الأسد للإبراهيمي: لا حلّ للأزمة إلا بـ «وقف الإرهاب»

نشر في 22-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-10-2012 | 00:01
No Image Caption
• المبعوث الأممي يدعو إلى التهدئة بقرار منفرد • انفجاران في منطقتين مسيحيتين في دمشق وحلب
تمسك الرئيس السوري بشار الأسد أمس خلال استقباله المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي بموقفه الذي يطالب المعارضة السورية المسلحة، التي يطلق عليها نظامه اسم «الإرهاب»، برمي سلاحها أولاً قبل الحديث عن حل للأزمة التي تعيشها البلاد، والتي أسفرت عن مقتل 32 ألف شخص منذ 11 مارس 2011.  

على وقع العمليات العسكرية المتواصلة في كل المناطق السورية والانفجارين الانتحاريين اللذين وقعا أمس في دمشق وحلب، التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس في دمشق المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي.

وأكد الأسد بحسب بيان رئاسي خلال استقباله الابراهيمي أن أي مبادرة أو عملية سياسية لحل الأزمة يجب أن تقوم «في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب»، مضيفاً أن هذا الأمر يتطلب «التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وايواء المجموعات المسلحة في سورية بوقف القيام بمثل هذه الأعمال».

وأكد الرئيس السوري المطالب من قبل المعارضة والدول الغربية وبعض الدول العربية بالتنحي أن «سورية تدعم جهود الإبراهيمي ومنفتحة على أي جهود مخلصة لإيجاد حلّ سياسي للأزمة على أساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي».

من جهته، دعا الإبراهيمي في مؤتمر صحافي اعقب لقاءه الأسد الى اتخاذ قرار «ولو كان منفرداً» بإيقاف إطلاق النار بمناسبة عيد الأضحى المبارك، واصفاً لقاءه مع الرئيس السوري بأنه «كان صريحاً ومسؤولاً» تم خلاله التطرق الى كل الامور المتعلقة بالشأن السوري.

وقال الإبراهيمي إن «هذه المبادرة الشخصية ليست مشروعاً مطوراً أو جزءا من عملية السلام التي نريدها لهذا البلد، وإنما مبادرة شخصية ودعوة ونداء لكل سوري لاتخاذ قرار منفرد لوقف إطلاق النار».

وأوضح أنه اتصل ببعض المسؤولين في المعارضة السلمية بالخارج والداخل وبعض الجماعات المسلحة في الداخل، مبينا انه تلقى تجاوبا كبيراً جداً.

وحول وجود خطة تشكلت لديه لحل الأزمة في سورية، قال: «سنتكلم عن ذلك لاحقا، نحن نعمل على تحضير هذه الورقة بالتعاون مع الأطراف المختلفة الداخلية والخارجية»، وأضاف: «ندرك أن الشعب السوري يتوقع أكثر من هذه الهدنة لبضعة أيام، ومن حقه ذلك، وكل ما نستطيع أن نعد به أننا سنعمل بدون كلل أو ملل من أجل تحقيق طموحات الشعب السوري». وحول ما إذا كانت هناك ضمانات من المجموعات المسلحة والدول التي تدعمها للالتزام بوقف اطلاق النار، قال المبعوث المشترك: «هذا النداء لا يتطلب ضمانات مرتبة»، مؤكدا أن «الشعب السوري هو الذي سيحاسب الجهة التي ستتراجع عن موقفها في حالة الموافقة على الهدنة».

تفجير باب توما

إلى ذلك، قتل 13 شخصا وجرح 29 في انفجار وقع صباح أمس في حي باب توما في دمشق، الذي تقيم فيه غالبية مسيحية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية أن «التفجير أدى إلى استشهاد 13 شخصا وإصابة 29 شخصا من المارة والموجودين في المكان»، مضيفاً أن التفجير تسبب في أضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين وعشرات السيارات الموجودة في المكان.

وكانت مصادر محلية أشارت الى ان الانفجار وقع بالقرب من مركز شرطة ونتج عن «عبوة ناسفة وضعتها مجموعة رهابية مسلحة تحت سيارة».

وشهد محيط حي باب توما في الاول من اغسطس الفائت للمرة الاولى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، تسببت في سقوط قتيل على الاقل. ويقع الحي المسيحي في وسط دمشق القديمة ويتميز بوجود فنادق وحركة سياحية لافتة فيه.

وشهد حي العسالي في جنوب العاصمة صباح أمس «اشتباكات عنيفة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تلت اشتباكات في حي تشرين في المنطقة نفسها.

تفجير حي السريان

وفي حلب في شمال البلاد، أفاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان، الذي تسكنه أيضاً أغلبية مسيحية ما أدى الى سقوط جرحى. وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» نقلا عن مصدر أمني أن الانفجار نتج «عن تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي». وشاهد المراسل اشلاء بشرية في مكان الانفجار وأضرارا مادية في السيارات والابنية.

وعلى مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الاسبوعين الماضيين لأكثر من هجوم من مجموعات معارضة. وقال المرصد وناشطون ان بعض أحياء حلب شهدت اليوم (أمس) قصفا أو معارك.

وقال مصدر رسمي سوري في تصريح لـ«سانا» إن الانفجار أسفر عن عدد من الاصابات بين المارة وأضرار مادية في المشفى والابنية السكنية المجاورة والسيارات في منطقة الانفجار.

الرياض

في سياق آخر، اعتبر وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن «تحذير الإبراهيمي من أن الأزمة السورية ستقضي على الأخضر واليابس، مبالغ فيه وغير صحيح». وقال الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي في وقت متأخر من مساء أمس الأول رداً على سؤال حول تصريحات الإبراهيمي «اما الاحداث وما ذكر عن الإبراهيمي وغيره انها ستشمل الجميع، فهذا قول مبالغ فيه وغير صحيح».

وأضاف «حدثت أحداث في دول اخرى وقامت حروب كبيرة جدا، ومع هذا ذهب الشر وبقي الخير، وانتصر الخير على الشر».

 (دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top