وردة الجزائرية ترحل بعد مسيرة حافلة بالغناء

نشر في 19-05-2012 | 00:02
آخر تحديث 19-05-2012 | 00:02
مصر تشهد قمة عطائها... وجثمانها إلى الجزائر

القاهرة -  الجريدة

سكتة قلبية مفاجئة ذهبت بصوت الفنانة القديرة وردة الجزائرية، ومن المؤكد أن يوم وفاتها سيظل عبر سنوات كثيرة مقبلة موعداً يلتقي فيه محبوها مع كل ما قدمته على مدار سنوات عمرها، التي امتدت إلى 73 عاماً، فضلاً عن كل الروايات والمعلومات التي ظلت سنواتٍ حبيسةَ الأدراج والذاكرة.

بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من نصف قرن، رحلت الفنانة الجزائرية وردة عن عمر يناهز 73 عاما داخل مسكنها بمنطقة المنيل القريبة من وسط العاصمة المصرية القاهرة، ليرحل جثمانها إلى مسقط رأسها بالجزائر (كما أوصت) وليصبح رسميا يوم 17 مايو من كل عام، هو يوم الاحتفاء بوردة محمد فتوكي، أو وردة الجزائرية، كما يعرفها محبوها في الوطن العربي أو أميرة الغناء العربي كما يطلق عليها البعض الآخر من محبيها.

المؤكد أن يوم وفاتها سيظل لسنوات كثيرة مقبلة موعدا يلتقي فيه محبوها مع كل ما قدمته على مدار سنوات عمرها التي امتدت إلى 72 عاما، كذلك كل الروايات والمعلومات التي ظلت لسنوات حبيسة الأدراج والذاكرة.

وردة المولودة بفرنسا جزائرية الأب ولبنانية الأم، وقضت فترة طويلة من عمرها في مصر، التي كانت تعتبرها بلدها الثاني، تعد واحدة من أيقونات الغناء العربي، قدمت ما يقرب من 40 ألبوما ضمت أكثر من 130 أغنية، بخلاف ما قدمته من أغان وطنية جاءت في شكل أوبريتات، تعاونت خلالها مع كبار المغنين والملحنين.

وردة، التي كانت تستعد لتصوير كليب جديد، رحلت إثر أزمة قلبية في هدوء وبشكل مفاجئ وصادم، وهو ما عبر عنه الكثير من عشاقها ونجوم الغناء على اختلاف أجيالهم المطربين وصناع الموسيقى في الوطن العربي.

بداية مبكرة

بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث كانت تقدم أغاني الفنانين العرب في باريس قبل أن يقوم صديق لوالدها بتلحين بعض الأغاني الخاصة بها، وعندما عادت إلى بيروت مع والدتها وهي في سن السابعة عشرة من عمرها قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.

في مصر، كتبت شهادة ميلادها الفنية على يد المخرج حلمي رفلة، الذي رشحها للظهور في السينما من خلال فيلم ألمظ وعبده الحامولي، والذي حقق نجاحا لافتا، وتوقع البعض أن تواصل النجاح إلا أن زواجها من مسؤول بارز في الدولة كان سببا في اعتزالها للغناء مرحليا، حيث أنجبت ابنيها رياض ووداد وابتعدت عن الساحة.

مع بداية السبعينيات عادت وردة إلى الفن مجددا، وبأمر من الرئيس الجزائري في ذلك الوقت هواري بومدين الذي طالبها بأن تحيي حفل عيد الاستقلال عام 1972 فعادت إلى الغناء وإلى مصر بعدها، لتستأنف نشاطها الفني أو بالأحرى تبدأ مرحلة جديدة من عمرها الفني هي الأكثر نضجا، سواء على مستوى الغناء أو السينما، تعاونت خلالها مع عدد كبير من كبار الملحنين أبرزهم الملحن بليغ حمدي، الذي تزوجته وردة لسبع سنوات كانت فيها أكثر إنتاجا وتألقا.

كانت لوردة خلافات حادة مع الفنانة السورية ميادة الحناوي وقد ظلت حتى وفاتها، حيث أشيع أن الحناوي كانت السبب وراء انفصالها عن زوجها الثاني والأخير بليغ حمدي.

