كلمة راس: نعم... كانت شأناً عالمياً

نشر في 15-07-2012
آخر تحديث 15-07-2012 | 00:01
 شريدة المعوشرجي لم يكن الشعب المصري وحده في مواجهة النظام السابق وزبانيته،، بل لا أبالغ إن قلت إن الشعوب العربية جميعاً كانت معه في ميدان التحرير، تهتف معه، وتشد أزره، وتدعو له بالثبات والصبر والنصر والاستقرار. لقد عشنا معه كل لحظات الخوف من دخول مصر إلى نفق الضياع، أو العودة إلى الوراء، أو الوصول إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار، ما يتيح التدخل الأجنبي أو السقوط في أحضان الثورة المضادة، لكن الله سلم فمصر محفوظة بحفظ الله أولاً ثم بتراكمات حضارية تاريخية يندر وجودها في دولة واحدة تجعلها محصنة أو شبه محصنة من السقوط في الفوضى. لم يكن العرب وحدهم أو المسلمون وحدهم الذين تابعوا المشهد المصري، وعاشوا معه لحظة بلحظة، بل أجزم بأن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه كان في ميدان التحرير (عبر الفضائيات)، يرقب بإعجاب أو تخوف، أو حسرة، كل ما يحدث هناك، فمصر في موقعها وتاريخها وثقلها لا يمكن إلا أن تكون شأناً عالمياً، ومستقبل مصر يؤثر سلباً أو إيجاباً في مستقبل العالم بأجمعه، ومستقبل منطقة الشرق الأوسط بشكل أخص، لذلك كله فإن من ظن أن الشأن المصري شأن داخلي يخص أبناءه ولا يتعداهم إلى الخارج متوهم، ولا يعرف قدر مصر ولا مكانتها وخطورة دورها في المحيط العربي والإفريقي، بل والمحيط العالمي. إذا أقررنا بأن الشأن المصري لا يمكن إلا أن يكون شأناً عالمياً فعلينا أن نقر بأن للعالم مصالح في مصر، وأن من له مصالح في شأن ما لن يقف موقف المتفرج دون فعل أو توجيه لفعل، للحصول على أعلى مكسب أو رد أكبر شر، خاصة إذا كان الطرف قادراً على الفعل أو توجيه الفعل، وهذا أمر طبيعي تفعله كل الدول في كل الدول، وتمارسه في أوقات الأزمات أو حتى في الأوقات العادية، ولا يعني هذا بالضرورة أن تلك المؤثرات هي التي تحرك الحدث ابتداءً، لكنها بالتأكيد تحاول أن تؤثر في توجيه بوصلته باتجاه مصالحها في أي مرحلة تتيح لها ذلك. وهذا لا يعني أن وراء كل حدث مؤامرة، لكنني أحببت أن أؤكد أن العالم أصبح قرية صغيرة أو قرى متجاورة يؤثر بعضها في بعض، ويرتبط مصير بعضها ببعض، ولم يعد العالم قارات منفصلة ولا دول متفرقة لا شأن لبعضها في بعض. إذا استيقنا من هذه الحقيقة استطعنا أن نفسر بعض الأحداث، وأن نتفهم بعض الزيارات والاتصالات من بعض القادة والسياسيين العالميين دون أن نخون البعض أو نتهمهم، كما أننا أيضاً نستطيع أن نكشف بعض الغطاءات التي يختفي البعض وراءها، وأن نضبط حركات البعض، وأن نفهم رسائلهم وأدواتهم.
back to top