«بيزنس» النجوم... حاضر يقي من مستقبل مجهول
الشعور بعدم الأمان المادي والمعنوي يشكل سبباً رئيساً لاتجاه الفنانين إلى تأسيس «بيزنس» خاص بهم يحميهم من غدر الزمن ويجنبهم الوصول إلى نهايات تراجيدية مؤلمة كتلك التي عاناها كبار الفنانين في العالمين العربي والغربي، الذين لم يجدوا ما يكفيهم للعيش وتأمين العلاج عندما تقدم بهم العمر وحجبت الأضواء عنهم.
لا عجب بعد ذلك أن تنتشر في الأوساط الفنية ظاهرة تأسيس النجوم لأعمال بعيدة عن الفن تؤمن لهم ربحاً شهرياً أو سنوياً يكفون به حاجتهم وحاجة عائلاتهم، لا سيما أن بعضهم يرى عدم كفاية العائد المادي الذي يحصّله من الفن، وليس أدلّ على ذلك من تصريح «الزعيم» عادل إمام بأن الفن لا أمان له وغدر بنجوم كبار، وأنه اليوم يعمل وغداً قد لا يعمل.
حول ظاهرة الـ «بيزنس» التي تعززها خشيتهم من المستقبل «المجهول» في نظرهم، استطلعت «الجريدة» آراء نجوم في العالم العربي.
لا عجب بعد ذلك أن تنتشر في الأوساط الفنية ظاهرة تأسيس النجوم لأعمال بعيدة عن الفن تؤمن لهم ربحاً شهرياً أو سنوياً يكفون به حاجتهم وحاجة عائلاتهم، لا سيما أن بعضهم يرى عدم كفاية العائد المادي الذي يحصّله من الفن، وليس أدلّ على ذلك من تصريح «الزعيم» عادل إمام بأن الفن لا أمان له وغدر بنجوم كبار، وأنه اليوم يعمل وغداً قد لا يعمل.
حول ظاهرة الـ «بيزنس» التي تعززها خشيتهم من المستقبل «المجهول» في نظرهم، استطلعت «الجريدة» آراء نجوم في العالم العربي.
تأمين المستقبل
أحمد عبد المحسنباسم عبد الأمير«الفنان بحاجة إلى تأسيس مشروع خاص به، فثمة فنانون من حملة شهادات عالية وتخصصات مختلفة، بالتالي دخولهم في مشاريع ذات صلة بتخصصهم الأساسي لا تترتب عليه أي مشاكل»، يقول الفنان والمنتج باسم عبد الأمير، ويتابع: «بل هو أمر جيد، خصوصاً عندما يكون الفنان متوقفاً عن التمثيل لفترة معينة، ويحتاج إلى توفير مدخول ثابت»، مشيراً إلى أن هذا الأمر طبيعي كون الجميع يبحث عن مصدر الزرق أينما كان. ويؤكد عبد الأمير أن الفنان يستطيع استغلال شهرته في هذا العمل، إذا اندرج ضمن تجارة خاصة لأن اسمه قد يستقطب الزبائن نظراً إلى القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها. يضيف: «ثمة فنانون مبتدئون ما زالوا جدداً على الساحة الفنية، وحصولهم على أدوار ومسلسلات باستمرار أمر صعب، لذا يحتاج هؤلاء إلى مدخول مادي متزن في كل شهر، الأمر نفسه بالنسبة إلى فنانين آخرين لا يصورون مسلسلات كثيرة في السنة، فيحتاجون إلى تأسيس تجارة خاصة بعيدة عن الفن». يعقوب عبدالله «نجوم عالميون كثر يؤسسون عملا خاصاً بهم ولا تواجههم أي انتقادات، لذا لا مانع لدي من تأسيس «بيزنس» خاص»، يؤكد الفنان يعقوب عبد الله معتبراً أن من الطبيعي أن يفكر الفنان في مشروع تجاري خاص به، ولا يعتقد أن ثمة مشاكل تترتب على ذلك.