8 أفلام

قدمت وردة في مشوارها الفني نحو 8 أفلام سينمائية، بالإضافة إلى عشرات الألبومات التي كان آخرها "اللي ضاع من عمري" والذي طرحته نهاية العام الماضي، وتسبب في هجوم حاد عليها، إذ رأى البعض أن صوتها تأثر بفعل عوامل السن، خاصة أن الألبوم جاء بعد غياب عن سوق الكاسيت لأكثر من عشر سنوات، ولم يحصد النجاح المتوقع منه، وهو ما جعل شركة "روتانا" التي كانت قد تعاقدت معها على تقديم ألبومين تتراجع عن تقديم الألبوم الثاني، والذي كان سيضم دويتوهات لها مع عدد من المطربين، من بينهم تامر حسني وحسين الجسمي وصابر الرباعي.

نامت إلى الأبد

قبل سنوات كانت وردة قد أجرت عملية قلب مفتوح، وكانت مرتعدة جداً وقتها وتخشى الموت، لكنه أتاها وهي لا تنتظره، الغريب أنها كانت عائدة من رحلة علاج في فرنسا استمرت عشرة أيام اطمأنت فيها على صحة قلبها بعد تركيب دعامات جديدة، وكانت قبل رحيلها تستعد لتسجيل أغنية جديدة تهديها إلى مصر كما كان متفقا عليه بينها وبينها الإعلامي الكبير وجدي الحكيم، والذي اتصل للاطمئنان عليها ظهيرة يوم وفاتها فوجدها نائمة، ثم اتصل في المساء فأخبرته سكرتيرتها التونسية نجاة أنها "نامت إلى الأبد" بعد أن شخص الأطباء سبب الوفاة على أنه سكتة قلبية.

إلى مدافن العائلة

رحل جثمان "وردة" الجزائرية من القاهرة عصر أمس (الجمعة) ليستقر في بلدها الجزائر، ليبقى صوتها عالقاً في قلوب المصريين.

وأقلت طائرة عسكرية أمر بتخصيصها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، جثمان الراحلة من مطار القاهرة أمس لدفنها في مقبرة العائلة في العاصمة الجزائر.

وقد وصلت الطائرة على متنها طاقمها فقط، لتحط في مهبط الطائرات على الموقع رقم 24.

وقد دخل الجثمان من البوابة رقم 35 بقرية البضائع إلى الطائرة مباشرة بعد إنهاء الإجراءات الخاصة بسفره، وتم تخصيص الصالة رقم 4 لرحلات الطائرات الخاصة لاستخدامها لسفر المرافقين للجثمان.

وقد شهدت ساعات ما قبل نقل الجثمان إلى مطار القاهرة، اشتباكات بين عدد من مصوري الفضائيات والصحف أثناء خروج الجثمان من مسجد صلاح الدين بالمنيل، الأمر الذي أدى إلى إلغاء مسيرة وداعها التي كان من المقرر إقامتها عقب الانتهاء من صلاة الجنازة، حيث خرجت جموع الفنانين ومعهم عدد كبير من الجالية الجزائرية بالقاهرة، مسرعين نحو سياراتهم في اتجاه طريقهم إلى مطار القاهرة لتوديع الراحلة.

وعقب خروج الجثمان تجمهر عدد كبير أمام المسجد، حيث سقطت الخادمة الخاصة للراحلة وردة، ودخلت في حالة بكاء هيستيري.

رحلتها الأخيرة

في الطابق الـ21 بشارع عبدالعزيز آل سعود بمنطقة المنيل بالقاهرة، الذي لطالما شهد جلسات الغناء والمرح، ها هو أمس (الجمعة) يكسو السواد المكان، بعد أن رحلت وردة ولسان حال عشاقها يرجونها أن تبقى أطول مرددين "بتونس بيك".

في الصباح الباكر من ظهر أمس وقبل صلاة الجنازة كان الوفد الجزائري حاضراً بالأعلام والبكاء، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث لا صعود إلا لمجموعة قليلة لبعض المقربين.

مرت الدقائق بطيئة قبل أن يحين موعد الذهاب إلى مسجد صلاح الدين لأداء صلاة الجمعة، والجنازة.

