فرج الله سلحشور: يوسف الصديق الأكثر مشاهدة
يؤكد فرج الله سلحشور مخرج «يوسف الصديق» أن المسلسل عرض في أكثر من 110 دول في العالم ووفقاً للإحصائيات، فقد حضره ثلاثة مليارات شخص، وبهذا يعدّ المسلسل الأكثر مشاهدة، ويختلف عن غيره لكونه يحمل رسالة تركز على خدمة الدين وهداية للبشرية.حول مسلسل «يوسف الصديق» وجديد سلحشور المتمحور حول قصة النبي موسى والذي سيشمل نطاقاً أوسع من «يوسف الصدّيق» كان اللقاء التالي معه.
لا تظهر شخصية يوسف الصديق في مسلسل «يوسف الصديق» باهرة الجمال كما جاء في الآيات القرآنية، لماذا؟لأننا لم نجد من هو أفضل شكلاً من مصطفى زماني ليؤدي هذا الدور.هل ثمة إمكان لتعاون مصري- إيراني في إنتاج أعمال فنية لدفع العلاقات المصرية - الإيرانية نحو الأفضل؟شخصياً، أرحب بهذا المشروع ولن أتردد لحظة إذا عرض علي بل يسعدني.ما جديدك؟أحضّر مسلسلاً عن النبي موسى نرصد فيه حوالى ثمانين سنة عاشتها مصر قبيل ولادة موسى، وانتهاء بهجرة بني إسرائيل من مصر وغرق رمسيس الفرعون في البحر.أين ستصوَّر الأماكن الخاصة بالمشاهد المصرية؟لن نستطيع التصوير في مصر لتغيّر معالم الأماكن التي تدور فيها الأحداث، لذا سنستخدم ديكوراً نصنعه في إيران.يقال إن فرعون موسى لم يكن رمسيس وفقاً لمراجع كثيرة، فما تعليقك؟نحن نستند إلى وثائق تاريخية ولا نتبع الهوى. المهمّ أن نبحث ونعتمد المعلومات التي يراها العلماء صحيحة لا تلك التي تعبّر عن وجهة نظرنا الشخصية.من أين استقيتم معلوماتكم التاريخية الخاصة بمصر؟استندنا إلى الأستاذ محمد بيومي المحقق المعروف في مجال الأنبياء والجغرافيا. بالنسبة إلى رمسيس، تقول الوثائق إنه فرعون مصر وقيل إنه أبوه وإذا ثبت أنه شخص آخر فسنقدمه. ما زال العمل في حيز الدراسة والإعداد والتحضير.في مسلسل «محمد رسول الله» أعلن عن تجسيد شخصية الرسول ولاحقاً حرّم وزير الثقافة الإيرانية ذلك، ما تعليقك؟ثمة شركات خاصة إيرانية تعمل خارج إيران ولا تهتمّ بتحريم الدولة الإيرانية لهذا الأمر.ماذا عنك؟النبي معصوم وكل معصوم يحرّم تجسيده, من هنا ممنوع تجسيد شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) تحريماً قطعياً تحديداً فترة بلوغه، أما فترة طفولته فهذا أمر مختلف فيه وإذا ثبت تحريمه فسنكتفي بوضع هالة من نور لتعبّر عنه. وإذا ثبت العكس؟يمكننا تجسيد فترة طفولته، وقد وجد القيمون على المسلسل طفلاً يصلح لهذا الدور، ولكن إذا ثبت التحريم فسيُمنع ذلك.هل ينطبق الأمر على الإمام الخميني من حيث جواز تجسيد شخصيته؟ليس من الحكمة تجسيد الخميني فهذا أمر ممنوع أيضاً، ليس لأنه معصوم بل لحداثة عهده، فما زالت شخصيته عالقة في الأذهان ويعرفه العالم، ومن ثم لا يمكن إيجاد من يصلح أن يؤدي دوره.ثمة قضايا إسلامية شائكة تناولتها الدراما التركية مثل القضية الفلسطينية والصراع الإسلامي- اليهودي، فأين الدراما الإيرانية من ذلك؟القرآن شمولي ويتضمن قضايانا الإنسانية على اختلاف أنواعها وفي العصور كافة، من خلال «يوسف الصديق» أعطينا صورة عن حياة بني إسرائيل، الأهم التحدي السياسي والثقافي وثمة تحديات أخرى واضحة لم نرها في مسلسلات أخرى, لذا أثّر المسلسل وهذا هو الأهمّ، أي إعطاء دروس اجتماعيّة, ليت لي أربع أيادٍ لأصنع أفلاماً ومسلسلات تشمل المجالات كافة.معركة صفين نقطة فاصلة في التاريخ الإسلامي فهل ستتناولونها؟سأقدّم هذا المشروع إلى الإعلام الإيراني وأتمنى موافقته وإذا قامت به مؤسسات مصرية فسأعمل معها.انتقد البعض تصوير نهر النيل والمعابد في مسلسل «يوسف الصديق» على مقربة من بعضها بما يخالف الحقيقة ما ردّك؟بذلنا جهوداً مضنية وسعينا إلى أن تكون المشاهد حقيقية ولا تنحصر في مكان واحد، فما رأيتموه من تقصير غير مقصود وأرجو مغفرة ذلك لنا.لماذا تركز في أعمالك على كل ما هو ديني؟أنا خادم للقرآن ولست مخرجاً فحسب، يمكنك اعتباري مبلّغاً للدين وتتلمذت على يد علماء كثر سنّة وشيعة، وكثيراً ما تساءلت: لماذا يتقبّل المسلمون في العالم الظلم ولا يقاومون الظالم، فمن يمتلك القرآن وسنة رسولنا العظيم لا يمكن أن يكون هذا سلوكه, وظيفتي كمخرج تنوير الشعوب والدفاع عن قيمها.كم بلغت موازنة «يوسف الصديق»؟سبعة ملايين دولار تحمّلت الحكومة الإيرانية الكلفة، وقد خصصت له أضعاف هذا المبلغ ، لكننا اقتصدنا وفقاً لروح الدين.أليس هذا المبلغ قليلاً مقارنة بما ينفقه آخرون مع ذلك لا تخرج أعمالهم بالجودة نفسها؟تزامن إنتاج يوسف الصدّيق مع مسلسلات أخرى بلغت كلفة الواحد منها 49 مليون دولار، مع ذلك لم تنل نسبة مشاهدة وشهرة وجودة كتلك التي نالها «يوسف الصدّيق», فقد ركزت على عدم التبذير واستخدام روح الدين, وبما أن المسلسل إسلامي فيجب أن يكون الإنفاق على النهج نفسه، خصوصاً أن هذه أموال شعب يجب الحفاظ عليها.