تفكير الشركات لا يرقى إلى مستوى الدور الاستراتيجي المتعاظم الأهمية لقطاع تكنولوجيا المعلومات

نشر في 10-11-2012
آخر تحديث 10-11-2012 | 00:01
No Image Caption
بغية إبراز السبب الذي يجعل كبار مسؤولي المعلومات يركزون على التفكير الاستراتيجي ونتائج العمل التجاري أو المجازفة من حيث إعادة تكليفهم للقيام بدور مديري البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، نقدم هنا عدداً من النقاط المتعمقة من مقالة ماكنزي مع تعليقاتي على كل واحدة منها.
إذا كنت واحداً من أولئك الذين يتصفون بعمق التفكير ولكن من المضللين الذين بدأوا بالتنبؤ بأن كبار مسؤولي التسويق شرعوا في الاستعداد للاهتمام بأدوار ومسؤوليات كبار مسؤولي المعلومات فقد يتعين عليك إعادة النظر في ذلك إذا علمت أن تكنولوجيا المعلومات IT هي المحرك الرئيسي وراء نصف عمليات الاندماج والاستحواذ في عالم الأعمال.

لدى كبار مسؤولي التسويق مهام ضخمة خاصة بهم، وهم أصحاب رؤية تتميز بأهمية فائقة ولهم تأثيرهم الهائل على استراتيجية الأعمال الاجتماعية والتطبيقات ومشاركات المستهلك وأكثر من ذلك، ولكن لا يوجد واحد من بين كل 1000 منهم يستطيع ضمان التنفيذ الناجح لعمليات الاندماج والاستحواذ الحيوية والبالغة الأهمية.

وبدلاً من ذلك فإن نظرة متعمقة في تلك العمليات إزاء الدور المتنامي بسرعة لكبار مسؤولي المعلومات الاستراتيجيين تمثل مؤشراً واضحاً على أنه ليس المديرون التنفيذيون فقط بل مجالس إدارة المؤسسات أيضاً يدركون أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً متزايدا في كل شيء من تطوير الإنتاج إلى مشاركة المستهلك، بل وحتى نظرات معمقة للوقت الحقيقي والحوكمة الإجمالية للمؤسسة.

ويشدد كبير مسؤولي المعلومات الاستراتيجي على الحاجة إلى مزيد من التفكير التجاري والتركيز، إضافة إلى الإدراك بأن ما يجري في العالم خارج جدران شركة ما يتسم بأهمية مماثلة لما يجري في داخلها.

تداخل

وكما يقول ماكنزي في مقالة جديدة مؤثرة حول تكنولوجيا المعلومات، ففي حقيقة الأمر أصبحت التقنية متجسدة جداً ومتداخلة بعمق في نسيج العمل التجاري – وذات أهمية بالغة في الأداء التنافسي – بحيث يتعين عدم تركها لعمل جهاز تكنولوجيا المعلومات فقط.

ولا يعني هذا التقليل من أهمية تقنيات العمل التجاري أو الدور الكبير لمسؤولي المعلومات بل العكس من ذلك تماماً. وبدلاً من ذلك فهذا اعتراف مرحب به بأن منظمات تكنولوجيا المعلومات الاستراتيجية التوجه والقيادة قد تجاوزت الأنواع القديمة الطراز وأصبحت جهة لايستغنى عنها شأنها في ذلك شأن أي إدارة رئيسية ضمن الشركة.

ومقالة ماكنزي التي حملت العنوان: "تطوير التقنية في أجندة غرفة الإدارة " تستحق القراءة كما أنها تثير البعض من النقاط الاستفزازية حول سبب الدور المهيمن لتكنولوجيا المعلومات وكبار مسؤولي المعلومات في داخل المؤسسات. ومن المريح أيضاً رؤية نتائج ماكنزي ترتبط عن كثب بقائمتي الأخيرة عن أكبر قضايا استراتيجية تخص تهم المديرين التنفيذيين للشركات في سنة 2013.

نقاط وتعليقات

وبغية إبراز السبب الذي يجعل كبار مسؤولي المعلومات يركزون على التفكير الاستراتيجي ونتائج العمل التجاري أو المجازفة من حيث إعادة تكليفهم للقيام بدور مديري البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، نقدم هنا عدداً من النقاط المتعمقة من مقالة ماكنزي مع تعليقاتي على كل واحدة منها.

1- "بدأت مجالس الإدارات أيضاً باتخاذ نظرة استراتيجية إزاء كيفية تشكيل الاتجاهات التقنية لمستقبل شركاتهم. وتطرح هذه المجالس بقدر يفوق ما سبق أسئلة تضمن تركيز المدير التنفيذي على القضايا الصحيحة. وتعمل المشاركة الأعمق من قبل المجلس أيضاً على توفير آلية للعمل عبر سياسات الشركة وتحقيق المصادقة على استثمارات ذات تقنية أكبر". وتعليقي هو أن العمل عبر سياسات الشركة يعني في حقيقة الأمر مبادرات تحويلية كما يتعين على كبار مسؤولي المعلومات التقدم بقوة نحو المشاركة في مثل تلك المناقشات على أعلى المستويات، لأنهم يملكون المنظور الفريد لرؤية وفهم العمليات من البداية إلى النهاية داخل شركاتهم إضافة إلى مشاكلها وإمكاناتها.