يضيف: «أتمنى ألا تصبح هذه الأمور «هبّة» لفترة معينة يسودها التقليد وتفقد الهدف، كأن تفتتح فنانة صالوناً نسائيا فتقلّدها باقي الفنانات من دون أي معنى، يحدث هذا الأمر مع الجميع وليس مع الفنانات فحسب».يكشف أنه يعمل في وظيفة لا علاقة لها بالفن، بهدف تأمين مصدر رزق ثابت وهذا أمر طبيعي لدى الفنانين كلهم، «فالفنان الذي لا يملك وظيفة ثابتة ربما يتجه إلى مجالي «البيزنس» والتجارة الخاصة ليؤمن مدخولاً شهرياً ثابتاً، خصوصاً أنه لا يستطيع تأكيد مشاركته في كل عمل وفي كل موسم، وقد لا يجد الشخصية التي يريدها فيتوقف عن العمل لموسم ما فيتوقف المدخول المادي، لذا يتجه إلى التجارة ليؤمن مستقبله باعتبار أن متطلبات الحياة كثيرة وتحتاج إلى جهد ومال. فيصل الزايد «ظاهرة دخول الفنانين مجال «البيزنس» صحية، وقد انتشرت في الفترة الأخيرة فمنهم من افتتح مطعماً ومنهم من افتتح محلات ألبسة وأعمالاً أخرى بعيدة عن الفن»، يقول المقدم والممثل فيصل الزايد، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة منتشرة في أوروبا أكثر من الكويت وغيرها من الدول العربية، لذا لا يرى مانعاً من الانخراط فيها.يضيف: «ثمة فنانون عندما يصلون إلى مرحلة النجومية يطلقون علامات تجارية تحمل اسمهم، ويستفيدون من القاعدة الجماهيرية الكبيرة لتحقيق أرباح».يشير الزايد إلى أن المادة تدفع الفنان إلى خوض مجال الأعمال وهذا ليس عيباً، إلا أنه لا يعتقد أن الأجور هي السبب، فالفن يساعد الفنان على التفوق المادي، لكن الجميع يطمح إلى زيادة الدخل سواء عن طريق الفن أو أمور أخرى، «من جهتي أملك تجارتي الخاصة البعيدة عن الفن والإعلام، وأحاول توفير دخل مادي ثابت في كل شهر، وهذا أمر إيجابي من وجهة نظري ولا أعتراض عليه».يوم لك ويوم عليكبيروت - ربيع عوادجو أشقر«الاستفادة المادية من الفن عمرها محدود، قد يصل الفنان إلى عمر يشعر فيه بأنه غير قادر على الاستمرار في ظلّ تنامي أجيال جديدة من الفنانين يجب أن تأخذ فرصتها أيضاً»، يؤكد جو أشقر الذيً يملك مربعاً ليلياً ومطعماً في بيروت، وينصح كل فنان بتحصين نفسه من غدر الزمان لأن الفن لا يدوم.يضيف: «هذا واقع يجدر بكل فنّان تقبّله. لن يكون عطائي بعد عشر سنوات في زخم عطائي اليوم، إذ يقلل التقدم في العمر من طاقة الإنسان وقدراته، لذلك أفضل تأسيس أعمال جانبية تؤمن استمراريتي في الحياة وتقيني العوز، خصوصاً أن المتطلبات اليومية باتت كثيرة ومكلفة».يأسف أشقر كون نجوم كثر رفعوا راية الفن اللبناني في العالم، وعندما وصلوا إلى مرحلة عمرية متقدّمة لم يجدوا من يهتمّ بهم، حتى الدولة لم تلتفت إليهم رغم أنهم أفنوا عمرهم في الفن وقدموا للعالم صورة جميلة عن لبنان.