كان في مقدمة الحضور من النجوم الفنانة فيفي عبده بصحبة نبيلة عبيد وآثار الدموع عليهما، كذلك الموسيقار هاني مهنا والملحن صلاح الشرنوبي.

أمام المسجد وجد جمهور غفير و عدد كبير من النجوم لتتم صلاة الجنازة بعد هرج ومرج داخل المسجد ثم نقل النعش إلى السيارة التي نقلتها إلى المطار.

النعش غلف بالعلمين الجزائري والمصري وحمله السفير الجزائري بنفسه ومعه هاني مهنا وصلاح الشرنوبي، وسط بكاء وصراخ من أعضاء الوفد الجزائري، الذين قرأوا الفاتحة على روحها قبل أن تتحرك السيارة التي تحمل النعش.

غاب عن مراسم الجنازة في مصر كل من ابنها رياض وابنتها دلال واكتفيا بانتظارها في الجزائر، بعد أن أرسل الرئيس الجزائري بوتفليقة طائرة عسكرية لنقلها.

نجوم الكويت يجمعون على إثرائها المكتبة الموسيقية

فادي عبدالله وأحمد عبدالمحسن

عبرت كوكبة من نجوم الفن والإعلام عن حزنها لرحيل وردة الجزائرية أحد أعمدة الطرب والفن الأصيل في عالمنا العربي، وأكدت أنها تركت إرثاً كبيراً من الأعمال الخالدة والراقية جداً، وأجمعت على أن وردة الجزائرية هي فعلاً «وردة».

سعاد عبدالله

قالت الفنانة القديرة سعاد عبدالله: "ماذا عساي أن أقول بوردة؟ لقد تركت لنا إرثاً كبيراً في مكتبة الغناء العربي، إنها فنانة لها مكانتها الرفيعة، وحتى عندما مثلت كانت في مكانها الصحيح، حينما شاركت عادل مأمون في بطولة فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" مجسدة دور "ألمظ"، مضيفة أن "كل أغاني وردة لها ارتباط وثيق بوجداننا وذكريات في حياتنا.  رحمها الله وأسكنها فسيح جناته".

د. بندر عبيد

أكد عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الملحن د. بندر عبيد أنه من مستمعي ومحبي هذا الصوت الرائع، وقد التقى بها في إذاعة الكويت عندما كان طالباً في المعهد "كانت فعلاً وردة"، ولم ينس حفلتها على مسرح سينما الأندلس حينما أبدعت وتغنت بحب الكويت، مشيراً إلى أنها عاصرت جيل العمالقة أمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد سلطان ورياض السنباطي، وقدمت أروع الأعمال كلاماً ولحناً وأداء.

أنور عبدالله

قال الملحن القدير أنور عبدالله إن وردة فنانة كبيرة أثرت المكتبة الموسيقية العربية بأجمل الأغاني، وتنافست مع مطربات جيلها أمثال فايزة أحمد ونجاة الصغيرة. وكشف عن تعاون لم يكتب له الظهور، إذ أجرى اتصالاً منذ فترة طويلة عارضاً عليها أغنية من ألحانه وكلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فوافقت وتم التفاهم والاتفاق على كل شيء، لكن لم يحدث النصيب، خاتماً "وردة تبقى وردة".

أمل عبدالله

فوجئت الإعلامية الكبيرة أمل عبدالله وتألمت لنبأ وفاة وردة، إذ كانت حسب قولها بصحة جيدة وتجهز أعمالاً جديدة، لكن تبقى السكتة القلبية مفاجئة للإنسان وهذا ما حدث معها، وهذه سنة الحياة، مستذكرة حفلتها في سينما الأندلس وأيضا اللقاء الجميل الذي أجرته معها لمصلحة تلفزيون الكويت هذا الجهاز الإعلامي المليء بالذخائر القيمة، وقالت:  "نحن سعداء بما لدينا من كنوز لرموز تتساقط".

أحمد عبدالكريم

عبر الفنان القدير أحمد عبدالكريم عن حزنه وأسفه الشديد على وفاة وردة الجزائرية واصفاً إياها بالفنانة ذات الصوت المستقر الخالي من النشاز، وتابع: "للأسف تلقينا خبر وفاة الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، وفي الحقيقة حزنا كثيراً على وفاة مثل هذه الأصوات المستقرة الخالية من النشاز.

