قتيبة يفتح بخارى ويثبت دعائم الإسلام في وسط آسيا

نشر في 01-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-08-2012 | 00:01
تولى القائد العربي قتيبة بن مسلم قيادة الجيوش الإسلامية للدولة الأموية في إيران سنة 86هـ، بمهمة واحدة هي مواصلة الفتوح الإسلامية شرقا في بلاد ما وراء النهر (آسيا الوسطى)، لنشر الإسلام وتأديب القبائل التركية التي اعتادت مهاجمة أطراف الدولة الإسلامية هناك. لذلك جهز ابن مسلم جيوش الفتح وتوجه صوب بلاد ما وراء النهر التي سيطرت عليها قبائل الأتراك القوية، إلا أن القائد المسلم استطاع من خلال قوة شكيمته ومهارته الحربية من الانتصار على تلك القبائل الواحدة تلو الأخرى، وكان قتيبة كلما فتح حصنا، دخل الرعب إلى البلاد المجاورة، حتى وصل قتيبة إلى مدينة بيكند في بخارى، فاستنجد ملك البلاد الخان التركي بالجنود من جميع البلاد فجاءت الحشود من كل مكان، فتجمع عنده جيش كبير، ما صعب من مهمة قتيبة بن مسلم، وأبطأ خبر الفتح على أمير المشرق الحجاج، فأمر الناس في المساجد بالدعاء والتضرع حتى يفتح الله لقتيبة بن مسلم. حشد قتيبة كل قواته ومهاراته الحربية لمواجهة جيوش الترك أمام أسوار مدينة بخارى سيدة مدن وسط آسيا، وأكثفها سكانا وأمنعها حصونا،عزم على فتح المدينة العظيمة بخارى، فما انتصف النهار حتى أنزل الله عليهم النصر، وهزمت الترك، وتفرق الجمع وتشتت الترك، واتبعهم المسلمون يقتلون فيهم ويأسرون، حتى طلب أهل بخارى الصلح، فصالحهم قتيبة، وترك في بلادهم بقية من الجنود، وانصرف راجعًا إلى خراسان. وفي طريق عودته سمع قتيبة بخبر نقض أهل بخارى العهد، وقتلهم للمسلمين، عاد قتيبة مسرعًا إلى بخارى ليؤدب الذين نقضوا العهد، وقتلوا المسلمين، فاقتحم قتيبة حصنهم، وقاتلهم وأسر منهم، حتى وقع في يده الرجل الذي كان سببًا في قتل المسلمين، وقتله انتقاما لقتلى المسلمين.

يعد فتح القائد العربي قتيبة بن مسلم مدينة بخارى، وهروب ملكها «وردان»، نهاية المعارك في وسط آسيا، وفاتحة لانتصارات المسلمين هناك وإرساء قواعد الإسلام هناك، فقد سقطت مدن آسيا الصغرى تباعا في يد قتيبة كسمرقند وطشقند وفرغانة وبلخ خوارزم.

back to top