انتخبوا الكويت... والطريق الثالث

نشر في 01-12-2012
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
 محمد خلف الجنفاوي يتجه اليوم الناخبون إلى الصناديق بعد جدل عاصف ونزول إلى الشارع من اتجاهين كانت فيه الغلبة للكويت دستوراً وقانوناً، وهذا لا ينفي أن هناك بعض التجاوزات التي حدثت من هذا الطرف أو ذاك.

لنبتعد عن تفاصيل ما حدث خلال الفترة الماضية، ولتبقَ حقيقة مؤكدة هي أن الكويت اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ أولهما، كويت الدستور والقانون والمساواة بين المواطنين، كما نصت المادة (29) من الدستور، وكويت الانفتاح على العالم بثقة بلا ذوبان، وكويت المركز المالي العالمي والميناء الأكبر في الشرق الأوسط الذي لا يربط بين القارات ربطاً تجارياً فحسب بل ثقافياً وحضارياً وإنسانياً أيضاً، بمعنى أن تحظى الكويت بمكانتها الطبيعية لما يتميز به شعبها منذ القدم من انفتاح وريادة في كل الميادين.

أما الخيار الثاني، فهو الانزلاق في "ثقافة التقوقع" والوقوع بين "سندانَي" الطائفية والقبلية، وهنا لا نقصد حق الناس في انتمائهم، فالتنوع والاختلاف في إطاره المجتمعي والسياسي يعد ثراء للمجتمع الواعي بعيداً عن النظرة القاصرة للإقصاء والاستئثار التي تميز المجتمعات المتخلفة والرجعية، ولكننا نقصد التعصب والبعد عن التعايش الآمن السلمي داخل المجتمعات المدنية المتحضرة.

المطلوب منّا أن نخلق لأنفسنا طريقاً ثالثاً يضمن كويت المستقبل، فبنظرة بسيطة لما يدور ويحدث حولنا سندرك أن الاضطرابات والحراك الشديد في الجوار العربي ما هي إلا حركات شعوب تبحث عن الحرية وحق الاختيار والعيش الآمن، وكل هذه المعاني تبناها شعب الكويت منذ عقود طويلة.

يا شعب الكويت يا من يحيا على هذه الأرض منذ ما يقرب من نصف قرن، ها هي ورقة الاختيار بين يديك، كل ما عليك هو أن تحدد اختيارك للمستقبل، وأي وطن تريد لك ولأبنائك. فإذا كنت تريد أن تختار الكويت فعليك أن تهتم بالبرامج لا الأشخاص، فالكويت غالية وأكبر من الجميع، ولنعلم جميعاً أن بداية حل المشكلات مهما عظمت هي بإيجاد العقول المبتكرة والقادرة على الحل.

back to top