وأكد عبدالكريم أن هناك فنانين يتميزون بفن الإلقاء مع الغناء، ونادرا ما تشاهد هذه الجودة الرفيعة من الفن تتجمع في فنان واحد ولكنها اجتمعت في صوت الفنانة الرائعة وردة الجزائرية.

عالية حسين

من جانبها، عبرت الفنانة القديرة عالية حسين عن أسفها وحزنها الشديد، ولم تخف بكاءها بعد سماعها خبر وفاة الفنانة القديرة وردة الجزائرية، والآن بعد وفاة الفنانة وردة أصبحت الساحة الفنية خالية من الفنانين الكبار الذين رحلوا فنانا بعد الآخر، وما بقي لنا إلا القليل منهم. وأكدت أن وردة ومعها الفنانون الكبار هم من عملوا على صقل صوتها الفني قبيل دخولها للمعهد الموسيقى، متمنية أن يرحمها الله عز وجل وأن تكون الجنة مثواها"

عبدالله رويشد

أوقف الفنان الكبير عبدالله رويشد، أثناء وجوده في لندن لتصوير فيديو كليب، التصوير، ولم يستطع المتابعة بعد سماع خبر وفاتها لأنه يعد من المقربين لهذه الفنانة القديرة، وقال: "لا شك أننا في بالغ الأسى والحزن على وفاتها، وفي هذه اللحظات يجب أن نترحم عليها في كل وقت، ولا أستطيع أن أصف كيفية استقبالي لخبر وفاتها، فقد كنت من الفنانين المقربين منها والتقيتها كثيراً وشاركتها الغناء وتعد من الفنانين المقربين بالنسبة لي". وعبر الرويشد عن تعازيه لجميع المقربين منها، وابنتها الغالية وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان.

عبدالله القعود

وعبر الملحن عبدالله القعود عن حزنه الكبير لوفاة الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، معتبرا إياها مرحلة مهمة ومستمرة في حياته، و«بالحقيقة فإن الفنانة وردة تعتبر إحدى أهم مراحل حياتي الفنية، فأنا من المستمعين المستمرين لها، وجمعني بها لقاء عندما كانت في الكويت، وكانت شخصية مرحة ومحبة للحياة ومتواضعة بشكل كبير»، وفي النهاية  فقد الوسط الفني إحدى أهم دعائمه الفنية، ونعزي الجميع في الوطن العربي لفقدان هذه الجوهرة الفنية الجميلة".

... والقاهرة تستذكر مواقفها الوطنية والعاطفية

القاهرة - الجريدة

تحدث عدد من مبدعي الفن والموسيقى في القاهرة عن مواقف شخصية للفنانة الراحلة مع الوسط الفني في مصر، وكذلك عن موقفها الوجداني، وقصة حبها مع بليغ حمدي.

وجدي الحكيم

أكد الإذاعي والإعلامي القدير وجدي الحكيم أن الفنانة وردة "واحدة من أهم المطربات في الوطن العربي كله، وليس صحيحا أنها كانت قد قررت اعتزال الغناء في الفترة الأخيرة كما تردد، بل كانت مصرة على الاستمرار مادامت قادرة على ذلك".

ويعود الحكيم بذكرياته للحديث عن علاقة وردة وزوجها الراحل بليغ حمدي، مؤكدا أن علاقة حب وردة وبليغ بدأت من طرف وردة، وهي في فرنسا بعد مشاهدتها لفيلم "الوسادة الخالية" وأعجبت بأغنية "تخونوه" التي غناها الراحل عبدالحليم حافظ في الفيلم، وتطور إعجابها بالأغنية ليصل إلى حب ملحن الأغنية، وهو بليغ حيث كانت الأغنية اللقاء الأول الذي يجمع عبدالحليم ببليغ كملحن.

