فقدان حاسة الشم... مشكلة خطيرة

قد تعتبر أن فقدان حاسة الشم هو مجرد جزء من الشيخوخة. أنت على حق إلى حد ما. «فبعد سن 65 عامًا، يفقد كثر حاسة الشم ولا نعرف بالضبط لماذا»، بحسب الدكتور اريك هولبروك، أستاذ مساعد في طب الأنف والحنجرة في كلية الطب في جامعة هارفارد. لكن إذا استمر فقدان حاسة الشم لفترة أطول من بضعة أسابيع، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة كامنة.

تكشف أدمغتنا عن الرائحة من خلال المستقبلات الموجودة عاليًا داخل الأنف وفي قناة بالقرب من سقف الحلق. قد ينتج تدهور حاستي الشم والذوق بسبب ضرر في مستقبلات الشم أو انسداد في الأنف.

كذلك تتسبب بالانسداد نزلات البرد والحساسية، والتهابات الجيوب الأنفية، وزوائد في الأنف أو الجيوب تدعى الأورام الحميدة. يمكن أن ينتج تلف الأعصاب من صدمات الرأس، التعرض للإشعاع خلال تصوير أمراض السرطان في الرأس والرقبة، جراحة الأنف، أورام الدماغ، مرض السكري، السمنة، التدخين، التعرض لملوثات الهواء، والأمراض العصبية مثل ألزهايمر والباركنسون. ويقول الدكتور هولبروك: «بالنسبة إلى ألزهايمر والباركنسون يعتبر فقدان الشم أحد الأعراض الأولى. قد تسبب الأدوية مثل مضادات الاحتقان الأنفية التي تستخدم لفترات طويلة فقدان الشم أيضًا.

تأثيرات جانبية

تدهور حاسة الشم لديك قد يعرضك لبعض الخطر. قد لا تكون قادرًا على شم رائحة الدخان المتصاعدة من الحريق، أو تسرب الغاز الطبيعي، أو الأغذية الفاسدة. يؤثر فقدان الشم أيضًا على نوعية الحياة، لأنه يقلل من قدرتك على تذوق الطعام. يذكر الدكتور هولبروك: «يستمر الأشخاص بالشعور بالجوع، لكن من دون أن يستمتعوا بالطعام». نتيجة لذلك، يأكل البعض أقل وقد يتعرضون لسوء التغذية.

ماذا يجب ان تفعل؟

ينصحك الدكتور هولبروك بألا تقوم بالاستنتاجات حول الأسباب الكامنة وراء فقدان الشم: «لا يعني فقدان حاسة الشم، أنك تعاني اضطراباً في الأعصاب». لكن أي حالة تدوم أكثر من بضعة أسابيع تستحق الاستشارة الطبية. لذلك، لمساعدة طبيبك على إجراء التشخيص، أخبره عن كل ما شعرت به منذ بدء فقدان الشم أو الذوق، مثل تغيير في الأدوية أو الصداع، أو انسداد الأنف.

قد ينطوي علاج فقدان الشم الناجم عن التهاب أو انسداد على الستيرويدات الموضعية والمضادات الحيوية أو الجراحة. مع ذلك، أحياناً قد لا تستعيد حاسة الشم، وعندما يشك الطبيب بأسباب تتعلق باضطراب عصبي، قد تحتاج إلى إجراء تصوير الدماغ.