توم هانكس يظهر بوجوه متعددة في Cloud Atlas

نشر في 31-10-2012 | 00:02
آخر تحديث 31-10-2012 | 00:02
No Image Caption
يبدو أن فيلم Cloud Atlas المقتبس من الرواية المشوقة التي أصدرها ديفيد ميتشل في عام 2004 وحصدت أعلى المبيعات تطلب الكثير من الجمهور والممثلين معاً.
يعرض الفيلم الذي تقارب مدته الثلاث ساعات للمخرجين توم تايكوير وأندي ولانا واشوفسكي ست حكايات متداخلة تمتد على مئات السنوات، بدءاً من قصة في البحر خلال القرن التاسع عشر وصولاً إلى عالم الواقع المرير في هاواي.

يظهر توم هانكس في الحكايات الست كلها، لكن في حالات وأشكال مختلفة. وجد الممثل في البداية صعوبة للغوص في أعماق رواية ميتشل المعقدة. قال في هذا المجال: «قرأتُ 80 صفحة من الرواية وفكرتُ بأنني لا أستطيع تحمّل الأمر. لم أستطع عيش القصة».

لكن بعد قراءة السيناريو الذي كتبه تايكوير والأخوان واشوفسكي والذي يقسم رواية ميتشل إلى ست قصص متلاحقة ضمن حكايات سردية متداخلة، قرر هانكس منح العمل فرصة أخرى.

أوضح هانكس: «يسهل أن نتعلق بالقصة، فهي تترسخ فينا بشكل تدريجي. عندما نقرأ عملاً مماثلاً ونتعلق به، لا يمكن تجاهل الأمر».

في هذا الفيلم من إنتاج شركة «وارنر بروس»، يجسد هانكس دور طبيب فاسد يكون على متن سفينة في جنوب المحيط الهادئ، وموظف فضولي يعمل في فندق أوروبي رخيص خلال الثلاثينيات، وعالم نووي متخبط في كارولاينا الشمالية خلال السبعينيات، ورجل عصابات وكاتب في لندن المعاصرة، وشخصية عابرة في فيلم تلفزيوني يشاهده مجتمع توتاليتاري مستقبلي في كوريا، ورجل قبيلة معذّب في جزيرة هاواي.

تظهر مجموعة النجوم التي تشارك هانكس في العمل (مثل هالي بيري، وهيو غرانت، وجيم ستيرجيس، وهوغو ويفيغ، وجيم برودبنت) في أدوار متعددة أيضاً، وتساهم هذه الحيلة لاختيار الممثلين في إيصال فكرة الفيلم المتداخلة. تلتقي شخصيتا بيري وهانكس خلال السبعينيات حيث يكون هانكس عالماً وهي صحافية، ثم يتواصلان مجدداً في المستقبل البعيد حيث يكون هانكس ناجياً بدائياً بينما تمثل بيري مجتمعاً أكثر تقدماً على المستوى التكنولوجي.

قال هانكس: «يتمحور معظم الأفلام حول أمر واحد فقط، فتجسد مثلاً صراع رجل واحد وهكذا دواليك. لكن يطرح ديفيد ميتشل في الكتاب والمخرجون في الفيلم أفكار الحب والشغف والشر وكيف تتشعّب تصرفاتنا الراهنة لتظهر بعد آلاف السنين في المستقبل. إنه أمر يستحق التفكير».

عدا الأسباب السردية، برزت أسباب لوجستية تستدعي اختيار ممثل مثل هانكس لأداء أدوار متعددة. في فيلم طويل واحد يتألف من فصول عدة (تتراوح مدة كل فصل بين 20 و30 دقيقة)، سيكون أي دور فردي قصيراً، ما يطرح صعوبة في إقناع النجوم بالمشاركة وبالتالي المساعدة على الترويج لفيلم معقد بالنسبة إلى المستثمرين والمشاهدين معاً. لذا اضطر المخرجون إلى طلب عمل شاق من الممثلين. بالنسبة إلى هانكس، كانت فرصة أداء ست شخصيات متنوعة مغرية جداً.

بعد بذل جهود شاقة طوال ثلاث سنوات لضمان التمويل من مصادر دولية عدة، قسّم المخرجون العمل بين مواقع التصوير في ألمانيا وجزيرة مايوركا الإسبانية واسكتلندا، فتولى الأخوان واشوفسكي (من أعمالهما ثلاثية The Matrix وSpeed Racer) قصة القرن التاسع عشر وقصتان في المستقبل، بينما تولى تايكوير (Run Lola Run) الأجزاء الأخرى.

لتجسيد تلك الأجزاء المختلفة، استعمل هانكس أكسسوارات كثيرة مثل أنف بصليّ الشكل، وشعر مستعار على أسلوب السبعينيات، وسترة بقبّعة مصنوعة من الجوت فبدا وكأنه نجا لتوه من نهاية العالم.

قال هانكس: «شكّل كل دور من الأدوار تجربة حسّية لا يمكن إنكارها، لا سيما بسبب طبقات المواد التي نرتديها لتجسيد كل دور. كنت أقصد مقطورة الماكياج وأنا أعلم المشاهد التي سأصورها في ذلك اليوم، فيُخصَّص وقت طويل لرسم ملامح الشخصية عبر زيادة الأكسسوارات والمواد التي يجب استعمالها».

لأداء إحدى الشخصيات (الكاتب ديرموت هوغينز، صاحب الذقن الذي يرتدي سلسلة ذهبية)، كان تحوّل هانكس الجسدي كاملاً لدرجة أن عشرات الممثلين الثانويين لم يتعرفوا إليه في موقع التصوير.

لأداء شخصية أخرى (البدائي زاكري المقيم في جزيرة هاواي)، حصل التحول الأساسي في أسلوب الشخصية للتعبير عن نفسها، سواء بطريقة غير شفهية أو بلغة إنكليزية مبسّطة.

أوضح هانكس: «لكنّ التحدي الحقيقي كان يتعلق بتجسيد دور زاكري لأنه رجل معذّب ومسكون. لأجل التعبير عن هذه الخصائص من دون كلام، تمحور العمل حول لغة الجسد والنظرات والمواقف».

صحيح أن الرواية والفيلم يربطان بين القصص، لكن يعترف هانكس بأنه تعامل مع كل دور بشكل منفصل.

قال هانكس: «أتفهم من يقول إن الفيلم يتمحور حول مفهوم التقمص. لا أتفاجأ إذا نجح أندي ولانا وتوم في تجسيد هذا الموضوع، لكني فكرتُ بأن كل شخصية تختلف كلياً عن الأخرى. كنتُ أركز على عيش الدور إلى أقصى حد وعلى تقمّص الحاضر الذي أعيشه بغض النظر عن طبيعة الشخصية التي أجسدها».

back to top