فلسطين 2012: غزة تقصف تل أبيب... ورام الله تتقدم خطوة

نشر في 24-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 24-12-2012 | 00:01
حبست الشعوب العربية أنفاسها مراراً وتكراراً في عام 2012، الذي مرّت أيامه عقوداً على دول تحبو على طريق الديمقراطية، ومضت أيامه دهوراً على أخرى تعاني ويلات الحرب والبطش وصنوف آلات القتل والتنكيل.

ورغم المحن الشديدة، خرجت فلسطين الجريحة من بين أنياب هذه السنة الكبيسة دولة منتصرة للمرة الأولى منذ نكسة الأربعينيات وعديد غيرها من الهزائم التي تقاسمتها معها كل الدول العربية، إذ ردت فصائلها المسلحة في الميدان على عدوان جبان نال من قائد الجناح العسكري لـ«كتائب عزالدين القسام» أحمد الجعبري في منتصف نوفمبر 2012 بوابل من الصواريخ وصلت إلى مدينة تل أبيب وسط إسرائيل ومدينة القدس للمرة الأولى في تاريخ المقاومة.

ووسط القلق الدولي وبلوغ سيل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والفصائل مداه، وبدا أن غزة تتجه بخطى ثابتة نحو حرب شاملة، حيث استدعى جيش الاحتلال آلاف الضباط والجنود في ظل استمرار غاراته الجوية التي تخطت حاجز الألف، هدأت فجأة الحكومة الإسرائيلية وجنحت إلى تهدئة برعاية مصرية وافقت فيها على ما رفضته بالدبلوماسية، فأطلق الفلسطينيون الأفراح ليس فقط للانتصار ولكن لإنهاء حصار دام سنوات.

وبعد تبادل للتهاني بنصر جمع فرقاء فلسطين، جاء الدور على السلطة الفلسطينية، التي استغلت الفرحة وأطلقت شرارة المصالحة من جديد، فتسلمت راية فلسطين وانطلقت في طريق الدبلوماسية متوجهة إلى الأمم المتحدة طالبة تغيير وضعها والاعتراف بها كدولة، فكان لها ذلك.

فبعد نحو 38 عاماً على منح الجمعية العامة لمنظمة التحرير صفة المراقب في 22 نوفمبر 1974، اقتربت فلسطين خطوات من الاستقلال، إذ تحولت في 30 نوفمبر من «كيان مراقب» إلى «دولة مراقب غير عضو». وقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشروع قرار للتصويت لرفع مكانة فلسطين في الجمعية العامة، سبقها توقعات مؤكدة بحصول المشروع على الأغلبية المطلوبة ليتم تبنيه من قبل أغلبية أعضاء الجمعية العامة التي تتألّف من 193 دولة.

وبينما كانت المواقف الدولية قد تضاربت بشأن الخطوة، قبل ساعات قليلة على التصويت، إذ أعلنت حكومات كل من إيطاليا والسويد وبلجيكا أنها ستصوت لمصلحة القرار، في حين أعلن وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث (لاتفيا وليتوانيا واستونيا) أن دولهم ستمتنع عن التصويت، مثل بريطانيا وألمانيا، حاولت إسرائيل التقليل من أهمية التصويت، معتبرة أنه «لن يغير شيئاً على الأرض». لكن الرياح جاءت بما اشتهى الفلسطينيون، ليتوج بذلك النصر الدبلوماسي النصر الميداني وتتحق آمال شعب، عانى ورزح تحت الظلم والغصب عدة أعوام، في الحصول على دولة مستقلة ذات سيادة.

back to top