الجريدة | "الشؤون" تحرر مخالفات جمع تبرعات لإحدى المبرات الخيرية
رغم التحذيرات التي أطلقتها إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون للمتبرعين من المواطنين والمقيمين، بعدم الانصياع لرغبات ضعاف النفوس، الذين لا يحق لهم جمع التبرعات، حررت الوزارة مخالفات جمع تبرعات لإحدى المبرات الخيرية.
كشفت مصادر مطلعة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن تحرير فريق العمل الميداني المنبثق عن لجنة متابعة النشاط الميداني للعمل الخيري في البلاد مخالفات جمع تبرعات لإحدى المبرات الخيرية، ما يعد مخالفة صريحة لقانون جمع الأموال للمصلحة العامة، الذي قصر جمع التبرعات على الجمعيات الخيرية العشر الموجودة في البلاد.وأوضحت المصادر لـ"الجريدة" أن هذه التبرعات جُمعت بدعوى إغاثة الشعبين السوري واليمني، واستخدمت خلالها إيصالات جمع مخالفة، غير ممهورة بختم وزارة الشؤون أو بالشعار الرسمي للدولة، مشددة على أنه لا يحق للمبرات بأية حال من الأحوال جمع أو طلب تبرعات بأي وسيلة كانت، لاسيما أن عمليات جمع التبرعات مقصورة فقط على الجمعيات الخيرية واللجان التابعة لها، إضافة إلى المساجد، وفقاً للبرنامج المعتمد من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمحدد بالاستقطاع البنكي المباشر أو عبر استخدام خدمة الـ"كي.نت".قرار رادع وأكدت المصادر أن البطء في اتخاذ قرار رادع من قبل وزارة الشؤون بحق الجمعيات الخيرية والمبرات المخالفة لطرق الجمع المعتمدة أدى إلى مزيد من التلاعبات، متسائلة هل تخشى الوزارة مواجهة الجمعيات الخيرية والمبرات؟، وهل ستتركها تمرح وتتلاعب أكثر وأكثر بأموال التبرعات، وتشوه صورة العمل الخيري وتضيع أهدافه المرجوة التي أنشئت من أجله؟، وهل أنشئت إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون لتكون إدارة شكلية فقط لرصد المخالفات دون اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين؟، مستغربة هذا التهاون الكبير من قبل الوزارة التي لا تجرؤ على محاسبة المؤسسات الخيرية التي ترتدي عباءة الدين للوصول إلى مآرب خاصة، مؤكدة أن التردد في اتخاذ القرار يشجع الجمعيات الخيرية والمبرات على الاستمرار في تكرار المخالفات بصورة أكبر في كل مرة عن سابقتها.بترخيص من... "الشؤون"!وقالت المصادر إن "الطامة الكبرى التي تكمن في هذه الإيصالات غير الممهورة بشعار الدولة أو ختم الوزارة، أنه مدون عليها كلمة "بترخيص من وزارة الشؤون"، وذلك لإيهام المتبرعين بقانونية عمليات الجمع، وانها تحت مظلة الوزارة"، متسائلة لماذا لا تلتزم هذه الجمعيات والمبرات ذات الصبغة الدينية بالقوانين المنظمة للعمل الخيري في البلاد وبالقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء في هذا الصدد، وتصر على انتهاج التلاعب والتزوير والتزييف سبيلا لاقتناص أموال المتبرعين دون وجه حق، وإنفاقها على جهات غير معلومة قد تضر أخيراً بسمعة الكويت دولياً، وهي منافية تماماً للتعاليم الدينية التي طالما يتشدقون بها دون تنفيذها؟.واستغربت المصادر أنه رغم التحذيرات التي أطلقتها إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مراراً وتكراراً للمتبرعين من المواطنين والمقيمين، بعدم الانصياع لرغبات ضعاف النفوس، الذين لا يحق لهم جمع التبرعات، فإننا نجد أن هناك متبرعين لا يعيرون لهذه التحذيرات اهتماما، مناشدة المتبرعين الكرام من المواطنين والمقيمين ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي واقعة جمع مخالفة.