من أي شخص آخر».

تضيف: «الأغنية الجميلة اليوم تقرر من هو المتفوق وثمة أسماء تتقدم فترة لتعود وتتراجع فترة أخرى، كذلك تظهر أسماء جديدة تملك مقومات فنية... هذه الأمور كافة قلبت المعادلات وبات الفنان المتفوّق هو الذي يعرف كيف يحافظ على استمراريته ونزاهة اسمه».

تراتبية الأسماء

ترى فيفيان مراد أن تراتبية الأسماء كما كان يحصل سابقاً لم تعد موجودة اليوم وأن الجمهور هو الحكم في هذا المجال، مشيرة إلى أنها لا تهتم لما يقال هنا وهناك بل تركّز على تقديم أعمال جميلة، وهذا ما حصل معها إذ لاقت أغنياتها  إعجاباً وهي في نشاط دائم وتحيي حفلات في دول عربية وبلاد الاغتراب، إضافة إلى أنها تملك صوتاً جميلاً وتعمل على صقل موهبتها وتحمل رسالة هادفة في أعمالها الفنية، حسب رأيها.

أخيراً تشير ليال عبّود إلى أن الجيل الجديد يتفاعل مع النجوم الصاعدين الذين يعرفون أهواءه ويقدمون أعمالاً تثير إعجابه، مشددة على أنها قدمت أغاني تزامنت مع طرح أعمال وألبومات لنجوم كبار على الساحة الفنية، إلا أن أغانيها لاقت رواجاً أكبر وتقول: «يريد الجمهور أغنية جميلة ترسم بسمة على ثغره. من هنا لم تعد الأسماء مهمة ولا التراتبية ولا التصنيفات، العمل الجميل هو الذي يصنّف ما إذا كان الفنان ناجحاً أم لا، كذلك عدد الحفلات وتفاعل الجمهور معه وغيرها من أمور»...

تضيف أن الظروف السياسية أثرت على الوضع الفنّي عموماً وأن ألبومات كثيرة طرحت في الفترة الأخيرة لأسماء معروفة لم تأخذ حقّها كما يجب، والفنان الشاطر، برأيها، هو الذي يعرف كيف يستمر في ظل ما يدور من حوله، وتتابع: «لا أعرف الاستسلام وأملي كبير بالمستقبل ومتفائلة إلى أبعد الحدود وأشكر جمهوري الذي لم يخيّب ظنّي يوماً ويدعمني باستمرار».

back to top