المغنيسيوم... لا تستخفي بأهميته

نشر في 05-05-2012 | 00:01
آخر تحديث 05-05-2012 | 00:01
تعانين تعباً دائماً وتصبحين سريعة الغضب والانفعال؟ هل تصيبك تقلّصات عضلية؟ هل فكّرتِ في أن يكون لهذا الأمر علاقة بنقص المغنيسيوم في جمسك، كما هي حال امرأة من أصل كل أربع نساء حول العالم؟ لكن لا داعي للقلق، فالعلاج سهل! اطلعي على الأسئلة التالية وإجاباتها لمعرفة التفاصيل حول هذا العنصر المهم.

المغنيسيوم ملح معدني مهم جداً للجسم لأنه يشارك في أكثر من 300 تفاعل كيماوي. ويحتوي جسم الإنسان على 20 إلى 30 غراماً من المغنيسيوم يتركز معظمها في العظام والأسنان. يؤدي المغنيسيوم دوراً مهماً في تنظيم دقّات القلب، ونقل الإشارات العصبية واسترخاء العضلات.

هل يساعد المغنيسيوم في منح الطاقة للجسم؟

يسمح المغنيسيوم بتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة صالحة للاستخدام طوال النهار. وهو يساعد إذاً على مقاومة التعب والإرهاق، لا بل أيضاً الضغط النفسي والاكتئاب، إذ إنّ التعب بدوره يولّد قلقاً نفسياً. فعندما يكون جمسك في وضع سليم، يكون قادراً على محاربة هذه الحالات بزخم، مهما كانت الظروف التي تمرّين بها. لكن عندما تنقصك الطاقة، تزداد حساسيتك، فتجدين نفسك غارقةً في حلقة مفرغة تعجزين عن الخروج منها!

ما هي الكميات الموصى بها؟

تختلف حاجة الشخص إلى المغنيسيوم من جسم إلى آخر. فالرضيع يحتاج إلى 70 مليغراماً في اليوم فيما يحتاج الطفل إلى 350 مليغراماً. أما الكميات الموصى بها للبالغين، فتبلغ نحو 350 مليغراماً عند المرأة، و420 مليغراماً عند الرجل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكمية ترتفع عند النساء الحوامل والمرضّعات، والأشخاص المسنّين والريّاضيّين بما أنّ العرق يمتصّ جزءاً من المغنيسيوم. بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أنّ وجود المؤثّر الوراثي HLA-B35 لدى 18% من الأشخاص، مرتبط باحتباس أقل للمغنيسيوم في الخلايا.

هل حاجاتنا مُشبَّعة بما يكفي؟

تفيد أحدث الدراسات حول هذا الموضوع بأن معدل كميات المغنيسيوم التي نتناولها بعيدة جداً عن الكميات الموصى بها، إذ إنها لا تتعدّى 240 مليغراماً في اليوم. ما السبب إذاً؟ ليس النظام الغذائي العامل الوحيد، لا بل ثمة عوامل أخرى مثل تناول بعض الأدوية كالمدرّات البولية أو العلاجات الهورمونية. فضلاً عن أنّ الحمية الغذائية المتواصلة، والضغط النفسي الذي يزيد السلس البولي، والإفراط في شرب الكحول قد تكون من مسبّبات هذا النقص المزمن.

كيف يمكن التعويض عن هذا النقص بواسطة التغذية؟

تحتوي المياه المعدنية على ما لا يقلّ عن 80 مليغراماً من المغنسيوم في الليتر. وإن كنتِ لا تحبين طعمها فيمكنك على الأقل استخدامها في تحضير مشروباتك الساخنة وحسائك، وفي طهو بعض المواد الغذائية التي تمتص مياه الطبخ كالنشاء والخضار الجافة على سبيل المثال. فهذه المنتجات غنية بالمغنيسيوم، تماماً كالصويا، والخضار الخضراء، والقمح شبه الكامل والكامل، ومنتجات البذور الزيتية (الفستق، البندق، اللوز...) بالإضافة إلى ثمار البحر.

ماذا عن المغنيسيوم الموجود في الشوكولا؟

على عكس ما يظنه الجميع، يجب أن تعرفي أنه يصعب على جسمك هضم المغنيسيوم الموجود في الشوكولا. لكنّ هذا لا ينطبق على الكاكاو الذي يظلّ مضاداً للاكتئاب بامتياز، بما أنه يرفع نسبة السيروتونين (هورمون المزاج الجيّد). فتلذّذي ببعض قطع الشوكولا الأسود من دون تأنيب ضمير. أمّا من ناحية الوزن، فلا تقلقي، بل اطمئنّي وكوني أكيدةً من أن الشوكولا الأسود لن يؤثّر على رشاقتك!

هل يجب استشارة الطبيب قبل تناول المكمّلات؟

من الضروري جداً أن تتحدّثي إلى طبيبك كي تطمئنّي من عدم وجود سبب آخر للأعراض التي تعانين منها. صحيح أنه ربما يتعذّر على المعالج تحديد الكمية التي تحتاجين إليها بالضبط، ولكن لن يستحيل عليه، على ضوء استجوابه معك، تقدير حدّة أعراضك، بالتالي درجة النقص التي تعانينها.

ما هي المجموعة الأفضل من المغنيسيوم؟

ثمة ثلاث مجموعات رئيسة من المغنيسيوم، تبقى أبرزها، وفقاً لأحدث البحوث العلمية، الجليسروفوسفات. فهي بعكس الأملاح الأخرى (الكلوريد...)، ليس لها تأثير إسهالي ولا يهضمها الجسم، لا سيما عندما ترتبط بالتورين (حمض أميني) والفيتامين B 6 (D-Stress de Synergia، Magdyn de Bionutrics، UvimagB6 de Zambon). ولزيادة فاعليتها، ننصحكِ بتناولها إلى جانب مضادات الأكسدة والحمضيات الدهنية أوميغا 3. أمّا بالنسبة إلى المغنيسيوم البحري الرائج منذ بعض سنوات فهو أقل فاعليةً، إذ أنه يحتوي على الصوديوم، ويسبّب الإسهال تماماً كما هي حال مغنيسيوم الجيل الأول.

ما هي الجرعة الموصى بها؟

إن كنتِ تعانين من نقص كبير في المغنيسيوم، ابدئي بجرعات مرتفعة تتراوح بين 600 و900 ملغرام في اليوم، مقسومة إلى ثلاث مراحل لأجل إعادة التوازن المطلوب. قد تمتدّ هذه الفترة من أسابيع قليلة إلى أشهر عدة. أنتِ بذاتك تستطيعين أن تحكمي إذا تحسّنت حالك أم لا، ومتى يمكنك البدء بتخفيف الجرعة. من ثمّ، لن يكون عليك ِسوى أن تصغي إلى جسمك لتحديد الكميات بما يتماشى مع الظروف. وبما أنّ احتياجات الجسم للمغنيسيوم تتناسب مع الضغط النفسي، قد يكون من المفيد لكِ تناول كميات إضافية مع اقتراب فترة ضغوطات، وإرهاق.

back to top