مادلين مطر«لو دامت لغيـرك مـا وصـلت إليـك، هذا المثل ينطبق بكليته على الفن»، برأي مادلين مطر التي افتتحت مطعماً لها في منطقة الجميزة في بيروت، إيماناً منها بأن الفنان في لبنان يجب أن يفتّش عن مصدر رزق خارج الفن ليضمن شيخوخته، خصوصاً أن الدولة لا تدعمه ولا تهتم بشؤونه، فيما يلقى كل رعاية في الدول العربية والأوروبية. تضيف: «انطلاقاً من هذا الواقع المزري خاض نجوم كثر مجال التجارة وأسسوا محلات باسمهم وعملوا في قطاع العقارات وغيره، ليكون لديهم ما يدعمهم في حال غدر بهم الزمن، لأن الحياة «يوم لك ويوم عليك» كما يقول المثل».مادونا«الفن لا يدوم والشهرة مجد باطل، من الضروري أن يؤسس الفنان أعمالاً سواء تجارية أو غيرها، لأن طريق الفن قصيرة وتأخذ أجيال جديدة مكان القديمة فهذه طبيعة الحياة»، تؤكد مادونا التي تكشف أن لديها أملاكها وأعمالها في حين لم تترك الفن وما زالت تقدم أعمالا جديدة بين فترة وأخرى، ولو وجد إنتاج مناسب لقدمت كل ما تحلم به من استعراضات وغيرها...تكشف في حديث لها أن الفن غدر بها في فترة معينة كونها كانت صادقة وطيّبة القلب، وتقول: «لا أنكر أنني خسرت مبالغ ضخمة في الفن، لكن الأهمّ أنني لم أخسر كرامتي يوماً».تضيف: «لا بد للفنان الذي يتحصّن بالله ويؤمن بفنه وبأعماله وبمحبّة الناس له من أن يستمر في الفن، لكن لا يعني ذلك ألا يؤسس أعمالاً أخرى بالتوازي مع فنه ليضمن نفسه وشيخوخته».عاصي الحلاني«ليس خطأ أن يؤسس الفنان أعمالاً خاصة به إلى جانب الفن»، يؤكد عاصي الحلاني الذي سار على نهج كثير من أهل الفن وافتتح مطعماً جديداً له في منطقة «فردان» في بيروت حمل اسمه الأول أي «عاصي».الفن لا أمان لهالقاهرة – هند موسىغلبت مشاريع المطاعم والمقاهي على طموحات الفنانين؛ فافتتح طلعت زكريا أخيراً مقهى «قهوة بلدي» في المهندسين وكان مصدر رزقه الوحيد خلال ثورة 25 يناير بعد موقفه المُعادي لها وعدم مشاركته في أي أعمال فنية.بدوره يملك أحمد حلمي مطعماً وكافيه praecingo في منطقة الزمالك ويزوره في أوقات فراغه حيث يقابل أصدقاءه، ويشرف على إدارته شركاؤه تامر هاني عزيز وبيشوى فايز وتامر الزناتي.رغبةً في تأمين مستقبل أسرته أنشأ مصطفى قمر مطعم «لوكيشن» في شارع جامعة الدول العربية، فأتاح له الاحتكاك المباشر بالجمهور. كذلك الحال بالنسبة إلى محمد رياض الذي اختار عمرو محمود ياسين شقيق زوجته ليشاركه في أحد المقاهي تفادياً لمشاكل قد تحدث بين الشركاء في العمل.هاني سلامة أحد الفنانين الذين حالفهم الحظ في مشاريعهم التجارية، إذ اشترى مع أحد أصدقائه مطعماً متخصصاً بالأطباق الإيطالية في منطقة الزمالك، فلاقى رواجاً نظراً إلى ندرة هذا النوع في مصر. كذلك اشترى المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم مقهى في منطقة المريوطية وأطلق عليه اسم «شعبولا».تجارة سيارات وألبسةعشق أحمد السقا لفن القيادة ومعرفته بأنواع السيارات واهتمامه بمتابعة أحدث التصاميم، كلها أمور دفعته إلى افتتاح معرض للسيارات.بدوره دخل حسين فهمي شريكاً في إحدى وكالات السيارات العالمية في مصر، وغالبية الإعلانات التي قدمها كانت لمشاريع ساهم فيها، مؤكداً أن «البيزنس» مهم للفنان ليحميه من تقلبات الزمن.