الجيش المصري يرد على هجوم رفح
• حداد رسمي... و«الإخوان» تتهم إسرائيل و«النظام السابق» • تل أبيب لا تستبعد تورط إيران و«حزب الله»
وسط أجواء غضب شعبي وحداد رسمي ثلاثة أيام، بدأ الجيش المصري أمس عملية واسعة لتدمير الأنفاق التي تربط قطاع غزة برفح المصرية، وذلك رداً على هجوم نقطة "الماسورة" قرب رفح، والذي أودى بـ17 جندياً وجرح أربعة آخرين، استهدفتهم مجموعة من المسلحين الملثمين أمس الأول، قبل دقائق من أذان المغرب.وتوجه الرئيس محمد مرسي مع قادة أمنيين إلى موقع الحادث على متن طائرة عسكرية.وقال مصدر مسؤول لـ"الجريدة" إن تعليمات صدرت بتفجير وتدمير جميع الأنفاق، وإن "قوات خاصة مصرية دخلت بالفعل إلى الجانب الفلسطيني من الحدود، لتمشيطه، بعد التأكد من أن بعضاً من الإرهابيين اتجه ناحية الأنفاق في محاولة للهرب عبرها، كما هربت مجموعة أخرى داخل سيناء"، مبيناً أن "الجيش أحكم قبضته على مسرح العمليات، كما حاصر رفح بشكل كامل من جميع الاتجاهات".وفي وقت لاحق، أصدرت القوات المسلحة بياناً قالت فيه إن عدد المهاجمين كان 35 فرداً، مضيفة أنه تزامن مع هذا الهجوم قيام عناصر من قطاع غزة بالمعاونة من خلال القصف بنيران مدافع الهاون على منطقة معبر "كرم أبوسالم". وكانت مجموعة من المسلحين الملثمين باغتت أفراد نقطة "الماسورة" قرب رفح من داخل مزارع الخوخ القريبة منها، أثناء استعدادهم لتناول طعام الإفطار، وأطلقت عليهم وابلاً من مقذوفات "آر بي جي"، ونيران أسلحة آلية ورشاش متعدد، وجاء الهجوم بعد أيام من إصدار مجموعات "سلفية جهادية" قريبة فكرياً من "القاعدة" تهديدات باستهداف الجيش المصري في سيناء.وعقب الحادث توعد الرئيس محمد مرسي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة من قاموا بهذه العملية بالملاحقة "أينما كانوا، داخل مصر أو خارجها"، كما أعلنت مصر رسمياً الحداد ثلاثة أيام، وتكريم ضحايا الحادث ومساواتهم بشهداء ثورة 25 يناير، على أن يتم تشييع جثامين الشهداء اليوم، في جنازة شعبية ورسمية.إلى ذلك، وفي محاولة لاستثمار الحادث سياسياً، قال المتحدث الرسمي باسم جماعة "الإخوان المسلمين" محمود غزلان إن "الهدف من هذا الهجوم هو عرقلة الرئيس محمد مرسي عن تنفيذ برنامجه الإصلاحي، والذي سيحدث نهضة شاملة لمصر"، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون منفذو الهجوم ينتمون إلى مجموعات من النظام السابق.وفي محاولة لتبرئة الجماعات الجهادية، قال القيادي الإخواني جمال حشمت إن "هجوم الماسورة مدبر بأيادٍ صهيونية".في المقابل، أكدت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" في القدس أن إسرائيل لا تستبعد تورط إيران و"حزب الله" اللبناني في عملية سيناء، مبينة أن "التحضير للعملية وتنفيذها على الشكل الذي جرى يحتاج إلى تدريب متواصل وجهة ممولة قوية".وأشارت إلى أن إيران و"حزب الله" سبق أن "استخدما جهاديين في عمليات خططا لها في عدد من دول العالم"، موضحة أن "إحداها نجحت في بلغاريا، حيث قتل فيها خمسة إسرائيليين".وبرأت تلك المصادر "حماس" من المشاركة في الهجوم الدموي، مشددة على أنه "لا يمكنها التستر على الجهاديين، الذين قاموا به ولم تكن لتقوم بعملية كهذه، وأن الحركة يبدو أنها ستدفع ثمن تخليها عن محور سورية- إيران- حزب الله".