«الجيش الحر» يطلق المرحلة الثانية من «معركة تحرير دمشق»

نشر في 08-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-11-2012 | 00:01
No Image Caption
● «ألوية درعا» تعلن قصف القصر الجمهوري... والنظام ينفي ويقر بتعرض «المزة 86» للقصف
● الخارجية السورية تحذر «الفصائل» من الانزلاق إلى الأزمة ● أنقرة تطلب صواريخ «باتريوت» أطلسية

بعد أيام من التفجيرات والهجمات في دمشق، أعلن الجيش الحر أمس إطلاق المرحلة الثانية من معركة تحرير دمشق، في وقت أعلن متمردون مسلحون أنهم قصفوا القصر الجمهوري في العاصمة، الأمر الذي نفته وسائل إعلامية رسمية، مؤكدة في الوقت نفسه أن المنطقة 86 من حي المزة جبل القريبة من القصر الجمهوري، والتي تسكنها أغلبية علوية، قد تعرضت للقصف.
على وقع التصاعد الملحوظ للتفجيرات والاشتباكات في العاصمة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، أعلن «الجيش السوري الحر» أمس بدء المرحلة الثانية من معركة تحرير دمشق. وتوعد «الجيش الحر» في بيان النظام السوري والقوات الموالية له بـ»الضرب بيد من حديد»، مؤكداً أن «معركة دمشق هذه المرة ستكون مختلفة بحسب الخطة الموضوعة».

جاء ذلك، في حين أعلنت «ألوية درعا» التابعة لـ«الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر» أنها قامت بقصف القصر الجمهوري ومطار المزة ومقر الاستخبارات في دمشق.

من ناحيتها، قالت وكالة «رويترز» إن مقاتلين معارضين استهدفوا بقذائف مورتر القصر الرئاسي لكنهم أخطأوا الهدف. ونفت قناة «الإخبارية السورية» حصول أي قصف للقصر الجمهوري ومطار مزة العسكري، مؤكدة انه «عار من الصحة جملة وتفصيلاً»، إلا أنها أكدت أن «المنطقة 86» في حي المزة جبل القريبة من القصر الجمهوري تعرضت للقصف.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر، وأسفر عن وقوع خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، إلا أن مصادر أخرى أشارت إلى مقتل 4 أشخاص في القصف بينهم امرأة. وكانت «المنطقة 86» التي تسكنها أغلبية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد تعرضت لتفجير بسيارة مفخخة يوم الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل.

إلى ذلك، أعلن التلفزيون الحكومي أن القاضي أباد نضوة قتل أمس في انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته.

ودارت أمس اشتباكات في حي الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك، كما أرسل الجيش الموالي للأسد تعزيزات كبيرة إلى حي التضامن بعد دخول أكثر من 200 مسلح من «الجيش الحر» إليه منذ مساء أمس الأول.

«الفلسطينيون»

وفي تحذير وصفه مراقبون بأنه يتضمن تهديداً مبطناً بطرد الفلسطينيين من سورية، حذرت وزارة الخارجية السورية أمس من محاولة زج الفصائل الفلسطينية في النزاع السوري، داعية إياها إلى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الإرهابية المسلحة»، وذلك بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي.

وقال مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن «سورية ستقف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري في سورية»، معتبراً أن «الطريق الوحيد أمامهم في كل مكان لجأوا إليه هو طريق فلسطين والتمسك بالحقوق الثابتة وفي مقدمها حق العودة»، وأضاف المصدر «على كل فصائل الشعب الفلسطيني الابتعاد عن كل ما يخطط لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أعلنت ارتباطها بالمخططات المعادية لتطلعات الشعب الفلسطيني خدمة لتطلعات إسرائيل».

 وأشار المصدر في وزارة الخارجية إلى أن «ما تعانيه سورية في جزء كبير منه نتيجة لمواقفها الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني ورفضها تصفية قيادته». وكانت السلطات السورية أغلقت مكاتب في دمشق تعود إلى مسؤولين في حركة حماس، التي كانت فترة طويلة من أقرب حلفاء النظام السوري أمس الأول.

«الوطني»

إلى ذلك، بدأ أعضاء الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري أمس عملية تصويت طويلة من اجل انتخاب قيادة جديدة يفترض أن تشارك اليوم الخميس في لقاء تشاوري حاسم مع اطياف المعارضة الأخرى، وسط اختلافات حول مبادرة تهدف إلى إفراز قيادة سياسية جديدة للمعارضة. ومن المفترض ان يسفر تصويت الهيئة العامة للمجلس الوطني بمشاركة أكثر من 400 مندوب عن انتخاب 40 عضواً يشكلون الامانة العامة للمجلس.

وسيتولى أعضاء الأمانة العامة الجديدة انتخاب مكتب تنفيذي من 11 عضواً، على أن تكلل العملية الانتخابية باختيار رئيس جديد للمجلس خلفاً لعبدالباسط سيدا الذي تم انتخابه في شهر يونيو الماضي.

وتتوج هذه الانتخابات سلسلة اجتماعات لأعضاء المجلس الوطني السوري بدأت الأحد في أحد فنادق العاصمة القطرية.

ولقيت المبادرة التي يقودها رياض سيف، وهو أيضاً عضو المكتب التنفيذي المنتهية ولايته، معارضة قوية من زملائه. وتدعو المبادرة الى تشكيل هيئة سياسية جديدة المعارضة باسم «المبادرة الوطنية السورية» بدعم من واشنطن.

العربي

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إن النظام السوري «لن يستمر فترة طويلة»، داعيا المعارضة الى التوحد. وقال العربي قبيل توجهه إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر المعارضة: «من المهم توحيد رؤى المعارضة خصوصا أن الجميع يعلم أن النظام في سورية لن يستمر فترة طويلة، وفي يوم من الايام سيكون هناك وضع جديد في سورية».  وأكد العربي أن مؤتمر الدوحة سيعقد «بمشاركة عدد كبير من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي أحمد داود ،وغلو، ومختلف أطياف المعارضة السورية».

ومن لندن، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن المعارضة المسلحة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في وقت لاحق أنه أوعز إلى مسؤولين في وزارته بإجراء هذه الاتصالات.

وزار رئيس الوزراء البريطاني صباح أمس مخيم الزعتري الذي يضم نحو 40 الف لاجئ سوري، قبل لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وكان كاميرون الذي زار السعودية أمس الأول، أعلن موافقته على خروج آمن للأسد لتسهيل المرحلة الانتقالية في سورية.

أنقرة

في سياق آخر، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية أمس إن بلاده ستتقدم بطلب رسمي «وشيك» إلى حلف شمال الأطلسي، لنشر صواريخ «باتريوت» على طول حدودها الممتدة 910 كيلومترات مع سورية، وأضاف لـ»رويترز» طالباً عدم نشر اسمه «في ما يتعلق بهذا الأمر (صواريخ باتريوت) سيجري التقدم بطلب رسمي وشيك».

(دمشق، الدوحة، عمان،

أنقرة ـ أ ف ب، كونا، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top