المخرج عمرو عرفة: المنافسة الشرسة تصنع السينما الجيدة
اقتنص المخرج عمرو عرفة مكانته على الخارطة السينمائية رغم قلة أفلامه، مؤكداً امتلاكه أدواته ورؤيته الخاصة التي تجعله مختلفاً عن شقيقه المخرج شريف عرفة ووالدهما المخرج الراحل سعد عرفة.عن «حلم عزيز»، أحدث أعماله الذي أثار جدلاً واسعاً، كان اللقاء التالي.
هل ترى أن توقيت عرض فيلمك الأخير «حلم عزيز» مناسب؟يعود هذا الأمر إلى جهة الإنتاج بوصفها المسؤولة عن تحديد توقيت العرض، إذ يقتصر عملي على الناحية الإخراجية.لكننا قرأنا تصريحاً على لسانك يؤكد اعتراضك على طرح الفيلم في هذا التوقيت.أعربت عن قلقي وليس اعتراضي بالمعنى الواضح وهو قلق مشروع، خصوصاً أن بطل الفيلم أحمد عز يُعرض له في الوقت نفسه فيلم آخر هو «المصلحة»، لكن نجاح الأخير شجعني وأثلج قلبي، فلم أعترض على توقيت طرح الفيلم. الحمد لله، شهد الفيلم ردود أفعال إيجابية وحقق إيرادات طيبة.كيف ترى المنافسة بين الأفلام المطروحة في دور العرض راهناً؟المنافسة قائمة ولا توجد سينما جيدة بلا منافسة شرسة شريطة أن تكون شريفة. لكن، للأسف، هذا العام رفض عدد كبير من المنتجين طرح أفلامهم بسبب ظروف السوق لأنهم يخشون على أموالهم، ما عطل مسيرة الإنتاج والسينما.قال البعض إن الشريط الدعائي أساء إلى الفيلم.(مقاطعاً) أوافقك في هذه النقطة، لكن هذا الكلام ينطبق على أول شريط دعائي للفيلم عرضته الفضائيات، ثم طرحنا بعده أكثر من «برومو» آخر للعمل، فقداتفقنا مع شركة الإنتاج على تجزئة الدعاية الخاصة بالفيلم وطرح أشرطة مختلفة على فترات متلاحقة كي لا «تُحرق» أفضل المشاهد في إعلان واحد. أشير هنا إلى تنفيذ «بروموهات» لم تصدر بعد وستشاهدونها على الفضائيات عندما تستقر الأوضاع في البلد.حدثنا عن استخدامك الغرافيك في العمل كأحد أشكال الفانتازيا.لا أريد أن يختلط الأمر على المشاهد لأنني أرفض مفهوم الفانتازيا، فهي كلمة تُطلق على الأعمال المنتمية إلى الخيال العلمي. استخدمت الغرافيك في الفيلم بشكل واسع، خصوصاً في دور شريف منير لتجسيد الحلم والمواقف التي تجمعه بابنه عزيز الذي أدى دوره أحمد عز.تطرقت إلى مسألة الجنة والنار في هذا العمل. ألم تخش من ملاحقتك قضائياً، خصوصاً في ظل تصدر التيارات الإسلامية المشهد السياسي؟ على المبدع أن يفصل نفسه عن مثل هذه الأمور وألا يسمح لتدخل أي شيء في أعماله، سوى ما يمليه عليه إبداعه. في الواقع، عندما كتبت هذا العمل لم تكن التيارات المتشددة قد دخلت العمل السياسي بهذا الشكل الواسع، بالإضافة إلى أني أقدم عملي بحرية كما أنني لا أقبل المساس بحرية الفكر والإبداع، ولا أخشى أحداً سوى الله.لكنك أشرت في الفيلم إلى أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في جهنم؟لو عاد الزمن وكتبت الفيلم مجدداً لما ذكرت ذلك لأن الفيلم كان مكتوباً منذ عام، تحديداً قبل مقتل القذافي، ففكرته تحمل رسالة مهمة وهي أن الإنسان يجب أن يفكر في نهايته وأن يتذكر إذا عاد به الزمن ما الذي قد يفعله استعداداً للقاء ربه. باختصار، هدفي من الفيلم مناقشة هذه القضية إنما بشكل كوميدي.هل ترى أن السينما اليوم بحاجة إلى الكوميديا؟السينما بحاجة إلى الكوميديا مثل القلب الذي يحتاج إلى الأوكسيجين، ولا مانع من تقديم الكوميديا على أشكالها كافة، خصوصاً إذا كانت هادفة.ما سر تمسكك بتقديم شريف منير شخصية الأب على رغم أن المرحلة العمرية بينه وبين أحمد عز ليست كبيرة؟الدور يتطلب ذلك، أي ألا يكون فرق السن بين الأب وبين ابنه كبيراً. بالمناسبة، شريف منير رفض هذا الدور مرتين، لكنه وافق أخيراً لتمسكي به وإصراري عليه، والآن فرحته كبيرة بنجاح هذا الدور.هل واجهت مشاكل مع الرقابة قبل عرض الفيلم؟على العكس تماماً، فالرقابة لم تعترض على أي مشهد ولم تطلب حذف أي كلمة.ألا تتخوف على السينما من وصول التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم؟أؤمن بأنه لا يوجد واصٍ على الفن. حرية الإبداع لن تقيد أبداً لأن ثقافة الشعب بأكمله مع حرية الإبداع ومن الصعب أن يحجر أحد علينا وسنتصدى لأي محاولة تسعى إلى تهميش دورنا في المجتمع.ما جديدك في السينما؟أحضر لفيلم «خيال الظل» من بطولة منة شلبي وأحمد عز وتأليف نادر صلاح الدين، وأبدأ تصويره بعد شهر رمضان بإذن الله.