2- "في دراسة ماكينزي حول مديري المؤسسات قال أكثر من نصف العدد إن مجالسهم أجرت مناقشة واحدة فقط حول قضايا تتعلق بالتقنية في السنة أو لم تفعل ذلك على الإطلاق. وأشار حوالي نصف من استطلعت آراؤهم إلى أن هذا المستوى من الاهتمام لم يكن كافياً... وعلى سبيل المثال قال أكثر من نصف العدد المذكور إن على مجالسهم مناقشة نظرات متقدمة ازاء تأثير التقنية على صناعة شركاتهم. وقال أقل من 30 في المئة إن مجالسهم أجرت تلك المناقشات".

وتعليقي هو أن هذا الانفصال الكبير بين ما يتعين أن يحدث (المزيد من التحليل المتقدم لتأثير التقنية المذكورة) وبين ما يحدث حقاً يخلق فرصة رائعة بالنسبة إلى كبار مسؤولي المعلومات للقيام بدور رائد في تحقيق تلك المناقشات وتحسين النظرة المعمقة الاستراتيجية بين المجلس وكل كبار المديرين التنفيذيين في أعلى مناصب الشركة.

3- "يتحمل البعض من المجالس مسؤولية الصورة الكبيرة من خلال المشاركة في المحادثات المتقدمة حول كيفية تأثير التقنية على الصناعة ونوعية المضاعفات بالنسبة الى شركاتهم... وفي ضوء وتيرة التغير السريعة فإن مثل تلك المناقشات حول الصورة الكبيرة يجب أن تتم كل 12 شهراً إلى 18 شهراً – أو بقدر أكبر اذا دعت الضرورة".

وتعليقي هو أنه بينما أحب الفكرة التي طرحت في الجملة الأولى فإن الجدول الزمني الذي ورد في الجملة الثانية أي – كل 12 إلى 18 شهراً – بعيد جداً عن المستوى المطلوب. ويبدو لي أن "وتيرة التغيير السريعة" التي استشهد ماكنزي بها تدعو الى حدوث هذه "المحادثات المتقدمة" كل 6 أشهر، وإلا فإن تلك الوتيرة المتواصلة من التغيير سوف لن تترك أي فرصة لتعويض ما فات".

4- "إجراء مراجعات من قبل المجلس لجهود تكنولوجيا المعلومات والمشاريع الكبرى. وبدأت بعض المجالس أيضاً بتقديم تقرير سنوي عن (حالة الاتحاد) حول البنية التحتية وقدرات تكنولوجيا المعلومات الواسعة في الشركة وكيفية دعمها لاستراتيجية وعمليات الشركة. وتعليقي هو أنه: "يتعين عليك التروي إزاء فرصة إعداد تلك التقارير حول "حالة الاتحاد" واستخدامها لتوجيه التفكير الاستراتيجي بشأن ما يمكن أن تحققه التقنيات الجديدة مثل التواصل الاجتماعي وكلاود وبيغ داتا والتحليل والجوال.

5- "والأكثر من ذلك يتعين على المراجعة أن تشمل مناقشة حول ابتكارية تكنولوجيا المعلومات وخطط كبار مسؤولي المعلومات. ومن أجل تأثير أكبر يجب أن يشتمل هذا التقرير على تقديم مشترك من جانب مديري تكنولوجيا المعلومات ومديري وحدة العمل التجاري في الشركة. ويتعين على المجالس أيضاً القيام بمزيد من المراجعات للمشاريع التجارية الكبرى التي تضم مكونات تقنية بارزة". وتعليقي هو: "هل يمكن أن تكون فعلاً حقيقة أن المجالس لا تقوم في الوقت الراهن باستعراض المشاريع الكبرى التي تحتوي على مكونات تقنية بارزة؟" وإذا صح ذلك فإنه يوفر فرصة أخرى كبيرة يتعين على كبار مسؤولي المعلومات الاستراتيجيين انتهازها.

6- "أشار تقرير حديث صدر عن سبنسر ستوارت 4 الى أن 20 في المئة من المجالس تبحث بشكل نشيط عن مديرين لديهم هذه الخبرة التقنية". وتعليقي هو: هذا مؤشر آخر لا يرقى إليه شك على هيمنة ودور كبار مسؤولي المعلومات الاستراتيجيين: ومع تجنيد مزيد من المجالس لأعضاء تقنيين، فإن المجالس تتوقع أيضاً دفعة مماثلة في مستوى التفكير الاستراتيجي والمشاركة والرؤية التي يوفرها كبار مسؤولي المعلومات.

* بوب ايفانز

back to top