أسس ماجد المصري شركة مقاولات للبناء يديرها بنفسه ولا يغيب عنها إلا عندما يشارك في عمل فني. كذلك الأمر بالنسبة إلى فاروق الفيشاوي الذي يملك شركة مقاولات يتردد عليها ليتابع سير العمل فيها.لشغفه بالديكور أنشأ أمير شاهين معرضاً للأثاث، إلا أنه يرفض مقولة «الفن ليس له أمان»، مع ذلك لا يمانع في أن يكون لدى الفنان دخل ثابت يضمن مستقبله، موضحاً أن هذا المشروع يتعلق به وحده ولا علاقة لشقيقته إلهام شاهين به.يخوض الملحن هاني شنودة والموسيقار هاني مهنا مجال استوديوهات التسجيل، وأسس هاني شاكر استوديو صوت وشركة إنتاج كاسيت، وهو لا يتعامل مع أي شركة أخرى ليتحمل وحده المكسب والخسارة. كذلك أسس هشام عباس شركة إنتاج معروفة في الوسط الفني، تشرف عليها زوجته.إشباعاً لرغبة كانت موجودة في داخلها منذ صغرها، أسست سمية الخشاب مشغلا خاصاً بها حققت فيه عشقها لتفصيل الملابس، تساعدها والدتها في الإشراف عليه ومتابعته، وزبوناتها من سيدات المجتمع ونجمات السينما.من جهتها تملك إنجي شرف محل ملابس للنساء والأطفال في مصر الجديدة، وقد فكرت في هذا المشروع بعد إنجابها وقلة أعمالها الفنية، واكتشافها أن الفن لا يكفي لسداد النفقات اليومية.تضيف أن العائد المادي الذي تحصل عليه تنفقه على الملابس وأدوات التجميل الخاصة بالشخصيات التي تجسدها، وأنها خاضتالـ «بيزنس» ليس لغرض الاستثمار، إنما لعشقها للأزياء والسفر إلى إيطاليا ولندن وباريس للاطلاع على أحدث خطوط الموضة، بالإضافة إلى أنه يشغل وقت فراغها.وتشير إنجي إلى أن 80 في المئة من الفنانات يرتدين أزياء من متجرها، وأن هذه الهواية تغنيها عن التعامل مع أي «ستايلست» في الأعمال التي تشارك فيها، بل يعتمد فريق العمل عليها في اختيار الملابس، وشاركت كـ «ستايلست» في أفلام لأصدقائها، لكنها لا تهتم بترويج تلك الفكرة عنها.أما سحر رامي فتملك مصنعاً للملابس تبيع فيه أحدث التصاميم بأسعار تجذب زبائنها من داخل الوسط الفني، وقد أوضحت أن عشقها للملابس هو سبب إنشائها هذا المشروع.بعد اعتزالها التمثيل أسست حنان ترك صالون «صبايا» الذي خصصته للنساء المحجبات وتتابعه باستمرار. كذلك أسست مجلة «لؤلؤ» للأطفال نافية أن يكون الهدف منها مادياً، بل تحقيق حلم جميل لطالما راودها في السنوات الماضية، نظراً إلى حبها الكبير للأطفال ومشاركتها في مسلسلات: «سارة» و{بكار» و{آل شمشون»...فشلمدحت صالح أحد الفنانين الذين فشلوا في مجال التجارة، وكاد يدخل السجن. فقد أنشأ شركة للتسجيلات الصوتية ودخلت معه فيفي عبده كشريكة، لكن المشروع لم ينجح واضطر صالح إلى إغلاق الشركة، فقدمت عبده الشيكات إلى النيابة وصدر ضده حكم بالسجن لمدة سنتين، استأنف الحكم ولكنه تأكد في الاستئناف، وتقدمت فيفي بصورة من الحكم إلى رجال تنفيذ الأحكام فألقي القبض عليه واضطر في النهاية إلى دفع قيمة الشيكات.