سورية: مقتل 50 في غارة وحشية على معرة النعمان

نشر في 19-10-2012 | 12:01
آخر تحديث 19-10-2012 | 12:01
No Image Caption
دعم شامل لـ «هدنة الأضحى»... ودمشق تتهم أنقرة والرياض بمساعدة مقاتلي «القاعدة»

شهدت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال سورية التي سيطرت عليها المعارضة قبل أيام غارة جوية وحشية أسفرت عن مقتل 50 شخصاً، في حين تزايد الدعم الدولي للهدنة التي اقترحها المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي خلال عيد الأضحى.
في وقت كانت معظم دول العالم تعلن ترحيبها باقتراح إعلان هدنة في سورية بمناسبة عيد الأضحى، شنت القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس غارة وحشية على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تسيطر عليها المعارضة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصاً على الأقل بينهم عدد من الأطفال.

ويشهد محيط معرة النعمان غارات جوية عنيفة منذ سيطرة مقاتلي "الجيش السوري الحر" على المدينة في 9 اكتوبر الجاري وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال) بالقرب منها، مما مكنهم من اعاقة امدادات القوات النظامية.

وتواصلت الأعمال العسكرية والمعارك والقصف في كافة المناطق السورية أمس، وتركزت في محافظة إدلب حيث واصلت الغارات الجوية مصحوبة بعمليات برية محدودة خصوصا في بلدتي معرة شمارين ومعرة حطاط في ريف إدلب، التي اعلن الجيش الموالي للأسد أنه سيطر عليها.

وفي حمص (وسط)، استمر القصف على مدينة القصير بعد سيطرة القوات النظامية على قرى محيطة بها، لاسيما منها جوسية الحدودية مع لبنان التي اقتحمتها أمس الأول. ويعد المقاتلون المعارضون حمص "عاصمة الثورة"، ويحاول النظام استعادة مناطق مازالوا يسيطرون عليها لاسيما بعض الأحياء في مدينة حمص ومدينة القصير وريفها.

«هدنة الأضحى»

على الصعيد السياسي، كرر المبعوث الدولي والعربي الى سورية الأخضر الابراهيمي أمس التصريحات التي قالها في محطاته السابقة في سياق جولته على دول المنطقة. ودعا الإبراهيمي السوريين الى وقف اطلاق نار خلال عيد الاضحى المبارك.

واعاد الإبراهيمي التأكيد في تصريح صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة عقب لقائهما في عمان أمس أن الأزمة السورية اذا استمرت فلن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر في المنطقة وخارج المنطقة.

واعلنت وزارة الخارجية السورية أمس أن الإبراهيمي سيكون في دمشق غدا السبت، حاملا معه مقترح وقف اطلاق النار. ورفض المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي التعليق على وقف اطلاق النار مكتفيا بالقول: "لننتظر ونرى ما لدى الاخضر الابراهيمي ليطرحه".

واوضح المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي أن الموفد الاممي والعربي سيلتقي الأسد "قريباً جداً جداً"، لكن "ليس السبت". ومن المقرر ان تكون زيارة الابراهيمي لدمشق المحطة الاخيرة ضمن جولة شملت السعودية وتركيا وايران والعراق ولبنان ومصر والاردن.

من جهتها، نوهت الصحافة السورية الموالية للأسد بـ"دبلوماسية التقدم ببطء" التي يتبعها الابراهيمي، بحسب افتتاحية صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم، ورأت في هدنة الاضحى "نواة اولى للحل واختبارا للنوايا في نفس الوقت، بغية تثبيته وتوسيعه لاحقا".

وعبّر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس عن دعم تركيا للاقتراح الذي تقدم به الإبراهيمي، مشيراً إلى ان إيران والجامعة العربية تؤيدان من جهتهما هذا الطرح أيضاً.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأول أن هدنة خلال عيد الأضحى "هدف جيد جدا لكن يجب ارفاقه بامكانات لمراقبة هذا الوقف لإطلاق النار، وهذه الامكانات، حتى اللحظة، غير متوافرة".

اتهامات

الى ذلك، اتهمت السلطات السورية أمس جهات تركية وسعودية بعقد صفقة مع تنظيم "القاعدة" تنص على نقل مقاتلي الأخير الى تركيا ومنها الى سورية للقتال ضد النظام. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان وزارة الخارجية السورية وجهت امس رسالتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيهما: "لدينا معلومات مؤكدة، تفيد بقيام بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة بعقد صفقة بين التنظيم وجهات تركية وسعودية تنص على نقل مقاتلي القاعدة إلى تركيا ومن ثم إلى سورية". وحذرت من أن هذا الأمر "يساهم في تعطيل آفاق الحوار الوطني وإلحاق الأذى بالدولة السورية على المستويين المادي والبشري". ودعت مجلس الأمن الى التحرك "جدياً لردع الإرهابيين وتجفيف مصادر تمويلهم المادية والمعنوية ووضع دول العالم كافة أمام مسؤولياتها المعلنة تجاه مسألة الإرهاب".

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top