زهرة الخرجي: حيزبونة أطلقت نجوميتي في الدراما الرمضانية
شكّل دورها في مسلسل «مدينة الرياح» أواخر ثمانينيات القرن العشرين نقلة نحو عالم النجومية، ومنذ ذلك الوقت تحرص على التميز في مسلسلاتها التلفزيونية، حول أعمال رمضانية تركت بصمة في مشوارها، دار الحوار التالي مع الفنانة زهرة الخرجي.
ما جديدك في دراما رمضان؟«شارع 90»، مسلسل اجتماعي من تأليف عبد المحسن الروضان، إخراج جمعان الرويعي، يتناول العلاقة بين أسر تقطن هذا الشارع من أطياف مختلفة وتشكل نسيج المجتمع الكويتي، وتروي قصصهم ومشاكلهم المشتركة أو الفردية.ماذا عن دورك فيه؟أؤدي دور فاطمة، أم مغلوب على أمرها، زوجها شهيد، تحلم بأن ترى ولديها علي (حمد أشكناني) وحوراء (شيماء) في أفضل حال، ولكل منهما رغباته وطموحاته ومشاكله.كيف تقيّمين هذا الدور؟أنا سعيدة للغاية به وبالقصة التي تتناول حكايات جيل الشباب ممثلاً بالأبناء، أما الأم فهي محور كل شخصية، ما يعطي مجالا لاستعراض سيكولوجية كل دور.ماذا عن «خوات دنيا»؟أجسّد شخصية إحدى الصديقات الأربع (سعاد عبدالله والأردنية عبير عيسى والمصرية مها أبوعوف)، اللواتي تربط بينهن علاقة أخوّة وعشرة عمر منذ الصبا، وتجمع بينهن ذكريات جميلة، ويتشاركن في الأفراح والأحزان والهموم. هذا الدور جديد وأؤديه للمرة الأولى.حدثينا عن مسلسل «مدينة الرياح» الذي أطلق شهرتك.شكل أول بطولة حقيقية في الدراما التلفزيونية، عُرض خلال شهر رمضان 1988 على شاشة تلفزيون الكويت، إذ لم تكن ثمة محطات أخرى في البلد، وقد درجت العادة آنذاك أن يوزَّع المسلسل على محطات خليجية بعد الانتهاء من عرضه محلياً.وعن الشخصيّة التي تجسدينها فيه.أجسد شخصية حيزبونة، شيطان على هيئة امرأة عجوز شمطاء تتحول إلى فتاة جميلة، لم يصورها المؤلف كعجوز ليقارب بين الأدوار الشبابية. تعمل حيزبونة وشقيقها علقم ووالدهما الحيزبون الأكبر على نشر الفتنة والفساد في المجتمع من خلال التأثير على الشاب الطيب عجاج.هل تودين إعادة تقديم حيزبونة؟بعد بلوغي مرحلة النضج الفني تمنيت تجسيد هذه الشخصية الثرية لأن لها أكثر من تحوّل، إلا أنني لاحظت أنها ما زالت تحقق صدى طيباً لغاية اليوم.ألم تتخوفي من تلك التجربة؟بالطبع، لا سيما أنني وقفت أمام العملاق خالد العبيد (كنت أشاهد أعماله الجميلة في التلفزيون)، والنجمين هدى حسين وعبد الرحمن العقل، أتذكر أنه في بداية التصوير كانت تجرى ثلاث بروفات: الأولى للمصورين والثانية للفنانين والثالثة لبدء التصوير عبر ثلاث كاميرات.في الحلقات الأولى كنت أحمل النص معي، إلا أنني سرعان ما لاحظت أن الفنانين الكبار مثل أحمد الصالح لا يحملون نصوصهم، فقررت حفظ الدور، صحيح أنني خجولة لكن عندما أتقمص الشخصية أعيش الدور بلا خوف أو خجل.وهل استُثمر هذا النجاح في عمل مسرحي؟بالطبع في مسرحية «ليلى والذيب» (بطولة هدى حسين ومحمد العجيمي وسحر حسين)، إذ عُرض علي دوران: الجدة وأم ليلى، ووقعت العقد، ثم أجرينا بروفات يومية في رمضان على الحركة والموسيقى، وسجلنا الأغنيات في الأستوديو مع الملحن الكبير جاسم الغريب، من ثم قدمنا عرضين يومياً في الفترة من عيد الفطر إلى الأضحى، وحققت المسرحية نجاحاً.ما ابرز المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان على مدى الأعوام الماضية؟«القرار الأخير» (1997)، «درات الأيام» (1998)، «دروب الشك» (1999)، «جرح الزمن» (2001). بعد كل مسلسل كنا نقدم مسرحية ناجحة في عيد الفطر، مثلا قدمنا مسرحية «كلك نظر» للكبار (بطولة: حسين المنصور، سعاد علي، مشاري البلام وعلي جمعة) بعد مسلسل «ودارت الأيام» وذلك على خشبة مسرح الدسمة بمعدّل ثلاثة عروض يوميّة، الأول عند الحادية عشرة صباحاً، وبعد نجاح «دروب الشك» قدمنا مسرحية «باتمان» للأطفال مع أحمد جوهر وعبد الناصر الزاير. ما أبرز العروض الإعلانية التي تلقيتها؟استثمار نجاح حيزبونة التي تنطلق في رحلة من بلد إلى بلد على البساط السحري، لكني رفضته بعد استشارة فنانين كبار، لأنه ربما يسقط الفنان، من ثم تلقيت عروضاً لإعلانات لها علاقة بالجمال والرشاقة والصحة والأندية الصحية.