بعد أن تفوقت على أبل ... لاس فيغاس ساندز تقتحم إسبانيا بـ 35 مليار دولار

نشر في 05-05-2012 | 00:01
آخر تحديث 05-05-2012 | 00:01
No Image Caption
مع التراجع الذي شهدته «لاس فيغاس» خلال العقد الماضي انتقلت الأنشطة التجارية للفنادق والكازينوهات إلى آسيا، وتعتبر ماكاو اليوم أكبر وجهة قمار في العالم، في حين تستمر سنغافورة في النمو بشكل سريع. وإضافة إلى لاس فيغاس ساندز يملك لاعبون رئيسيون آخرون في هذا القطاع ممتلكات مهمة في ماكاو وأنحاء أخرى في آسيا.

من الغريب حقا القول إن ثمة أسهما تفوقت في أدائها على "أبل" خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكن تلك حقيقة مؤكدة. ومن بين تلك الأسهم تبرز شركة لاس فيغاس ساندز التي يملك أكثرية أسهمها ويديرها الملياردير شلدون أدلسون، الذي شهد خلال السنوات الخمس الماضية ثروته تهبط من 28 مليار دولار الى 3 مليارات، ثم ترتفع في الوقت الراهن الى 25 مليار دولار. وقد ازدهرت "لاس فيغاس ساندز" بعد أن أصبحت "سهم نمو" إثر عملياتها في آسيا، غير أن لدى أدلسون الآن هدفا جديدا هو إسبانيا.

لقد أعربت "لاس فيغاس ساندز" بجلاء عن نيتها بشأن تطوير ما صار يعرف باسم يورو فيغاس، وهو مشروع يضاهي نصف حجم لاس فيغاس ستريب الذي يسعى الى خوض ميدان الأعمال الجوهرية المتمثلة في السياحة في أوروبا. وحسب تقرير ستيف برتوني من مجلة فوربس فإن قطب صناعة الكازينو يتطلع الى الاستمرار في توسيع امبراطوريته في عالم القمار بعد نجاحه في سنغافورة وماكاو.

ويجري أدلسون مفاوضات مع المعنيين في أكبر وأهم مدينتين في إسبانيا وهما العاصمة مدريد وبرشلونة من أجل الحصول على مساحة من الأرض تصل الى ما بين 800 الى 1000 هكتار بغية تطوير مشروع المنتجع المكون من 12 منتجعا تضم 36000 غرفة. ويشمل المشروع بناء 6 كازينوهات تستوعب 1065 طاولة و18000 آلة شقبية (سلوت ماشين) تستخدم القطع النقدية في اللعب، وتسعة مسارح مع مسرح أكبر حجماً يتسع لـ15000 متفرج وثلاثة ملاعب للغولف، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية وأوردتها صحيفة "الباي" اليومية الإسبانية.

وقبل بضعة أسابيع فقط رفع أدلسون تقديراته الاجمالية للمشروع الى 26.7 مليار يورو (35.3 مليار دولار) وستجازف لاس فيغاس ساندز بأربعة مليارات دولار فقط. وقد لاحظ محللون في "يو بي اس" أن أدلسون وفريق الادارة التابع له تجنبوا الحديث عن الحجم المحتمل للسوق الاسباني والأوروبي في آخر حديث عن الأرباح، ولكنهم لاحظوا أن المشروع سيكلف لاس فيغاس ساندز ما بين 8 الى 12 مليار دولار موزعة على 9 سنوات، بينما ستدر كل مرحلة تدفقات نقدية لتمويل المرحلة التالية.

وحسب صحيفة الباي فإن كل مرحلة ستشهد بناء 4 منتجعات واثنين من الكازينوهات، ويكلف كل منتجع ما بين 1.9 الى 2.9 مليار يورو (2.5 الى 3.8 مليار دولار). وسيفضي ذلك الى خلق 164000 وظيفة مباشرة و97000 فرصة عمل غير مباشرة – وفقاً لقول الشركة خلال المفاوضات – غير أن الحكومة الإسبانية تشكك في هذه الأرقام.

ولاتزال المفاوضات مستمرة، ولم تعلن الشركة عن موقع اقامة مشروع يورو فيغاس، وقد تقدم أدلسون بقائمة طويلة من الشروط التي يسعى الى فرضها بما في ذلك اصلاح سوق العمل ومعاملة ضريبية تفضيلية ورفع الحظر عن التدخين في الأماكن المغلقة والسماح بوجود صالونات للمدخنين. ومع وجود مقاومة سياسية غير أنها تراجعت نتيجة تفاقم الأزمة في اسبانيا ومع وجود نظرة توافقية بقدر أكبر نحو مشروع لاس فيغاس ساندز من جانب الحزب الاشتراكي الذي يتبع لرئيس الوزراء الأسبق جوزيه لويس رودريغز ثاباتيرو.

وبشكل مبدئي لم يرغب أدلسون في دفع ضرائب حكومية واقليمية وبلدية، كما أراد أن يعامل من وجهة ضريبية مثل الشركات الدولية الاخرى في اسبانيا. وتقول صحيفة "الباي" إن شركة أبل تأخذ 99 في المئة من أرباحها في اسبانيا عبر مقراتها الأوروبية في ايرلندا كما تفعل شركة "غوغل" التي أعلنت خسارة تشغيل في سنة 2010، بينما تسجل أرباح شركة أمازون في لوكسمبورغ حيث معدلات الضرائب أدنى. وتسعى "لاس فيغاس ساندز" الى نيل هذه الميزات غير أنها لن تتمكن من تفادي الضرائب البلدية التي تشمل ضرائب العقار والبناء والدخل. ولاحظ محللون في بنك نومورا أن الأسواق تكره حالة عدم اليقين وأن عدم اعلان قرار حول المشروع قد يلقي بثقله على السهم، كما بدت الادارة دفاعية بصورة غير مبررة إزاء مسألة الأرباح، ويقول محللون إن ذلك يحدث على الرغم من تحقيق ربع جيد ووجود احتمالات ايجابية من مزيج من مشاريع نمو محتملة. ويستمر نومورا في اندفاعه إزاء السهم، لأن قوة الأرباح لم تتغير كثيراً والهبوط يبدو محدوداً.

ومع التراجع الذي شهدته لاس فيغاس خلال العقد الماضي انتقلت الأنشطة التجارية للفنادق والكازينوهات الى آسيا وتعتبر ماكاو اليوم أكبر وجهة قمار في العالم، في حين تستمر سنغافورة في النمو بشكل سريع. واضافة الى لاس فيغاس ساندز يملك لاعبون رئيسيون آخرون في هذا القطاع من أمثال واين ريزورتس وملكو كراون وام جي ام وستانلي هو اس جي ام القابضة ممتلكات مهمة في ماكاو وأنحاء أخرى في آسيا.

ويتقدم أدلسون خطوة واحدة حيث يراهن على أوروبا على الرغم من الوضع الراهن القاتم للاتحاد الأوروبي، وهو على علم بأمر أو اثنين عن رهان المجازفة، حيث شهد ثروته ترتفع وتهبط خلال السنوات الماضية، وبعد بلوغه القمة فهو يحاول الإبقاء على الزخم الحالي.

(مجلة فوربس)

back to top