إسرائيل ترضخ لرفع الحصار مقابل وقف صواريخ الفصائل

نشر في 23-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-11-2012 | 00:01
• غزة تحتفل بالنصر وعباس يهنئ • باراك يتوعد بالرد على الاستفزاز • مشعل يعد بـ «جولات»

بدت علامات الابتهاج جلية على ملامح المئات من الفلسطينيين الذين خرجوا صباح أمس، لتفقد آثار الدمار الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد توقيع اتفاق بين فصائل المقاومة وإسرائيل التي رضخت لرفع الحصار مقابل وقف إطلاق الصواريخ.
تكللت الجهود الدبلوماسية مكثفة لاسيما من جانب مصر والولايات المتحدة، بعودة الهدوء صباح أمس إلى قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مساء أمس الأول بين إسرائيل و"حماس"، بعد أسبوع من المواجهات المسلحة التي أوقعت 162 قتيلاً فلسطينياً وخمسة إسرائيليين.

ودخلت الهدنة، التي تم التوصل إليها بعد جهود دبلوماسية مكثفة في كل الاتجاهات قامت بها خصوصاً مصر والولايات المتحدة، حيز التنفيذ عند الساعة (19.00 ت.غ) بحسب نص الاتفاق الذي أعلنه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وينص اتفاق التهدئة على أن "تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية العسكرية والإجراءات على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص".

وينص أيضاً على أن "تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل العمليات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود"، كما ينص على "فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ".

انتصار

وفي قطاع غزة، انطلق آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة وسط إطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال بـ"انتصار المقاومة". وأطلق مسلحون، ظهروا للمرة الأولى في الشوارع منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قبل ثمانية أيام، الأعيرة النارية، كما أطلقت أبواق السيارات والألعاب النارية في شوارع غزة، بينما مازال يسمع هدير الطائرات الإسرائيلية في سمائها.

وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس رئيس وزراء حكومة "حماس" إسماعيل هنية بـ"النصر"، وذلك في اتصال هاتفي قدم خلاله أيضاً "واجب العزاء في الشهداء".

وأفاد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية مساء أمس الأول بأن 12 صاروخاً سقطت على إسرائيل في الساعة التي تلت دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، من دون أن تؤدي إلى إصابات.

وكان الوزير المصري أعلن، خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأميركية، أن جهود مصر من أجل التهدئة أتاحت "الاتفاق على وقف لإطلاق النار".

وقالت كلينتون: "إن الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق، وفي الأيام القادمة ستعمل مع شركائها في المنطقة على تدعيم هذا التقدم الذي تم إحرازه".

وفي القدس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قبل "إعطاء فرصة" للاقتراح المصري، بعدما تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي شكره والرئيس المصري محمد مرسي وعبر عن الأمل في التوصل إلى سلام "دائم" في قطاع غزة.

وعقد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مؤتمراً صحافياً بعد إعلان الاتفاق في القاهرة أكد فيه أنه "بعد ثمانية أيام كف الله يدهم عن شعب غزة واضطروا إلى الخضوع لشروط المقاومة"، مبيناً أن "العدوان فشل في تحقيق أهدافه، وهذه جولة وبعدها جولات".

وشكر مشعل مصر على وساطتها في التوصل إلى التهدئة وإيران، التي تحدث عن دور لها في تسليح الحركة في أثناء النزاع.

ولاقى الاتفاق، الذي لعب فيه الرئيس مرسي دوراً محورياً، ترحيباً دولياً واسعاً من واشنطن وباريس وبرلين وصولا إلى الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط آمال في أن يكون الحل "أكثر ديمومة".

فبعد شكر أوباما لمرسي ونتنياهو، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، بينما رحب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان بويل "بحرارة بوقف إطلاق النار".

ودعا مجلس الأمن أمس الأول الطرفين إلى "التحرك بجدية" لاحترام وقف النار، وإلى جهود دولية "لتقديم مساعدة عاجلة لغزة".

وبينما رحب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ "وهنأ السلطات المصرية على دورها الفاعل"، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن "ارتياحه الكبير" لهذا الإنجاز.

تعهد وتوعد

ميدانياً، بينما توعد الناطق باسم "حماس"، سامي أبوزهري، بأن "المقاومة" ستضرب تل أبيب إذا نفذت إسرائيل أي هجوم على غزة، أثار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس احتمال استئناف إسرائيل هجماتها في حال لم تحترم "حماس" تعهداتها.

وقال باراك، للإذاعة العامة، إن وقف إطلاق النار "يمكن أن يستمر تسعة أيام، تسعة أسابيع أو أكثر، لكنه إذا لم يصمد فسنعرف كيف نتصرف وسننظر بالتأكيد حينئذ باحتمال استئناف أنشطتنا (العسكرية) في حال إطلاق النار أو القيام باستفزازات".

وبرر باراك قرار العدول عن شن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة رغم تعبئة عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين، أنه "من المستحيل زعزعة سلطة حماس بدون أن تحتل إسرائيل قطاع غزة بالكامل".

بدورها، أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها أطلقت خلال معركة "حجارة السجيل" 1573 صاروخاً وقذيفة بعضها استخدم لأول مرة.

وذكرت الكتائب أنها أطلقت ستة صواريخ من نوع (إم 75) طويلة المدى محلية الصنع، وستة صواريخ من نوع (فجر 5) بعيدة المدى وصل بعضها إلى هرتسيليا، موضحة أنها أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة القدس المحتلة، وسبعة باتجاه تل أبيب وسط إسرائيل، وواحد كان باتجاه بئر السبع.

وأكدت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد" الإسلامي أمس أن الاتفاق "هو نصر صنعه الشهداء"، مضيفة: "أطلقنا أكثر من 620 صاروخاً على المدن الصهيونية، واننا نستطيع مواصلة المعركة ولم نفقد إلا القليل في العدة والعتاد".

نجاد: صراع غزة أظهر هشاشة إسرائيل

وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الهدنة التي تم توصل إليها أمس الأول بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة بوساطة مصرية بأنها "نصر للمقاومة الفلسطينية وفضح لمدى هشاشة إسرائيل".

وقال أحمدي نجاد أمس: "لقد وقفت منطقة صغيرة مثل غزة أمام الصهاينة وهزمتهم"، مضيفاً أن "هذا الأمر بمنزلة كشف آخر لمدى ضعف الصهاينة وشركائهم وهشاشتهم". ورأى أحمدي نجاد أنه إذا تعاونت جميع دول المنطقة، فلن تقدم إسرائيل على مثل هذه "المغامرات العسكرية مرة أخرى"، مضيفا أن إيران تدعم حركة حماس في قطاع غزة، وأنها "أمدتها بتكنولوجيا لصناعة صواريخ إيرانية طراز "فجر 5".

(طهران - د ب أ)

back to top