إفطار «الإرادة»... هدوء يكرس «هدنة العيد»

نشر في 26-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 26-10-2012 | 00:01
No Image Caption
البراك أبرز الغائبين ورجال الأمن أشرفوا دون أن يتدخلوا
خلافاً لرسالة الأحد الفائت بعثت المعارضة أمس برسالة هادئة إلى السلطة السياسية من خلال إفطار حمل الكثير من المدلولات السياسية التي أكدتها تصريحات المشاركين.
على غير العادة ساد الهدوء ساحة الارادة امس في الافطار الجماعي الذي دعت اليه كتلة المعارضة على شرف صيام يوم عرفة، حيث لم يكن هناك مجال للتشنج والصيحات والهتافات السياسية او المسيرات.

وكان رجال وزارة الداخلية المشرف على مأدبة الافطار التي شارك فيها الاف الاشخاص، وقد حضر بعضهم للارادة برفقة عائلته، وكان من ابرز الحضور عدد من النواب السابقين ونواب المجلس المبطل وهم احمد السعدون وفلاح الصواغ وخالد الطاحوس وحمد المطر وسالم النملان وعبدالله الطريجي واحمد مطيع وبدر الداهوم ومبارك الوعلان، بينما كان ابرز المتخلفين عن الحضور مسلم البراك وعبيد الوسمي ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش وعادل الدمخي.

وجرت الامور في الافطار على ما يرام دون ان يحدث ما يعكر صفو هذه المناسبة ودون صوت عال يهيج الحضور او يجعل رجال الامن على أهبة الاستعداد انما على العكس تماما تفرغ الجميع لتهنئة من كان معتقلا من المعارضة وانصارهم بالافراج وتهنئة البقية بعيد الأضحى.

واعتبر مبارك الوعلان ان التجمع للافطار في ساحة الارادة من قبل الشباب مثل رسالة رد على كل من قال ان من يقوم بالاعتراض هم فئة غوغائية، مبينا ان مثل هذه الفعاليات تؤكد سلمية الشعب الكويتي الذي اقام مسيرته بكل احترام ولم يتجاوز القوانين.

وقال ان استمرار الشعب في الاعتراض على تعديل الاصوات دليل على تمسكه بالدستور واحترامه، متمنيا قراءة مغزى هذه الرسائل، مؤكدا استمرارهم في الاعتراض على تعديل عملية التصويت من خلال المسيرات التي يعلن عنها شباب الحراك.

أبناء الشعب متحابون

من جهته، قال النائب السابق فلاح الصواغ إن جميع أبناء الشعب متحابون ولا يوجد مواطن محب لوطنه يسعى إلى العبث، مبيناً أن الرسالة المراد إيصالها من إفطار ساحة الإرادة هي "محبتنا لبعضنا وللكويت ولأسرة الخير".

وأضاف الصواغ أن الكويت كانت درة الخليج "وسنعمل على إعادة دورها الريادي، لتكون مرة أخرى درة للخليج، كما سنحرص على إسناد المشاريع إلى الأمناء القادرين على إقامة مشاريع الدولة دون عبث".

وأكد أن الشعب الكويتي محب لوطنه وللأسرة الحاكمة، "إلا أن الدستور كفل لنا كمواطنين الاعتراض السلمي على بعض القوانين التي لا تتطابق مع مواده"، مشدداً على استمرار المسيرات لنيل حقوق المواطنين، داعياً أبناء الشعب للانضمام إلى المسيرات المقبلة.

في السياق، قال النائب السابق خالد الطاحوس "نحن في الإرادة للتعبير عن رفضنا للعبث بالدستور، والعبث بجميع مؤسسات الدولة، وكذلك رفضنا لطريقة التعامل الأمني مع أبناء الكويت"، معتبراً أن الخيار الأمني ضعف، وعلى السلطة أن تعيد توجهها لقراءة الوضع جيداً.

وأضاف الطاحوس "أننا لسنا مستعدين للتضحية في الكويت من أجل خمسة أو ستة يدمرون البلد"، مشدداً على أن "الشعب الكويتي حر ولا يقبل مثل هذا الخيار الأمني" في التعامل معه.

من جانبه، أكد النائب في المجلس المبطل حمد المطر أن "الشعب الكويتي مع تطبيق القانون والدستور، وليس مع الفوضى والتشكيك في الآخر"، مشيراً إلى أن هيبة الدولة لا يمكن أن تأتي بالمطاعات بل بتطبيق القانون على الجميع، والمحافظة على مكتسبات الأمة.

وأكد المطر أن التفرد بالقرار أضاع البلد، لكن ما حدث وسيحدث لن يزيد الشعب الكويتي إلا إصراراً وتلاحماً لمواصلة الطريق نحو التطبيق الحقيقي للممارسات الدستورية والقانونية كاملة، لافتاً إلى أن إفطار يوم عرفة دليل آخر على تكاتف أبناء الشعب الواحد وتأكيد على أن السيادة للأمة.

back to top