الامم المتحدة: قراصنة الصومال يتمتعون "بحصانة"

نشر في 18-07-2012 | 16:00
آخر تحديث 18-07-2012 | 16:00
No Image Caption
(رويترز) - جاء في تحقيق للامم المتحدة ان رئيس الصومال حمى زعيم قراصنة بارزا من الاعتقال بأن أصدر له جواز سفر دبلوماسيا وانتقد التحقيق "مناخ الحصانة" الذي يتمتع به زعماء القراصنة داخل الصومال وخارجه.

وقالت مجموعة الامم المتحدة للمراقبة بشأن الصومال في تقرير لمجلس الامن اطلعت عليه رويترز ان كبار زعماء القراصنة يستفيدون من مستوى عال من الحماية توفره لهم السلطات الصومالية كما ان السلطات الدولية لا تستهدفهم بالاعتقال او العقوبات بالقدر الكافي.

وذكرت المجموعة ان لديها دليلا على اصدار جواز سفر دبلوماسي "بموافقة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد" لزعيم القراصنة محمد عبدي حسن (افويني) قدمه للسلطات الماليزية خلال رحلة له الى هناك في ابريل نيسان.

وذكر التقرير انه لدى استجواب مسؤولي الجمارك في ماليزيا له قدم افويني وثيقة أصدرتها الرئاسة الصومالية تؤكد مشاركته في أنشطة مناهضة للقرصنة. وأضاف التقرير ان الرئيس الصومالي أبلغ مجموعة الامم المتحدة للمراقبة ان جواز السفر هذا كان من بين "مجموعة اغراءات" لاقناع افويني بتفكيك شبكة القرصنة التي يتزعمها.

وفي رسالة بتاريخ 12 يوليو تموز الى رئيس لجنة العقوبات في مجلس الامن اطلعت عليها رويترز قال رئيس الصومال ان تقرير مجموعة الامم المتحدة للمراقبة "منحاز".

وجاء في الرسالة ان الذي قاد عملية كتابة التقرير -والذي لم يورد اسمه- "كان عازما فيما يبدو على تلويث اسماء افراد من الشعب الصومالي تحظى بسمعة طيبة بإلقاء مزاعم عليهم دون سند."

ولم يتسن الوصول الى مسؤولين بالحكومة الصومالية في مقديشو للتعليق. غير أن عمر جمال السكرتير الأول لسفير الصومال لدى الأمم المتحدة قال إن التقرير جزء من حملة لتشويه الحكومة الصومالية.

وذكر جمال في بيان مقتضب من مكتبه في نيويورك "تمر الحكومة الصومالية حاليا بلحظة فارقة من مرحلة انتقالية إلى حكم دائم ومن ثم تستعد لتشكيل برلمان جديد وانتخابات في منتصف أغسطس.. لذا فإن توقيت التقرير يلحق ضررا وربما يحدث تشوشا وبلبلة."

وأغضب تقرير الامم المتحدة أيضا السلطات في بلاد بنط شبه المستقلة التي انتقدها مراقبو الامم المتحدة لاخفاقها في اعتقال زعماء قراصنة معروفين بالرغم من شنها حملة ضد القرصنة اسفرت عن اعتقال مئات من صغار القراصنة.

وجاء في التقرير ان السلطات في بلاد بنط اعتقلت زعيما واحدا فقط للقراصنة هو ابشر بويا لكن الحكم بسجنه خمس سنوات يتناقض بشدة مع احكام مشددة بالسجن لمدد تصل إلى 20 عاما صدرت على قراصنة صغار.

وقال تقرير الامم المتحدة ان عمليات الخطف التي ينفذها قراصنة صوماليون تتراجع باطراد منذ عام 2010 لأسباب منها العمليات البحرية الدولية المكثفة والاستعانة بأفراد أمن من شركات خاصة على السفن لكن زعماء القراصنة يتكيفون ويغيرون نشاطهم وفقا للظروف.

وفي تأكيد لهذا التوجه قال المكتب الدولي للملاحة البحرية يوم الاثنين ان الاجراءات المشددة التي اتخذتها الاساطيل الدولية ووضع حراس مسلحين من شركات أمن خاصة على السفن قلص هجمات القراصنة الصوماليين بأكثر من النصف في الأشهر الستة الاولى من عام 2012 .

وقالت مؤسسة (مستقبل أرض واحدة) الامريكية انه في العام الماضي حقق القراصنة الصوماليون في مسارات الشحن المزدحمة في خليج عدن وشمال غرب المحيط الهندي مكاسب بلغت 160 مليون دولار وكلفوا الاقتصاد العالمي نحو سبعة مليارات دولار.

وذكر تقرير الامم المتحدة ان زعماء القراصنة انخرطوا الان في عمليات خطف برية للسياح الاجانب وعمال الاغاثة في شمال كينيا والصومال من اجل الحصول على فدية اضافة الى تقديم خدمات مثل توفير خبراء في مكافحة القرصنة ومستشارين في المفاوضات الخاصة بالفدى وانهم يستكشفون "أنواعا جديدة من النشاط الاجرامي".

وقال تقرير مجموعة الامم المتحدة للمراقبة انه على الرغم من نشر ثلاث من قوات المهام الدولية ومشاركة نحو 12 حكومة في جهود مكافحة القرصنة مازالت هناك عقبات قانونية "تعطل محاكمة ومعاقبة زعماء القراصنة والشخصيات المحورية."

وأضاف انه من بين 125 حالة خطف مسجلة منذ ديسمبر كانون الاول عام 2008 تدخل في الاختصاص القضائي لثلاث وثمانين دولة لم تشرع أكثر من عشر حكومات بشكل فعلي في تحقيقات موسعة في شبكات القرصنة الصومالية.

 

back to top