سيارة مفخخة في جرمانا... والطيران يشن أعنف الغارات

نشر في 30-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 30-10-2012 | 00:01
No Image Caption
الإبراهيمي: لا خطط لإرسال قوات حفظ سلام... والوضع من سيئ إلى أسوأ

تعرضت منطقة جرمانا في العاصمة دمشق أمس لتفجير بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 12 شخصاً، في حين شن الطيران الحربي السوري غارات على المدن والبلدات والأحياء الثائرة هي الأعنف منذ بدء استخدام الغارات.
قتل أمس 12 شخصاً وأصيب 20 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في شارع الروضة في ضاحية جرمانا قرب دمشق التي تسكنها غالبية درزية ومسيحية. وأفاد التلفزيون السوري في شريط عاجل عن "تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في شارع الروضة بجانب فرن آلي في جرمانا، أسفر في حصيلة اولية عن مقتل 10 شهداء بينهم أطفال ونساء وأضرار مادية كبيرة". وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 12 شخصا وإصابة 20 آخرين بجروح، مشيرا الى ان المنطقة "تقطنها غالبية موالية للنظام وتنتشر فيها لجان الحماية الشعبية المسلحة الموالية له".

واتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) "المجموعات الإرهابية في ريف دمشق" بمواصلة "خرق اعلان وقف العمليات العسكرية". وذكرت "لجان التنسيق المحلية" أن الانفجار وقع بالقرب من مخفر، مشيرة إلى "وصول سيارات الاسعاف وانتشار امني كثيف واغلاق للطرق والمعابر".

وسبق أن شهدت جرمانا التي تسكنها غالبية من المسيحيين والدروز انفجار سيارة مفخخة في 28 أغسطس الماضي اسفر عن سقوط 27 قتيلا، كما انفجرت سيارة اخرى في الثالث من سبتمبر الماضي أوقعت جرحى.

أعنف غارات

وشن الطيران الحربي السوري أمس "غارات هي الأعنف" منذ بدء استخدامه في نهاية يوليو الماضي شملت خصوصا ريف دمشق وقرى في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس، ان الطائرات الحربية "شنت 34 غارة على مناطق سورية مختلفة خلال ثلاث ساعات قبل ظهر اليوم (الاثنين)"، مشيراً الى أن هذه الغارات "هي الأعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي".

ولاحقا أشار المرصد في بيان الى 14 غارة اضافية بعد الظهر، بينها "احدى عشرة غارة على قرى ومدن وبلدات معر شورين وسلقين وكفرتخاريم وحارم واسقاط وخان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب)، أسفرت عن مقتل رجلين وإصابة العشرات بجروح وتهدم مبان". وسبقت هذه الغارات غارات اخرى على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. وترافقت الغارات مع "اشتباكات عنيفة" في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان، الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة في التاسع من أكتوبر الماضي.

كما نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات بعد الظهر على مزارع بلدة رنكوس في ريف دمشق "التي تعتبر احد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون"، بحسب المرصد. وكانت غارات قبل الظهر تركزت على رنكوس ومدينة حرستا و"المزارع بين بلدتي عربين وزملكا ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي برزة" في ريف دمشق.

وأوضح مصدر أمني في العاصمة السورية ان الجيش السوري "يشن الغارات الجوية على البساتين والحقول الزراعية، حيث يحاول الإرهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم"، مشيرا الى ان هذه العمليات "تندرج ضمن حق الرد (خلال الهدنة المعلنة) الذي تحدثت عنه القوات في بياناتها السابقة".

في الوقت نفسه، أفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مدينة حرستا أسفرت عن مقتل مقاتل. كذلك أفاد المرصد عن تعرض منطقة الكتف في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق) لغارة جوية، في حين استُهدِف حي الجبيلة في مدينة دير الزور بغارات تزامنت مع اشتباكات عنيفة.

على صعيد منفصل، ردت المدفعية التركية أمس بعد سقوط قذيفة سورية على أراضي تركيا بدون ان يسفر ذلك عن اصابات كما افادت وكالة أنباء الأناضول.

الإبراهيمي

إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الأزمة السورية، الأخضر الإبراهيمي، عدم توفر أي خطط حالية لإرسال بعثة لحفظ السلام إلى سورية، في حين قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن بلاده ستدعم عودة بعثة المراقبين الأممين لكن بقرار من مجلس الأمن وموافقة السلطات السورية.

وعبر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في ختام مباحثاتهما في موسكو أمس عن أسفه لأنه "لم يتم الإصغاء إلى الدعوة للهدنة، لكن هذا لن يضعف من تصميمنا على مواصلة المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "لا توجد حاليا أية خطط لإرسال بعثة المراقبين، بل فقط يجري العمل تحسبا لحدوث حالات طارئة".

ولفت إلى أن الأزمة السورية "خطيرة جدا، والوضع صعب، وهو يسير من سيئ الى أسوأ... ويجب على المجتمع الدولي أن يتوحد، وأن يساعد في إيجاد مخرج من الأزمة". من ناحيته، أكد وزير خارجية روسيا أن بلاده ستدعم عودة بعثة المراقبين الأممين إلى سورية، موضحا أن ذلك لن يتم إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي وموافقة السلطات السورية.

وفي سيول، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن احباطه الشديد لفشل الهدنة، معتبراً أنه "لا يمكن حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة وإراقة الدماء"، داعيا مجلس الامن الدولي الى "تحمل مسؤولياته والدفع من أجل وقف إطلاق النار".

 (دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top