ملتقى الثلاثاء يحتضن أغاني الثورة السورية ويبعثر الآلام شعراً

نشر في 12-04-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-04-2012 | 00:01
No Image Caption
احتضن ملتقى الثلاثاء الثقافي في جلسته الأسبوعية أغاني الثورة السورية وآلام الشعب، ممثلة في نصوص وقصائد ألقاها عدد من الشعراء.

الكاتبة الزميلة دلع المفتي كانت حلقة الوصل بين جمهور مفعم بحزنه وآلامه، ووطن يبكي محتضناً جراحاته، هكذا كانت البداية في أمسية ملتقى الثلاثاء التي خصصت لمناقشة الجراحات السورية، ولكن عبر الكلمة، واللحن، وهل يملك المثقفون سلاحاً سواهما؟

في مستهل كلمتها، أطلقت المفتي العنان لحزنها وخيبات جراحها، تقول: "نحاول أن نفعل شيئاً وننجح ونفشل، نجرب أن نقدم عوناً أو مساعدة ونبقى عاجزين أمام ما يقدمه الأبطال هناك، نحن الفخورين بسورية... بالشباب والعجائز، بالأطفال والنساء، بالحارات، وبالياسمين، بالقلاع والتراب والعصافير... نحن الفخورين بشعب قام من أجل حقه في الكرامة سننشد القصائد ونغني لسورية الغد والأمل والحرية". مستشهدة في هذا الصدد بقصيدة الشاعر الزميل نادي حافظ

"استغفر الله/ كيف الروح يا وطني/ تهيم من بعدكم/ شوقا إلى بدن/ استغفر الله/ هذا القلب منجذب... منكم/ إليكم/ بكم

في كامل السنن/ الله يا موطني كن لي/ تكن ألقا/ تسعى له مهجتي/ سرا... وفي العلن".

أين الحقيقة؟

وكانت البداية في إلقاء القصائد مع الشاعر محمد الحريري الذي استوحي قصيدته" أين الحقيقة يا ابتسام"؟، من واقع مؤلم يعيشه الروائيان الزوجان عبدالرحمن حلاق وابتسام تريسي، على إثر اعتقال السلطات السورية نجلهما نور، وكانت القصيدة مؤثرة، وتجسد لحظة تضامن من الشاعر وبقية الحضور، يقول:

أين الحقيقة يا ابتسام؟؟؟

ليست لدي أدلة

وأذلة الحكم المسطر بالهزائم غير صالحة" لذاكرة الرماد"

كتبت على افق المساء رواية قروية

أبطالها الحرية الحمراء والمدن الرشيدة

والمآذن والصليب وشهقة الوتر الجريح

بزمانها "نور" تربى واطمأن به الوطن.

أربعون عاماً

وأما الشاعر سعيد المحاميد فقد جاءت قصيدته على شكل سؤال يسابق الزمن، وينثر القلق والحيرة. القصيدة حملت عنوان

"ماذا تريدون بدمائنا"، يقول:

أربعون عاما ونحن نحترف الذل والهوان

جيلا بعد جيلا... تسوموننا الآلهة الخالدة

سفكتم أعمارنا... تاريخنا... أحلامنا

جيلا بعد جيل... غلقتم أيامنا بالهواء

ورقصنا ودبكنا على أجسادنا

بسطوة النار والحديد.

كفان ملطختان بالجثث:

من ناحيتها، توجه الشاعرة سرى علوش إلى الطاغية المختبئ وراء الحراس رسالة مفادها بأن سقوط المدن ودماء الشهداء ما هي إلا لحظات نشوة عابرة، وأما الانتصار الحقيقي والخلود فهو للشعب الباقي تقول:

"لا تنسي وأنت تعدد المدن التي سقطت/ بصحن فطورك اليومي/ أني لا اراك

وأنت/ تنظر للصباح بعين اغنية/ وتضحك للشوارع والحياة؟/ وتطل من نوم خفيف/ تلعن الأحلام حولك"

أجهل السبب

وفي قصيدته بحث الشاعر أحمد جميل عن إجابة للسؤال: لم يمارس النظام كل هذا القتل ضد شعبه؟ يقول:

"في الحرب أجهل سببا آخر

غير القتل

في الحرب أجهل الأسباب كلها

أجهل سبب إقامتي في هذا البيت

حيث الاقلام

مقصومة الظهر

تترك على الحيطان

ما لا ندركه"

كما ألقى الشاعر مازن النجار قصيدته "ثورة سوريا" يعدد خطايا نظام البعث في سورية:

ماذا أقولُ وقلبي الآنَ يحترقُ

ودمعُ عيني على الخدَّينِ يندفق

سوريَّةُ اليومَ جرحٌ نازفٌ حِمماً

وليسَ يكتبُه حِبرٌ ولا ورق

جثا الطغاةُ عليها أهرقوا دمَها

حمزة الخطيب

بدوره، ألقى الكاتب والروائي عبدالرحمن حلاق قصيدة "عصير الكيوي" للشاعرة السورية الكردية" آخين ولات، التي أهدتها إلى روح الطفل الشهيد حمزة الخطيب الذي تحول إلى أيقونة للثورة:

ماذا عن الشجيرات يا أمي؟؟

تلك التي انفصلت عن الغابة

واختبأت في سريري؟

لا تنسي إيقاظها كل صباحٍ

لتحية العَلَم،

وترديد النشيد الوطني

لكَ دمي كله، يا وطني المؤلم أكثر من الرّصاص

في جناحي.

اشربه وانتعش بي،

إنه أطيب من عصير الكيوي،

وأكثر حموضةَ،

من خلّ التفاح

حمص تهزمني:

وتتحول قصيدة الشاعر بلال الحاج يونس "حمص تهزمني" إلى ما يشبه قصيدة الغزل في حمص الثائرة، والتي حولته من شاعر يتغزل في سحر العيون إلى ثورجي يعرف كيف يحشو كلمته بالبارود فتتحول إلى دبابة:

تعلمتُ كيف أحشو البارودَ في الكلمة...

فصارتْ رصاصةً حقّا... لا وصفا

وآمنتُ كيف الحرُّ...

يهزم دبابة وهمية

ولربما...

تعلمت من الحمصيِّ...

فنّ الموتِ مبتسما...

back to top