كيف تقيّمين مشاركتك في «يوم آخر»؟عُرضت علي أعمال درامية في شهر رمضان (2003)، لكنها لم تنل إعجابي، إلى أن اتصل بي الفنان عبد العزيز جاسم عارضاً علي دورين في هذا المسلسل، فاخترت دور الشقيقة الكبرى، وسافرت إلى الدوحة، برفقة أهم الفنانات، وساد جو من الأخوّة بيننا، وقد شكرت الكاتبة وداد الكواري على نصها الرائع والمخرج أحمد يعقوب المقلة على تميّزه.لا أستطيع وصف هذا النجاح بخاصة أنه مع الثلاثي: جاسم، الكواري، المقلة، وجاء بعد نجاحات مع الفنانتين الكبيرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد، إنه نقلة مهمة في مشواري الفني، وهو أول مسلسل خليجي بطولته نسائية ويجمع هذا الكم من الممثلات.كيف تقيّمين تعاملك مع المخرج المقلة؟رائع وممتع، فهو دقيق ويتبع أسلوباً جديداً ولديه فريق عمل متآلف، يهتم بالتفاصيل ويعرف كيف يستثمر إمكانات الممثلين، وهو أحد أهم المخرجين البحرينيين.برأيك إلى أي مدى يساهم التفاهم بين فريق العمل وسيطرة أجواء عائلية عليه في إنجاح أي دراما؟إذا لم يسد التآلف والحب وروح الأسرة الواحدة بين فريق العمل في الكواليس وأثناء التصوير، لن يخرج المسلسل بصورة لائقة وربما لن يحقق النجاح، ففي «يوم آخر» استمتعت بهذه الروح وبالمحبة التي غمرت الجميع.وماذا عن «على موتها أغني»؟في تلك الفترة ظن البعض أنني اعتزلت التمثيل، إذ أمضيت وقتاً طويلاً في لندن للعلاج، إلى أن التقيت الفنان الأردني منذر رياحنة في «مهرجان الفجيرة للمونودراما» وهو ملتقى رائع يجمع فنانين من أنحاء العالم، فأخبرته أنني لم أعتزل، وشاهدت «برومو» المسلسل فأعجبتني الصورة وطريقة التمثيل وتقنية الإخراج للبحريني علي العلي، وهي تجربته التلفزيونية الأولى بعد إخراج 16 فيلماً روائياً قصيراً، لذا عندما عرض علي المخرج المشاركة فيه، بعدما قدم لي شرحاً مقنعاً، وافقت وقد استمتعت بالجو الأسري الذي ساد بين الفنانين الأردنيين والبحرينيين.ما الذي يزعجك أثناء التصوير؟حذف أو إضافة مشاهد لفنان على حساب آخر، لذا أتمنى أن يضاف بند في العقود يمنع التغيير في النص أو حوارات الممثلين، حتى لا نفاجأ بوضع مشهد على مقولة «نبي نضبطه»، ففي «على موتها أغني» طلبت حذف أربعة مشاهد لي ليس لها داع أو معنى، في سياق أحداث المسلسل وتم ذلك بموافقة المؤلف والمخرج.لماذا قبلت المشاركة كضيفة شرف في «كريمو»؟حدثني منتجه الفنان داوود حسين بأن الدور ليس بسيطاً بل محور أساسي ويحقق نقلة لأحداث المسلسل، لكن حلقاته قليلة، وهذا دليل على أنه منتج ذكي يحرص على عمله فلا يبخل بأن يستعين بنجمة لأداء هذه الشخصية الرومنسية، وعندما قرأت الدور شعرت بأنني البطلة، إذ أضفت عبره بصمة جديدة لرصيدي الفني، واشكر داوود على اختياري.حدثينا عن «أنا عندي حلم».تجربة درامية كوميدية رومنسية صورت في الولايات المتحدة الأميركية (2010) من تأليف فتحي الجندي وإخراج كمال نور. المسلسل عبارة عن ميني دراما مدة الحلقة الواحدة ربع ساعة، عُرضت بواسطة «كيبل رئيس» للمشاهدين العرب في أميركا وكندا. بعدها أديت بطولة مسرحية الأطفال «الساحرة والأميرة البجعة» في قطر.من اختارك لمسلسل «ساهر الليل 2»؟المخرج محمد دحام الشمري، بطبعي أحب خوض مغامرات جديدة، والمغامرة هنا في جزء ثان من «ساهر الليل» الناجح، وأتمنى لفريق الجزء الثالث التوفيق.لماذا شاركت في «ينانوة الفريج»؟لأسباب كثيرة بينها توافر عوامل النجاح فنياً، إضافة إلى أن المنتج عبد العزيز المسلم لا يقدّم عبر مؤسسته «مجموعة السلام الإعلامية» أعمالاً غير مدروسة لذا نال مسرحه جوائز. جاءت هذه المشاركة بعد انتهائي للتو من تجربة برنامج تلفزيون الواقع «الوادي» الذي عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مع مجموعة من النجوم.ما جديدك بعد عيد الفطر؟سأصوّر عملين بعد عيد الفطر، إلا أنني لن أبوح بتفاصيلهما راهناً.