الشاعر محمد هشام المغربي: مستوى القصيدة النوعي في انخفاض

نشر في 23-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2012 | 00:01
No Image Caption
رغم نظرته المتشائمة تجاه المشهد الشعري في الوطن العربي عموماً، استطاع الشاعر والأديب محمد هشام المغربي أن يحصد نجاحاته الأدبية واحداً تلو الآخر، ما جعله اليوم في مصاف الشعراء والأدباء المميزين والملهمين على الساحة. «الجريدة» التقته وأجرت معه هذا الحوار حول قصيدة التفعيلة، وتجربته الروائية، إ إلى أزمة دور النشر المحلية.

محمد هشام المغربي شاعر وروائي ، أين يجد نفسه بين هذين الإبداعين؟

في الشعر طبعاً.

تميل إلى قصيدة التفعيلة، فهل ترى أنها أحد أبرز ملامح القصيدة المعاصرة؟

لا أشك في أن قصيدة التفعيلة أحدثت تطوراً كبيراً في شكل النص الشعري العربي ومضمونه كذلك. لكني في الوقت الذي أميل فيه إلى كتابتها فأنا لا أنحاز إليها ولا أسلب بقية الأشكال فاعليتها وجماليتها. وكقارئ يهمني النص الجيد ولا ألتفت إن كان مكتوباً على بحور الخليل أم لا.

حاز ديوانك «هو المطر» جائزة الدولة التشجيعية في عام 2008، ما مدى تأثير هذه النوعية من الجوائز على الشاعر أو الأديب في رأيك؟

كوني أحصل على الجائزة بعد سنوات من حجبها أمر أدهشني. فأنا دخلت إلى الوسط الأدبي وفيه اعتقاد شائع بأن جائزة الدولة للشعر أمر محظور، هي وسائر جوائز الدولة الأدبية، ولعل حصول الروائية بثينة العيسى قبلي على جائزة الرواية كان أول مؤشر إلى كسر هذه الخرافة.

«يلفظ أنفاسه»

كثيراً ما تشير إلى أن المشهد الشعري في الكويت لا يبشر بخير، واصفاً إياه بأنه «يلفظ أنفاسه»، ما السبب في رأيك؟

حقيقة قلت هذا الرأي في وقت مبكر، وكنت أصف المشهد الشعري ككل في الكويت وخارجها. ما زلت محتفظاً برؤيتي أن المشهد الشعري العربي لا يبشر بخير وهذا ليس حصراً على الكويت. فبروز شاعر جيد هنا أو شاعرة هناك لا يؤثر بتغيير مستوى الطرح آو تغيير السائد من النصوص. فالمستوى النوعي للنص في انخفاض، مشكلة القصيدة أنها تقع بين سندان ومطرقة: فهي لا تكتب بشكل جيد ولا تقرأ بشكل واع.

ماذا عن الصوت الأنثوي في الشعر، في رأيك لماذا لم يصدح بعد مقارنةً بالرجل محلياً؟

في الكويت تحديداً، أنا أراه قوياً ولكن مع قلة في عدد الشاعرات، وإذا اتفقت معي بأن العدد لا يهم، فيبقى لنا بأن الصوت الأنثوي أثبت قوته. لنأخذ مثلاً الشاعرة سعدية مفرح، التي تعد من أشهر شعراء الكويت المعاصرين. وأخيراً برزت أسماء شابة تبشر بالخير من بينها مثلاً الشاعرة دلال البارود.

كيف تقيم تجربتك الروائية في»ساق العرش»؟

كانت ممتعة ومختلفة ومتعبة في الوقت ذاته، على رغم ملاحظاتي الشخصية عليها الآن، فهي فعلاً كانت «تجربة»، وأميل دائماً إلى ربط لفظة التجريب بها.

الرواية الخليجية

أين ترى موقع الرواية الخليجية اليوم؟

الرواية الخليجية أخذت مكاناً جديداً بأقلام الكتاب الشباب، فهي تعيد تشكيل هويتها وإنتاج ذاتها. وليصاحب ذلك الكثير من العثرات، لا يهم.

ما الذي يعتمد عليه المغربي في تعزيز أدواته اللغوية، والبلاغية؟

أظن أن عملية تعزيز الأدوات تأتي بشكل غير مباشر وتكون أكثر تأثيراً في لغة الشاعر، فالقراءة عموما ًهي هذا الرافد. مؤكد ثمة نصوص لا يمكن تجاوز تأثيرها ولكل شاعر خصوصيته.

ماذا عن أزمة دور النشر المحلية، وما هي الطرق المثلى لتجاوزها في رأيك؟

القيمون على دور النشر لا يتحلون بالجدية في نشر المنتج الأدبي وتسويقه، بالإضافة إلى صغر حجم السوق. لكن أخيراً أصبح النشر العربي متاحاً وميسراً لكل الدول العربية، ورب ضارة نافعة.

نادي المبدعين

أنت عضو في رابطة الأدباء الكويتية، ما هو تقييمك لشعراء نادي المبدعين؟

لست فاعلاً هناك وربما تغيب عن ذهني أسماء جديدة فيه، لكنني أعرف مجموعة جميلة من الشعراء وفي مقدمهم الشاعر حسين العندليب الذي لا أخفي إعجابي بنصوصه وإلقائه، وأتوقع أن يكون له مستقبل واعد.

ما هو تقييمك للتجمعات الثقافية الخاصة، التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ اليوم؟

لا أرى ضيراً فيها، فكل مجموعة وإن قل عددها تملك الحق في التجمع وطرح ما تشاء. أراها أمراً صحياً وطبيعياً.

نراك مقلاً في اللقاءات الصحافية فما السبب؟

لم يطلب مني أحد لقاء ورفضته، لكن ربما لأني مقل في الإنتاج في السنوات الأخيرة.

هل يشغلك عالمك الصغير(الأسرة والمنزل) عن المناسبات الاجتماعية والتفاعل الثقافي؟

كثيراً! مواكبة ابني هشام مثلاً منذ ولادته إلى مشاكساته الطفولية حالياً أمر لا يعوض أبداً.

نبذة

محمد هشام المغربي شاعر وروائي، ولد في 20 نوفمبر 1982 في الكويت. حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة الكويت كلية الآداب 2004-2005، وعضو رابطة الأدباء في الكويت. عمل في قسم الثقافة في جريدة «القبس» الكويتية ومعلماً لمادة اللغة العربية للمرحلة الثانوية في وزارة التربية في الكويت (2006-2008). يعمل راهناً في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. حصل ديوانه «هو المطر» على جائزة الدولة للعام 2008، وحاز هو على جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب في مهرجان أصيلة الثقافي- المغرب 2011، ومن دواوينه على «العتبات الأخيرة» (2001)، و»أخبئ وجهكِ فيّ وأغفو» (2004)، وقصيدة «خارج من سيرة الموت» (2005)، و»هو المطر» (2007)، ورواية «ساق العرش» (2007).

back to top