عمرو سلامة: تعمدت في «مصوّر قتيل» تشتيت المشاهد

نشر في 21-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 21-12-2012 | 00:02
No Image Caption
تميز المؤلف والمخرج عمرو سلامة باستخدام طريقة السيكودراما في أعماله كافة التي بدأها بفيلم «زي النهارده»، وصولاً إلى «مصور قتيل» الذي اكتفى فيه بالتأليف تاركاً مهمة إخراجه لكريم العدل.
عن قصة الفيلم وفكرته الخيالية كان لـ «الجريدة» معه الحوار التالي.
ما الذي جذبك لكتابة قصة فيلم «مصور قتيل»؟

يروي الفيلم حكاية مصور صحافي يستقيل من عمله بعد حادث مقتل زوجته على يد سفاح ارتكب سلسلة من جرائم القتل، وتفشل الشرطة في تحديد هويته، إلى أن يرى البطل جريمة قتل في كاميرا غير موجودة في الحقيقة فتحدث فعلاً. تصيبه هذه الحالة بفعل مرض نفسي يعانيه، ويستطيع من خلاله أن يرى المستقبل. تتوالى الأحداث في إطار اجتماعي تشويقي مثير.

استلهمت قصة الفيلم من فيديو كليب كنت أنوي إخراجه ولكنه لم يتم. تقوم فكرته على فتاة ترى شخصاً في الكاميرا دون الواقع، ولأن الفكرة استهوتني طوَّرتها إلى مريض يعاني الهلوسة واضطرابات نفسية تمكنه من التنبؤ بالمستقبل، وهو ما يسبب له مشاكل عدة. بعد ذلك، عرضت الموضوع على فريق العمل فنالت إعجابه ووافق عليها، ثم رسمنا الخطوط المبدئية لها.

ألم تر أنها خيالية إلى حد كبير؟

تمزج الفكرة بين الحقيقة والخيال، والأخير هو استشراف البطل بالمستقبل، فكرة وجدتها عندما بحثت عن حالات مشابهة للبطل على الإنترنت ووجدت عدداً قليلاً يشبهه مثل حادث بني مزار وسفاح كرموز، واكتشفت أن هذا المرض معروف في العالم. فضلاً عن أن أنه ليس فرضاً على المؤلف السينمائي أن يكتب قصصاً حول أشخاص موجودين في الحياة، بل يمكنه تقديم هذا الخلط بين الواقع والخيال.

 

ما تعليقك على عدم توضيح بعض الأمور في السيناريو مثل استشراف البطل بخيانة زوجته له مع أعز أصدقائه وقتله لها، وفي الوقت نفسه استمرار علاقته بصديقه؟

لأن طبيعته النفسية تشير إلى أنه بمجرد ارتكابه الجريمة ينسى تفاصيلها وما فعله ودوافع قيامه بها. حتى إنه كان يلوم زوج شقيقته الضابط (أحمد فهمي) لعدم متابعته القضية والإمساك بالقاتل، لذا كانت علاقتهما حساسة.

لماذا لم توضِّح سبب إغلاق ملف قضية مقتل زوجته؟

الفيلم عموماً مليء بأحداث غائبة، منها ما سقطت مني سهواً ومنها ما تعمدت إخفاء تفاصيلها وحلول ألغازها. وقد حاولت إثارة الشك في الأبطال كلهم لتشتيت المشاهد والحفاظ على انتباهه في الوقت نفسه حتى اللحظات الأخيرة التي ظهرت فيها الحقيقة. فضلاً عن أنني إذا بررت كل شيء في العمل سيستغرق ذلك أكثر من أربع ساعات وليس ساعتين، وفي النهاية الجمهور هو الحكم.

رأى بعض المشاهدين أن الفيلم مستوحى من Shutter Island لليوناردو دي كابريو، فما ردك؟

هذا ليس صحيحاً، لأنني كتبت الفيلم عام 2005، وأخذت تصريح الرقابة له عام 2006 أي قبل كتابة Shutter Island. عموماً، شاهدت هذا الفيلم بعدما انتهيت من الكتابة بأربع سنوات، ولم أر أي تشابه بينه وبين عملي، إلا في النوع ربما. وأكثر فيلم تأثرت به هو Unbelievable في مشهد معين فقط، ولكن لم أصوره في النهاية.

مع هذا الاقتناع الشديد بالفكرة، لماذا لم تخرج الفيلم؟

لأنني اعتدت كتابة ثلاثة أعمال في العام وإخراج عمل كل عامين، وكان صعباً عليّ أن أخرج فيلماً جديداً في حين كنت أصور «أسماء» الذي عُرض العام الماضي.

كيف وجدت كريم العدل مخرجاً؟

في البداية، يجب أن أوضح بأنها ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها معه، فقد سبق وأخذ أحد السيناريوهات التي كتبتها وأخرجها في شكل فيلم قصير كان مشروع تخرجه، وأنا أثق في قدراته وموهبته الفنية.

هل شاركته اختيار الأبطال؟

لا فهو من رشحهم جميعاً وأولهم إياد نصار الذي اختاره ليجسد دور البطولة لاقتناعه بأنه الأقدر على تجسيد هذه الشخصية، ثم اختار باقي الممثلين تباعاً وهم درة وحورية فرغلي وأحمد فهمي وعمرو السعيد.

هل خرج الفيلم كما تخيلته عند كتابته؟

الحمد لله، سعيد وراض تماماً عن شكل الفيلم النهائي وبوصول الفكرة بهذه السهولة والبساطة في العرض.

هل أجريت أية تعديلات على السيناريو؟

نعم، فقد طلب الرئيس الأسبق لجهاز الرقابة د. سيد خطاب تغيير جملة حوارية تقولها الفنانة درة ضمن الأحداث وهي «محدش يقدر يشوف المستقبل»، وأضفت إليها «إلا ربنا».

ما شعورك بعد مشاركة الفيلم في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الرسمية؟

سعيد جداً بهذا العرض، فالمشاركة في مهرجان يحظى بتقدير الناس شرف لأي مخرج.

كيف وجدت ردود الفعل عليه؟

أشاد معظمها باختلاف الفكرة وبعدها عن المعتاد ونطاق بعض الأفلام التقليدي، فضلاً عن أن أداء الفنانين المشاركين فيه نال الإعجاب، ويرجع ذلك إلى المجهود الكبير الذي بذله فريق العمل لإخراجه بأفضل صورة ممكنة.

ما هي توقعاتك لعرضه الجماهيري؟

أتوقع إقبال الجمهور عليه، خصوصاً أنه غير مرتبط بتوقيت ولا حدث معين، فهو فيلم للتاريخ يمكن مشاهدته في أي وقت وأي حالة، على عكس الأفلام التي يشاهدها الجمهور مرة وينصرف عنها. وفي كل مرة سيلاحظ المشاهد نقطة غابت عنه خلال مشاهدته الأولى للفيلم لأن هذه النوعية من الأفلام ثغراتها كثيرة ومن دونها لا يصبح لها معنى.

ما جديدك؟

أوشكت على الانتهاء من تصوير فيلم «لا مؤاخذة» الفائز بجائزة الدعم من وزارة الثقافة المصرية، وهو من إخراجي وتأليفي وبطولة مجموعة من الأطفال، وإنتاج شركة «كلينك فيلم» للمنتج محمد حفظي. تدور القصة حول طفل مسيحي يدخل المدرسة، وبسبب خوفه من زملائه يخفي ديانته ويتظاهر أمامهم بأنه مسلم، خوفاً من الاضطهاد.

back to top