مجدداً الحرية للمعتقلين «البدون»!

نشر في 01-12-2012
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
 نواف فهد البدر  مجدداً قضية "البدون" تطل في كل الأوقات وكل الظروف التي تمر بها البلاد، سواء كانت تعيش هدوءاً سياسياً أو أثناء الأزمات والعواصف السياسية، بالرغم من استمرار التعامل الحكومي القديم مع "البدون" حتى الآن، وجمود الموقف بالعزوف عن تقديم أي حلول، ولو جزئية، سواء على صعيد الحقوق المدنية أو منح مستحقي الجنسية حقهم الأصيل في المواطنة. بل إن الجهات الحكومية تمادت في السنتين الأخيرتين في تعطيل حياة "البدون" بدءاً من حرمانهم من التعليم وابتزاز أولياء أمورهم بإجبارهم على توقيع تعديل وضع حتى يتم قبول أبنائهم في المدارس والسماح لهم بالتعليم، وانتهاءً بمنعهم من العمل والرزق والعيش الكريم!

وعلى خلفية اعتصام "البدون" الأخير في 2/ 10/ 2012، تم اعتقال العشرات، وكنت من ضمنهم، وتم الإفراج عن الجميع في آخر أكتوبر، وقبل أيام اعتقل عدد من الناشطين "البدون" من جديد، وهم حتى الآن الناشطان خالد البطاح ويوسف الزهيري، ولا أستطيع أن أجد تفسيراً أو عذراً مقنعاً لحبسهما احتياطياً عشرة أيام على ذمة القضية!

خصوصاً، وحسبما تعلمنا من المحامين والقانونيين أن مبررات الحبس الاحتياطي للبدون هي إما الخوف من التأثير على سير التحقيقات أو الهرب، وهذه المبررات انتفت تماماً والتحقيقات انتهت قبل شهر ونصف بالتمام ولا يخشى من هربهم كونهم "بدون"، وبالإمكان إن أرادوا وضع منع سفر عليهم والإفراج عنهم، علماً بأن من تم إلقاء القبض عليهم في الاعتصام أفرج عنهم، ولا أفهم ما سبب هذا التعسف والقسوة في التعامل مع الناشطين "البدون"، خصوصاً أن تهمتهم فقط التجمهر! وهو ادعاء دون إثبات، وهل يستحق أن يحبس الإنسان عشرة أيام لجنحة تجمهر؟!

لكن بكل أسف، فإن "البدون" لا يجدون من ينتصر لهم ومن يقف إلى جانبهم، سواء من سياسيين أو قوى مجتمع مدني، وخصوصاً في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد والأزمة السياسية والانتخابات التي تشغل الشارع الكويتي بأكمله، وهنا دائماً ما يقعون ضحية الظروف، حيث لم يروا خيراً سواء أيام الهدوء أو الصخب السياسي، بل لم يجد "البدون"، حتى أثناء الأيام الأولى لشهر العسل بين الغالبية والحكومة، أي بادرة إيجابية من الحكومة أو المجلس، لذلك فرسالتي إلى "البدون": اعملوا بأنفسكم فقط ولا تأملوا أن يقف معكم أحد، خصوصاً أن الأزمات السياسية المتلاحقة لن تتوقف قبل سنوات وحياتكم ستكون باقية في مكانها!

***

أبارك للمغردين الأحرار: راشد العنزي وصقر الحشاش وناصر الديحاني وحامد الخالدي، على حريتهم... أنتم شباب الكويت الذين نأمل منكم الكثير لخير هذه الديرة. ونطالب بالحرية للمعتقلين "البدون": خالد البطاح ويوسف الزهيري، معتقلَي الحق والكرامة.

back to top