كوسوفو تحصل على "سيادتها الكاملة"
تحصل كوسوفو الاثنين على "سيادتها الكاملة" باعلان حل "مجموعة المراقبة الدولية" (انترناشيونال ستيرينغ غروب) في بريشتينا التي ستشهد في هذه المناسبة احتفالا كبيرا بعد اربع سنوات ونصف السنة على اعلان استقلال كوسوفو عن صربيا من جانب واحد.
ووصفت بلغراد القرار بانه "خطأ تاريخي ومأساوي"، مؤكدة انها لن تعترف باستقلال كوسوفو.وسيعلن حل مجموعة المراقبة حول كوسوفو بعد ظهر الاثنين ما يعني "حصول كوسوفو على السيادة الكاملة".وكان انهاء "المراقبة الدولية" على كوسوفو تقرر مطلع يوليو من قبل مجموعة المراقبة نفسها خلال اجتماع عقد في فيينا.وتتألف هذه المجموعة من 25 دولة بينها الولايات المتحدة وتركيا وعلى الرغم من اعتراض صربيا، ايدت هذه الدول استقلال الاقليم الصربي السابق الذي يشكل الالبان غالبية سكانه.وعشية اعلان حل مجموعة المراقبة، بدأ جدل جديد بين بلغراد وبريشتينا بعدما كشف المدعي الصربي المكلف جرائم الحرب لوكالة فرانس برس ان لديه شاهدا شارك في تهريب اعضاء استؤصلت من صرب خلال الحرب في كوسوفو، في قضية يوجه فيها اصبع الاتهام الى المتمردين الكوسوفيين.وتشكل هذه القضية محور تحقيق دولي يقوده المدعي الاميركي جون كلينت وليامسون.ونفى المسؤولون الكوسوفيون باستمرار الاتهامات التي وجهت اليهم في هذا الاطار منذ 2008.وردت بريشتينا على لسان وزير خارجيتها انور خوجا الذي دان "محاولة من صربيا لتعكير صفو" الاحتفالات بنيل كوسوف سيادتها الكاملة.وقال "كنا نعرف مسبقا ان صربيا ستخرج انباء سيئة جدا حول كوسوفو. لا نعرف تفاصيل هذه المعلومات لكن ما هو صحيح هو ان صربيا تحاول تعكير يوم عظيم لكوسوفو".واعلن استقلال كوسوفو في السابع عشر من فبراير 2008 بعد حرب جرت خلال العامين 1998 و1999 بين الانفصاليين الكوسوفيين الالبان والقوات الصربية. وفي ربيع 1999 شنت قوات حلف شمال الاطلسي من دون موافقة مجلس الامن غارات جوية على كوسوفو وصربيا استهدفت مواقع عسكرية ومدنية صربية شملت ايضا بلغراد عاصمة صربيا، ما ادى الى انسحاب القوات الصربية من كوسوفو.وقام وسيط الامم المتحدة الفنلندي مارتي اهتيساري باعتماد آلية تنقل كوسوفو الى الاستقلال "تحت رقابة دولية" عبر اقامة ادارة تابعة للامم المتحدة في عملية رفضتها بلغراد.وبسبب معارضة بلغراد، لم تشمل العملية المنطقة الشمالية من كوسوفو التي تعيش فيها اقلية صربية تشكل عشرة بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 1,8 مليون نسمة. اما بقية السكان فهم البان.واشترط الاتحاد الاوروبي على صربيا تحسين علاقتها مع كوسوفو للموافقة على بدء مفاوضات معها للانضمام اليه بعدما تم قبولها كدولة مرشحة للانضمام اليه في مارس الماضي.الا ان قرار مجموعة المراقبة الدولية اعلان حلها لا يؤثر على العمليات التي تقوم بها بعثة الشرطة والقضاء التابعة للاتحاد الاوروبي التي مددت مهمتها في 12 يونيو الى 2014 وكذلك قوة الحلف الاطلسي في كوسوفو.وعبرت رئيسة كوسوفو عاطفة يحيى آغا الاثنين عن ارتياحها لقرار المجموعة.وقالت ان "كوسوفو اليوم بلد حقق كل الشروط ليصبح دولة بافق واضحة للانضمام الى البنى الاورو اطلسية. نحن بلد حر".وسيترجم حل المجموعة باغلاق المكتب المدني الدولي الذي يديره الدبلوماسي الهولندي بيتر فيث الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي.ووصفت بلغراد القرار اليوم بانه "خطأ تاريخي ومأساوي". وكرر رئيس وزراء صربيا ايفيتشا داشيتش التاكيد بان بلغراد لن تعترف باستقلال كوسوفو "سواء كان تحت اشراف او من دون اشراف"، معتبرا ان حل مجومعة المراقبة "لا اهمية له".وقال الكسندر فولين المكلف ادارة مكتب كوسوفو في الحكومة الصربية "اذا ترك المجتمع الدولي لمؤسسات بريشتينا سلطة اتخاذ القرار بشأن حياة الصرب وغير الالبان الاخرين، فهذا خطأ تاريخي وماسوي".وفي بيان، ناشد مكتب فولين الاسرة الدولية "عدم تقليص تواجدها في كوسوفو وعدم السماح باستمرار اعمال العنف التي يتعرض لها الصرب من دون عقاب".