حرب شوارع في أسواق حلب القديمة... ومجزرة في سلقين

نشر في 02-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 02-10-2012 | 00:01
No Image Caption
«جبهة النصرة» تأسر خمسة يمنيين... والمعلم يعتبر «الكيماوي» ذريعة لتكرار سيناريو العراق

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة له خصوصاً في حلب، حيث درات معارك أشبه بحرب الشوارع داخل الأسواق القديمة، في وقت شهدت بلدة سلقين في إدلب مجزرة مروعة قضى فيها 30 شخصاً بينهم 12 طفلاً.

دارت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي "الجيش السوري الحر" المعارض في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سورية. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" أن اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود موالين للأسد موجودين خارجه، موضحاً أن الأسواق، المدرجة على لائحة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في اجزاء منها ليل الجمعة - السبت.

وتعرضت أحياء الشعار والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والنصاري الشرقي للقصف، كما اشار تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين.

وقتل أمس 30 شخصاً بينهم 12 طفلاً في غارة شنتها طائرة حربية صباح أمس على بلدة في ريف ادلب شمال غرب سورية. وحاولت القوات الموالية للنظام اقتحام البلدة وتخلل ذلك اشتباكات مع المقاتلين المعارضين، ومن ثم تعرضت البلدة لقصف عنيف ولغارة جوية اسفرت عن تدمير عدد من المنازل. وقتل أمس الى جانب ضحايا مجزرة سلقين أكثر من 110 سوريين.

وفي العاصمة دمشق، قال ناشطون ومقيمون إن القوات الأسدية قصفت أمس الاحياء الشرقية لدمشق، واشتبكت مع مقاتلي المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الأسد تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترمة على المشارف الشرقية لدمشق والتي تمثل معاقل للمعارضة، موضحاً أن هجوم الجيش الموالي جاء بعد أن منيت قوات الاسد بخسائر فادحة في المنطقة أمس الأول عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم. كما قتل 18 جندياً نظامياً على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين على طريق حمص ـ تدمر.

100 ألف لاجئ

في سياق آخر، اعلنت مديرية الاحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء التركي أمس أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا الى تركيا ارتفع الى 93 الفا و576 شخصا بالاجمال يتوزعون على 13 مخيما اقيمت في المحافظات التركية المتاخمة لسورية. وهذا العدد يعني الاشخاص المسجلين رسميا لدى السلطات، لكن المئات او الالاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع اقارب ولم يسجلوا لدى السلطات.

اليمن

الى ذلك، اعلنت جماعة "جبهة النصرة" المتشددة والمشكوك في انتمائها في تسجيل مصور نشر على الإنترنت أمس انها أسرت خمسة ضباط يمنيين أرسلتهم حكومتهم للمساعدة في قمع الانتفاضة السورية.

وأظهر التسجيل المصور الذي نشرته "جبهة النصرة" لقطات لخمسة رجال يرتدون ملابس مدنية ويطلبون من الحكومة اليمنية التوقف عن دعم نظام الأسد. وعرف أحد الرجال الخمسة نفسه بأنه محمد عبده حزام المليكي وقال إن الحكومة اليمنية أرسلته هو وزملاءه إلى دمشق لمساعدة قوات الأسد في الحرب.

وقال المليكي في التسجيل المصور "أتيت بتنسيق بين الحكومة اليمنية والسورية لاجهاض الثورة السورية. أوجه للحكومة اليمنية نداء بقطع جميع العلاقات العسكرية واللوجستية لأن نظام بشار الأسد نظام يقتل شعبه وهذا ما رأيناه ولمسناه بأم أعيننا في كثير من المناطق السورية". وأظهر التسجيل المصور بطاقات الهوية الخاصة بالرجال إلى جانب صور لهم بالزي العسكري.

وقالت جماعة حقوقية يمنية إن الرجال الخمسة ضباط في الجيش يدرسون في أكاديمية عسكرية بحلب وفقدوا في أغسطس الماضي بعد اشتباكات بالمدينة.

المعلم

واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة باستخدام موضوع الأسلحة الكيميائية لشن "حملة" تشبه تلك التي سبقت الغزو الذي ادى الى اسقاط نظام صدام حسين في العراق. وقال الوزيرالسوري في مقابلة تلفزيونية إن "موضوع الأسلحة الكيماوية اذا وجد في سورية، وانا اضع خطاً تحت اذا وجد، فهل معقول ان نستخدمها ضد شعبنا؟ هذا هراء"، واضاف: "لكن هذا لا يعني اطلاقا أن سورية لديها مخزون أسلحة كيماوية أو إنها تنوي استخدام هذه الأسلحة ضد شعبها".

وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أكد في 23 يوليو الماضي إنه "لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبداً خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات الداخلية" وإن "هذه الأسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سورية لعدوان خارجي".

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top