وأوضح أن "أكثر ما كان يميز وردة هو إصرارها على الحفاظ على الطابع الشرقي في الغناء، فعلى الرغم من كونها نشأت في باريس، إلا أنها كانت عاشقة للغناء الشرقي ولم تتأثر بالموسيقى الغربية، وكان الملك فاروق ويوسف وهبي وعدد آخر من الشخصيات العامة وقتها يطلبون سماع أدائها لأغنيات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب في المكان الذي كان يديره والدها بباريس".

صلاح الشرنوبي

بدوره، قال الملحن المصري صلاح الشرنوبي إن "الساحة الغنائية فقدت صوتا مميزا، إذ يمثل صوت وردة حالة خاصة ومختلفة جدا في الغناء العربي" مبيناً أنه تعاونه معها بدأ مع أغنية "بتونس بيك" عام 1991 "والتي كانت بمنزلة شهادة تعارف بيننا لنقدم معا أغنيات أخرى، بخلاف قيامي بإنتاج مسلسلها الأخير آن الآوان".

سميرة سعيد

من جانبها، عبرت المطربة المغربية سميرة سعيد عن أسفها "لفقدان صوت مثل صوت وردة" مؤكدة أن "صوتها كان يشعرها بالدفء، وأن الساحة الغنائية ستتأثر لفقدانها، وأن الفنانة الكبيرة وردة كانت على الصعيد الشخصي طيبة ورقيقة ونقية مثلها مثل صوتها".

إيمان البحر درويش

بدوره، قال نقيب الموسيقيين المصري إيمان البحر درويش إنه يرى "أنها كانت مصرية أكثر من كونها جزائرية، وأن ما قدمته يحمل قيمة فنية كبيرة جدا، لذلك يجب ألا يقتصر تكريمها على مصر فقط، بل يجب أن يتم التنسيق بين النقباء العرب لتنظيم حفل أو أي شكل يجرى الاتفاق عليه لتكريم الفنانة الراحلة، بخلاف قيام نقابة الموسيقيين في مصر بتكريم اسم وردة".

هاني شاكر

وأعرب المطرب هاني شاكر أيضا عن أسفه لرحيل الفنانة وردة، مشيرا إلى "أنهما كانا جارين يسكنان نفس العمارة"، ومثله مثل سميرة سعيد أكد أن "وردة كانت تملك روحا طيبة تأسر كل من حولها أو يتعامل معها، وتلقائيتها كانت أكثر ما يميزها، ولن يعوض صوتها أي من الموجودين على الساحة".

الأبنودي

من ناحيته، أكد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، الذي تعاون مع وردة في عدد من الأغنيات منها الأغنيات الوطنية، أنه اقترب منها وتعامل معها بحكم العمل ووصفها بالشخصية الودودة جدا، مضيفا أنها لم تحظ بالتقدير الكافي في حياتها كما تستحق، فهي واحدة من أهم الأصوات التي كانت موجودة، لافتاً إلى أن "الحالة السياسية التي تمر بها مصر حاليا والانتخابات الرئاسية ستمنعنا من التركيز على تكريمها إلى حد كبير".

خالد سليم

وأشار الفنان خالد سليم، الذي فوجئ بالخبر عبر الإنترنت ولم يصدق حتى اتصل بهاتفها وتأكد من عائلتها، إلى أنه كانت تربطه بها علاقة صداقة منذ أن تشاركا معاً مسلسل آن الآوان، واستمتع بذلك لأنه الوحيد تقريبا من جيل المطربين الشباب الذي تشرف بالغناء معها في دويتوهات خلال أحداث المسلسل.

حلمي بكر

الملحن حلمي بكر أكد أن وردة من أكثر الفنانات اللائي تضررن من الصحافة في مسيرتها الفنية، بسبب الشائعات التي كانت تطلق عليها، مشيرا إلى أنها كانت عاشقة للفن وتعتبره كل حياتها، كما أنها اعتادت أن تشارك في المناسبات الوطنية سواء في مصر أو في الجزائر دون أن تحصل على أجر، وهو نفس ما كانت تقوم به في عدد كبير من الحفلات الخيرية.

وأشار بكر إلى أن وردة ساعدت عددا كبيرا من الملحنين ووقفت إلى جوارهم في بدايتهم، ومن بينهم هو، مؤكدا أن ذكراها وكلامها الجميل له لن ينساه أبدا أو يسقط من ذاكرته.

back to top