الجريدة | تقرير محلي: حالات الترقب والخوف "الكهربائي" في البلاد إلى متى؟!

نشر في 25-05-2012 | 22:01
آخر تحديث 25-05-2012 | 22:01
No Image Caption
 

تعيش وزارة الكهرباء والماء لحظات من القلق والترقب لما سيحدث في شبكات الكهرباء ومحطات التحويل الثانوية والرئيسية، لاسيما مع لحظات تقلب الجو وزيادة الأحمال على الشبكة فجأة بدون سابق إنذار، خاصة بالاستخدام الدائم لأجهزة التكييف التي تشكل 70 في المئة من جملة الأحمال الكهربائية في فصل الصيف.

وفي هذه اللحظات تضع الوزارة يدها على قلبها خوفاً من حدوث أي طارئ، قد يعرض شبكات الكهرباء ومحولاتها للانفجار، كما يحدث عادة في هذه اللحظات من كل سنة، لاسيما في أبريل ومايو ويونيو، حيث يعتبر مرور الشهر الأخير بأمان مؤشراً على السلامة الكهربائية لأحمال الوزارة، بعد اللحظات الانتقالية للأحمال والطفرة في معدلها الاستهلاكي، ليرتفع من 6.5 آلاف ميغاوات في الشتاء إلى 9090 ميغاوات خلال هذه الأشهر الثلاثة، ويتراوح استهلاكها بين 12.1 الى 12.5 ألف ميغاوات في شهر يوليو وأغسطس، كما أنه ينزل قليلاً في سبتمبر.

وتقول مصادر لـ"الجريدة" إن وزارة الكهرباء والماء تطلق استنفارها لحالات الطوارئ القصوى خلال أبريل ومايو وبداية يونيو، بينما تعيش باقي شهر يونيو وأشهر الصيف الثلاثة الأشد سخونة (يوليو، أغسطس، سبتمبر) حالة طوارئ عادية، مشيرة الى ان "الأشهر الثلاثة الأولى عادة ما تقفز حالات الاستهلاك الى معدلاتها القصوى، نتيجة تقلب الجو وارتفاع درجات الحرارة، فيلجأ المستهلكون الى استهلاك الكهرباء بصورة عالية من خلال تشغيل المكيفات في النهار، وتقل درجة استهلاكها شيئاً قليلاً في أوقات المساء".

وأكدت المصادر ان "هذا الانتقال في الاستهلاك حسب الوجهة الفنية للتعامل مع آليات التشغيل والمولدات، يعتبر مفاجئاً ويؤدي الى ردة فعل سلبية من قبل المولدات، لأنها كانت منذ غضون ايام تتعامل مع احمال تتراوح بين 6.2 و6.5 آلاف ميغاوات، ثم تقفز فجأة الى ما يزيد على تسعة الاف ميغاوات، بل تصل الى 10 آلاف ميغاوات في وقت الذروة، أما في باقي أشهر الصيف فتكون الأوضاع طبيعية لأن المعدات والآليات تكون قد تأقلمت على هذا الضغط، فتبدأ باستيعاب الأحمال وزيادتها بصورة طبيعية".

وكشفت عن الجاهزية الكبيرة التي تضعها الوزارة، الا ان التعامل مع الآليات يعتبر حساساً نوعاً ما، ويحتاج إلى تواصل دائم، خصوصاً من خلال الصيانة والدعم الفني الذي تقوم به الوزارة من خلال فرق الصيانة على جميع محولات التحويل الثانوية وشبكاتها في مختلف انحاء البلاد، مفيدة بأنها "تنطلق من بداية أكتوبر وتنتهي مع نهاية مايو".

عامان دون انقطاع

وأشارت الى إن "هذه التأثرات تحدث في جميع دول العالم، لا في الكويت فقط، بل إن الكويت تقدمت كثيراً في هذا المجال من خلال التعامل مع هذه المولدات والاحمال المرتفعة، والدليل على ذلك مرور عامين حتى الآن دون انقطاعات او انفجارات تذكر"، لافتة الى ان "الأجواء العامة ودرجات الحرارة تسعف وتساعد دول العالم في التعامل مع المتغيرات المحيطة بالآلات والمعدات، الا انها تساهم في خلق مشكلات كبيرة مع آليات ومعدات الكهرباء في الكويت من خلال ارتفاعها الى درجات عالية جداً".

وأكدت المصادر ان الوزارة نظراً إلى ذلك تقوم بشكل دائم بصيانة المحطات والمعدات، كما قامت بصيانة سبعة الاف محطة ثانوية في مختلف مناطق البلاد، لاسيما المحطات القديمة، حتى تضمن اداءها خلال موسم الصيف، والذي لا يحتمل وجود اية اخطاء فنية، مفيدة بأن الوزارة تسير على قدم وساق للارتقاء بأدائها الكهربائي، لتوفير خدمات عالية المستوى للمستهلكين، وتوفر لهم ضمان العيش الكريم من دون انقطاعات.

من ناحية أخرى، فإن المسؤولية لا تقع على الوزارة وحدها فقط، بل يجب ان يتحملها المستهلكون كذلك من خلال عملية ترشيد الاستهلاك الكهربائي والمائي، للمحافظة على الطاقة، والتي تعتبر امناً قومياً يحتاج الى دعم وطني شعبي يجب المحافظة عليه، لاسيما ان تقارير الانظمة العالمية للطاقة تشير الى ان معدلات الاستهلاك اكثر في الخليج منها في دول العالم، ما يتطلب ترشيداً استهلاكياً في دول الخليج اكثر من غيرها، خصوصاً في استهلاك المياه، والتي تعتبر مشكلة قومية ستواجه العالم خلال المرحلة المقبلة.

وبين هذا وذاك، فإن هناك تساؤلات عدة تثيرها مشكلات الطاقة في البلاد، فإلى متى تبقى الوزارة متخوفة من تحول درجات الحرارة وتزايد الاستهلاك على الأحمال الكهربائية؟! ومتى تضع الوزارة آلية واضحة لمواجهة الصيف بكل اطمئنان؟! وهل هناك حلول فعلية تتخذها الوزارة مع هذه الآليات؟! وهل لم يصل العلم والتكنولوجيا الحديثة بعد إلى حلول مناسبة لهذه المشكلات؟!

back to top