الأسد: الأزمة في بدايتها... وسأشكل "جبهة وطنية" جديدة

نشر في 25-04-2012 | 21:01
آخر تحديث 25-04-2012 | 21:01
No Image Caption
في تصريحات تعتبر مؤشراً إلى أن الأزمة السورية لم تجد بعد طريقها إلى الحل رغم موافقة جميع الأطراف على خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، اعتبر الأسد أن الأزمة لاتزال في بدايتها، مشيرا إلى أنه يفكر في تشكيل جبهة وطنية جديدة لاستبدال الجبهة الحاكمة حالياً، التي هي عبارة عن ائتلاف أحزاب هامشية يسيطر عليها حزب "البعث".
 

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية ومطالبات داخلية وخارجية بالتنحي أن الأزمة التي تعيشها سورية لاتزال في بدايتها، لكن الموقف الدولي يتطور إيجابياً تجاهها، لافتاً الى أنه ليس من الضروي أن يتمثل حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية المقررة في 7 مايو المقبل، وأنه يفكر في تشكيل جبهة سياسية جديدة بديلاً عن صيغة "الجبهة الوطنية" الحالية، والتي هي عبارة عن ائتلاف أحزاب هامشية يسيطر عليها "البعث".

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" الموالي للنظام السوري، إن الأسد أبلغ "معارضاً سورياً في الداخل" التقى به مؤخراً، ان "الأزمة السورية لاتزال في هذه اللحظة في بدايتها"، لكنه أشار إلى أن "الموقف الدولي يتطور إيجاباً"، وأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "ستكون مضطرة مع حلول الصيف، إلى البحث عن تهدئة بسبب موجبات تفرضها الانتخابات الأميركية، ما يعزز فرص تعاونها مع موسكو للمساهمة في إنتاج حل للأزمة السورية". ولاحظ الأسد أنه "باستثناء قطر والسعودية وتركيا، فإن الموقف الدولي هو الآن أفضل".

من جهة أخرى، نسبت الصحيفة اللبنانية إلى الرئيس السوري قوله إنه إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستجيب لطلب مجلس الشعب منه تأجيل الانتخابات النيابية المزمع عقدها في 7 مايو المقبل، لبعض الوقت لأسباب تقنية، مشيرة إلى أنه "مبدئياً عازم على إجرائها في موعدها، وإذا وافق على التأجيل، فإنها ستجري في الصيف على أبعد تقدير".

وأعلن الأسد خلال لقائه المعارض السوري في الداخل أنه "ليس رئيس حزب البعث، بل هو رئيس كل سورية"، وأنه "مؤمن بإيجاد تعددية حزبية في سورية". وقال إن "حزب البعث إن أراد البقاء في الساحة، فعليه أن يعمل بين الناس وينافس لضمان وجوده السياسي". وكشف عن تطلّعه إلى "إنتاج جبهة سياسية أبعد أثراً في تأثيرها على مسار بناء المستقبل السياسي الجديد لسورية، من صيغة الجبهة الوطنية الحالية". ولفت إلى أنه "ليس من الضروري أن يتمثل حزب البعث في الحكومة الجديدة المنوي تأليفها بعد الانتخابات، فقد يصار إلى الاكتفاء بتمثّله في البرلمان".

وحول العلاقات السورية-اللبنانية، قال الأسد إن "دمشق ستتعامل بشروطها مع القوى اللبنانية"، موحياً بأن "مصالح سورية سيكون لها اعتبار في هذه العلاقات".

الوضع الميداني

إلى ذلك، قتل 30 شخصاً اليوم في أنحاء متفرقة من البلاد بينهم طفل في العاشرة من عمره سقط إثر إصابته بإطلاق نار مصدره القوات الموالية للنظام في قرية المريعية، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما سلمت الأجهزة الأمنية جثماني مواطنين اثنين الى ذويهما بعد ايام من اعتقالهما في مدينة حماة (وسط)، كما سلم جثمان مواطن لذويه في قرية دار عزة في ريف حلب (شمال) بعد أن قضى تحت التعذيب، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أفاد أيضا بمقتل شخص من قرية شنان في إدلب "قضى تحت التعذيب بعد 25 يوما من اعتقاله في مدينة حمص".

وطالب الهلال الأحمر السوري اليوم في بيان "الأطراف المعنية" بحماية طواقمه خلال تقديمها المساعدة إلى المحتاجين في سورية، وذلك بعد مقتل احد متطوعيه اليوم في اطلاق نار في مدينة دوما في ريف دمشق. ولم يتضمن البيان أي إشارة إلى الجهة التي اطلقت النار، مشيراً إلى أن "21 متطوعا لايزالون محاصرين في دوما" من دون أي تفاصيل حول الجهة التي تحصارهم وظروف الحصار.

في غضون ذلك، قالت السلطات السورية إنها أحبطت محاولة تسلل "مجموعة إرهابية مسلحة "قدمت من الأراضي التركية وقتلت أحد المسلحين"، كما أفادت بأن "إرهابيا فجّر نفسه بسيارة مفخخة في احدى نقاط قوات حفظ النظام في موقع مصرف بلدة سيجر على طريق ادلب- سلقين"، ما أدى إلى مقتل عنصر أمن. كما اعلن مصدر أمني ان ضابطا مواليا رفيعا اغتيل برصاص قناص في درعا.

في سياق آخر، نفى "الهلال الأحمر" التركي اليوم تقارير تفيد بأن "الجيش السوري الحر" استفاد من تسهيلات ومساعدات انسانية من المنظمة داخل الأراضي التركية.

المراقبون

وواصل المراقبون الدوليون مهمتهم في سورية اليوم وسط استمرار خروقات وقف اطلاق النار، في وقت طالب الموفد الدولي الخاص كوفي أنان مساء أمس بنشر سريع لـ300 مراقب، من اجل تفعيل مهمة البعثة الدولية المكلفة التحقق من وقف اعمال العنف في البلاد تمهيدا لبدء عملية سياسية.

وقال المسؤول في الفريق الدولي المكلف مراقبة وقف إطلاق النار في سورية نيراج سينغ اليوم: "لدينا الآن مراقبان في حمص ومراقبان في حماة يقومون بمهامهم في تلك المناطق، ولدينا فريق يقوم أيضا بجولات ميدانية من دمشق".

ووصل أربعة مراقبين ليل الثلاثاء- الأربعاء الى دمشق ليصل عدد الفريق الى 15، بينما ينتظر وصول عدد اضافي في وقت قريب. وأكد أحمد فوزي المتحدث باسم أنان اليوم أن بعثة المراقبين لديها "معلومات لما يجري في البلاد وفي المدن السورية الساخنة، ومعلومات من الأطراف جميعاً"، وأضاف ان مستوى العنف في سورية مازال مقلقاً، وان دمشق لم تلتزم كلياً بوقف النار وسحب الآليات.

وتوقف عند ما قالته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مساء أمس حول رفض سورية مراقباً بسبب جنسيته والمراقبين التابعين لدول مجموعة "أصدقاء سورية"، فقال إنه من الأفضل طرح هذا السؤال على الجانب السوري، موضحا أن الأمم المتحدة ترفض اختيار الجنسيات في عداد قوات حفظ السلام، وهي تعرف الحساسيات السياسية ولديها خبرة في انتقاء الجنسيات. وأكد فوزي أنه لم يتم التشاور بعد حول موضوع تأمين وسائل النقل الجوي للمراقبين أي المروحيات.

back to top