«فن من لبنان»... ثروات الثقافة المدينية

نشر في 02-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 02-11-2012 | 00:01
No Image Caption
في مركز بيروت للمعارض
افتتح «مركز بيروت للمعارض» (سوليدير) معرض «فن من لبنان» بمبادرة من السيدة نور سلامة أبي اللمع، وتنظيم نادين بكداش، صاحبة «غاليري جانين ربيز»، وصالح بركات صاحب «غاليري أجيال»، فيما تولى سينوغرافيا المعرض المهندس كريم بكداش.
يحتوي معرض «فن من لبنان» على 60 عملاً لفنانين لبنانيين يعكسون التنوع اللبناني في قصص حياتهم وهويتهم، خصوصاً في مشاريعهم الفنية والإبداعية. اختار منظّما المعرض نادين بكداش وصالح بركات الأعمال الأكثر تمثيلاً للمراحل، متفاعلين مع قضاياها وجمالاتها وإنسانيتها، بالإضافة إلى الشرارات الذاتية التي تمثل  أفضل إبداعات الفنانين، فتوصلا إلى لوحات ومنحوتات لا تعرفها إلا قّلة من جامعي القطع الفنيّة الخاصة بالفنانين اللبنانيين، خصوصاً الراحلين منهم.

والمعرض رحلة في تاريخ الفن اللبناني وتراثه، يكشف التقلبات الثقافية والسياسية والاجتماعية التي حصلت في هذا البلد الصغير، كذلك التطورات البناءة التي رسمت ثقافة البلاد وجعلته موئل التيارات الفنية والثقافية، من المناظر الطبيعية الكلاسيكية إلى العراة وموديلات الجسد النسائي، من الفن التجريدي إلى التعبيري، ومن الفن الديني التقليدي إلى الفن الذي أثرت فيه أيام الحرب المريرة.

 يمكن لزائر المعرض أن يشاهد عبلة وعنتر لرفيق شرف النابعة من الزمن التراثي، وعاريات قيصر الجميل الجريئات، وشخوص بول غيراغوسيان المختفية خلف ملامح لونيّة تعبيريّة، وألوان أمين الباشا الآتية من رسوم الأطفال، فضلاً عن أشكال جميل ملاعب وعارف الريس ومنحوتات ميشال بصبوص وكلاسيكيات داود القرم وخليل الصليبي ويوسف الحويك و{بيكاسوية» حسين ماضي.

في المعرض لوحات لفنانين باتوا أشبه بالمغمورين بسبب غيابهم المبكر مثل فادي براج الذي مات في عز شبابه والأرجح أن الجيل الجديد لا يعرفه. كذلك ثمة أسماء فنية تشكيلية كثيرة يمكن بناء عشرات المقالات حول أعمالها، يقسمها منظما المعرض بين مرحلة المتقدمين وتضم داود القرم، يوسف الحويك، جبران خليل جبران، يوسف موراني، حبيب سرور، خليل الصليبي، وهي المدرسة التي قدمت الفن الكلاسيكي الذي يحمل أطياف التجربة الدينية مع قليل من التحرر. إلى جانبها، تحضر التجربة التصويرية وتضم بيبي زغيب، جورج داود القرم، عمر الأنسي، ماري الحداد، قيصر الجميل، مصطفى فروخ... وتعتبر هذه المرحلة جسر التواصل بين الفن الكلاسيكي والفن الحديث في لبنان. أما مرحلة الحداثة المتعددة ففي كنفها عشرات الأسماء مثل صليبا الدويهي وشفيق عبود ورشيد وهبي وهلين الخال وحليم جرداق وايفيت أشقر وغيرهم.

يعكس معرض «فن من لبنان» في أحد جوانبه صورة لبنان الجميلة، هذا البلد الغني بالفنون التشكيلية والمحاصر بالسياسات الإقليمية والدولية ولغة الصورايخ والدواليب. ويقدم المعرض رسالة وطنية ومدنية ويسمح بالتعرف إلى ثروات من مجموعات خاصة وعامة لم تعرض سابقاً.

يترافق افتتاح المعرض مع توقيع نور سلامة أبي اللمع وماري طنب كتابهما الذي يحمل العنوان نفسه، والذي يوثق مسيرات وأعمال مهمة لهؤلاء الفنانين اللبنانيين الذين نشطوا في ما يسمى بعصر النهضة، الحقبة الممتدة بين 1880 و1975، عندما تمت مأسسة الفنون مع ظهور محترفات الفنانين والتخصص في الرسم والصقل وتشكيل مدارس الفن والكليات الجامعية. هي مرحلة «الفن التقليدي» في لبنان، قبل «غزو» فنون التجهيز والـ{بوب آرت»، هذه الفنون التي ابتكرت لغة جديدة وأشكال متنوعة وأنماط مختلفة في تناول الأفكار والمواضيع. بناء على هذا، يبدو معرض «فن من لبنان» كأنه متحف صغير يدل الأجيال الجديدة على الكلاسيكيات التي أنتجت في لبنان ويمكن الاستفادة منها في التجارب الجديدة، فيمكن لعبلة أن تكون في شكل آخر ضمن فن الـ{بوب آرت» وكذا الأمر في منحوتات بصبوص أو ووجوه داود القرم.

يستمر المعرض حتى 9 من ديسمبر 2012 ويفتح أبوابه من 11 صباحاً حتى 8 مساءً.

back to top