مشعل يمد يد المصالحة «دون التفريط في الثوابت»

نشر في 09-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 09-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• «المقاومة المسلحة الطريق الحقيقي لاستعادة الحقوق» • هنية: سنبدأ وضع استراتيجية التحرير الشامل
وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 لانطلاق الحركة، دعوةً للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية على أساس التمسّك بالثوابت، لاسيما المقاومة المسلحة حتى تحرير كل الأراضي المحتلة.
نظّمت حركة «حماس» مهرجاناً شعبياً حاشداً في قطاع غزة، أمس، في ذكرى انطلاقتها الـ25، بمشاركة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي أعلن في كلمة مطوّلة ألقاها أمام مئات آلاف الفلسطينيين، الاستعداد للتوافق السياسي مع الفصائل الفلسطينية على برامج قواسم سياسية مشتركة من دون التفريط في الثوابت، مشدداً على أنه آن الأوان لإنجاز المصالحة بعد معركة غزة الأخيرة. وقال مشعل: «مستعدون يا قادة الفصائل، أيتها الشخصيات المستقلة، ومازلنا مستعدين للتوافق السياسي فلسطينياً وعربياً على برامج سياسية مشتركة تتقاطع فيها برامجنا، تكون برنامج القواسم المشتركة كما تقاطعنا في الماضي».

وشدد على أن «أي مشروع وطني ينبغي ألا يكون على حساب ثوابتنا في القدس وحق العودة والمقاومة والأرض، ومن دون أن يعني تفريطاً في شبر من أرضنا أو اعترافاً بإسرائيل».

وأكد مشعل أنه «آن الأوان لطي صفحة الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية». ورأى أن المصالحة «تعني وحدة النظام السياسي، حكومة واحدة سلطة واحدة رئيس واحد، رئيس وزراء واحد، مجلس تشريعي واحد، ومرجعية واحدة هي منظمة التحرير فيها الجميع تبنى على أسس وطنية صحيحة وتضم الجميع وتعتمد برنامجا يحافظ على الثوابت وفي المقدمة منها حق العودة والقدس».

ووجه نداءه للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح: «تعالوا إلى المصالحة والوحدة الوطنية، تعالوا نبني وحدة وطنية، تعالوا ننظر للمقاومة باعتبارها عزاً وشرفاً وخياراً استراتيجياً». وقال: «نحن مع الديمقراطية والذهاب للانتخابات وصناديق الاقتراع. الشجعان لا يخشون الاحتكام لصناديق الاقتراع مع الاحتكام للانتخابات، هذه الديمقراطية نريدها على أصولها»، مضيفاً «هناك مفهوم آخر، نريد الشراكة، نريد انتخابات وشراكة وطنية بصرف النظر عن نتائج الانتخابات».

إلى ذلك، جدّد مشعل التمسك بثوابت «حماس»، معتبراً أن «فلسطين من بحرها إلى نهرها من شمالها لجنوبها أرضنا وحقنا لا تنازل أو تفريطا في أي جزء منها». وأضاف: «فلسطين كانت ومازالت وستبقى عربية إسلامية انتماؤها عربي إسلامي، فلسطين لنا لا لغيرنا». وشدد على أنه «لا شرعية للاحتلال ولا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن، فلسطين لنا مهما طال الزمن لا للصهاينة»، مضيفاً «لا نعترف بإسرائيل ولا بشرعية الاحتلال، وكل ما طرأ من فلسطين من احتلال وتهويد وسرقة للتاريخ وسرقة للمعالم كله باطل وستدوسه وتكنسه المقاومة بإذن الله». واعتبر أن «تحرير فلسطين كل فلسطين واجب وحق وهدف وغاية، وهي مسؤولية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية». وتمسك بالمقاومة خيار الجهاد لتحرير فلسطين، قائلاً «الجهاد والمقاومة المسلحة الطريق الحقيقي والصحيح لاستعادة الحقوق معها كل أشكال النضال السياسي الدبلوماسي الجماهيري القانوني، لكن لا قيمة لهذه الأشكال من دون مقاومة».

وقال: «السياسي الحقيقي يخرج من رحم المقاومة من قلب البندقية والصاروخ»، مشيراً إلى دلالة خروجه مع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية للمنصة من قلب مجسم صاروخ M75 الذي وضع على المنصة. كما جدد التمسك بحق العودة، ورفض الوطن البديل، مرسلاً تطمينات للأردن ولبنان ومصر، بأنه لا سبيل للفلسطينيين إلى الوجود إلا في أرضهم.

كلمة هنية

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أعلن أن «حماس» ستبدأ وضع استراتيجية فلسطينية -عربية- إسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل للأرض الفلسطينية.

وقال هنية في كلمته خلال المهرجان إن «النصر الذي تحقق في غزة يعود إلى معية الله، ثم إعداد المقاومة الذي استمر ما بين الحربين، ووحدة المقاومة، ووحدة الشعب، واحتضان المقاومة ودعم الأمة بعد الربيع العربي»، ثم جاء ثمرة للإعداد والاستعداد من فصائل المقاومة الرائدة من كتائب القسّام، «سنوات ما بين الحربين كانت سنوات إعداد واستعداد وعمل بالليل والنهار، الآلاف من المجاهدين كانوا تحت الأرض وفوق الأرض منهم من تعرفونهم ومنهم لا تعرفونهم».

وأشار إلى أن «عشرات المجاهدين استشهدوا في مراحل الإعداد، وكان يقال استُشهد في مهمة جهادية والناس لا يعلمون مَن 40-50 شهيداً استشهدوا وهم يعدون لهذا اليوم ولهذا النصر وهم يعدون لهذه القواذف الضاربة، التي خرجت من تحت البيوت المدمرة في حرب الفرقان وتحدث الرعب في القدس وتل أبيب».

(غزة - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top