إسرائيل تنفذ 466 غارة على غزة و«القسام» تقصف القدس

نشر في 17-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-11-2012 | 00:01
No Image Caption
رئيس الحكومة المصرية يزور القطاع للتضامن... وارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 22 قتيلاً و260 جريحاً

لم تظهر في الأفق أي علامة لانفراج مأساة سكان غزة، رغم النافذة الصغيرة التي فتحتها مصر أمس بزيارة رئيس وزرائها للقطاع، الذي يشهد لليوم الثالث على التوالي هجمات لا هوادة فيها بالطائرات الحربية الإسرائيلية، التي نفذت 466 غارة منذ الأربعاء الماضي، قابلتها المقاومة الفلسطينية بوابل من الصواريخ أصابت عمق تل أبيب.
وسط قلق بالغ من تحولها إلى حرب شاملة، دخلت أمس الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى يومها الثالث، رغم زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل التضامنية للقطاع.

وقالت مصادر أمنية في حكومة "حماس" إن إسرائيل واصلت شن سلسلة غارات على أنحاء متفرقة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثلاثة هم شاب وطفلين وجرح أكثر من 60 آخرين، بينما كشفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" عن إطلاقها عشرات القذائف الصاروخية على مدن وبلدات إسرائيلية، بينها صاروخ بعيد المدى استهدف مقر "الكنيست".

ودخل قنديل القطاع، الذي تديره "حماس" منذ عام 2007 عبر معبر رفح واستقبله نائب رئيس الحكومة المقالة  زياد الظاظا وعدد من الوزراء وتوجه على الفور إلى مدينة غزة وسط حراسة مصرية مكثفة.

واجتمع قنديل لوقت قصير مع رئيس حكومة "حماس" إسماعيل هنية في مكتبه في غزة ثم توجها معاً إلى مجمع الشفاء الطبي الأضخم في المدينة لتفقد جرحى فيه.

ووصف قنديل، الذي قدم الورود للجرحى، ما يجري في قطاع غزة بأنه "مأسأة"، قائلاً إن "مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لوقف العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل واقامة الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس".

وأشار قنديل إلى أن زيارته إلى غزة، التي تعد الأرفع لمسؤول مصري منذ سيطرة "حماس" على القطاع منتصف عام 2007، سيتبعها زيارات لوفود مصرية رسمية وشعبية.

ووصف هنية، الذي ظهر للعلن للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي يوم الأربعاء، زيارة قنديل بالتاريخية، معتبراً أنها رسالة مصرية وعربية بأن إسرائيل لا يمكنها الاستفراد بغزة.

مفاجأة جديدة

في غضون ذلك، أعلنت "القسام" إطلاق مقاتليها صاروخا بعيد المدى باتجاه مدينة القدس مستهدفا مقر الكنيست الإسرائيلي، وسبق أن أعلنت الكتائب استهداف سيارة جيب إسرائيلية قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه يعود لطاقم صحفي وأدى الهجوم إلى إصابة اثنين منهم بجروح طفيفة.

وأشارت الكتائب، في بيان مقتضب، إلى أن هذا القصف يعتبر أول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية وهذه "مفاجأة جديدة" من مفاجآتها ضمن معركة (حجارة السجيل) التي تشنها حالياً ردا على اغتيال الجعبري.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن الحركة "ستثأر للسودان من إسرائيل رداً على عدوانها على مصنع اليرموك". وقال مشعل، في حديثه أمام المصلين بمسجد القوات المسلحة بالخرطوم أمس: "نزف البشرى للشعب السوداني بأنهم سيسمعون بشريات قريبة"، مضيفاً أن "زمن انتصار إسرائيل على العرب قد انتهى وأن "زيادة المحن هي الطريق إلى النصر ما دام شباب الأمة الإسلامية والعربية متمسكين بتقوى الله".

قتلى وغارات

في المقابل، توفيت امرأة فلسطينية أمس متأثرة بإصابتها في غارة سابقة على شمال غزة، بعد قليل من مقتل ناشط فلسطيني من كتائب القسام في غارة على خان يونس جنوب القطاع.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت بذلك حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة منذ عصر الأربعاء إلى 22 قتيلا بينهم 8 أطفال وامرأتين ومسنين وأكثر من 260 جريحاً منهم 62 طفلاً و42 امرأة.

وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه شن 466 غارة على القطاع منذ شروعه بعملية "عامود السحاب" العسكرية ضد القطاع الأربعاء الماضي التي بدأت باغتيال الجعبري ومرافقه.

وبينما قالت مصادر فلسطينية إن الغارات طالت صباح أمس 25 مركزا أمنيا ومراكز تدريب تتبع "حماس"، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو هاجم 450 هدفا منذ بدء التوتر.

واستدعت إسرائيل 16 ألفاً من جنود الاحتياط عقب تصديق رئيس هيئة الأركان بني جانتس على استدعائهم كدفعة أولى من 30 ألفاً، لتوسيع العملية ضد غزة.

تنديد دولي

إلى ذلك، وفيما يعتزم وزير خارجية تونس رفيق عبدالسلام زيارة غزة اليوم على رأس وفد رفيع المستوى تضامناً مع سكان القطاع، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس أنه "قلق جداً" من الوضع في غزة.

وقال هولاند، في مؤتمر صحافي مع رئيس بولندا برونيسلاف كوموروفسكي في وارسو،"اتخذت مع وزير خارجيتي لوران فابيوس كافة الخطوات لتجنب هذا التصعيد في العنف"، معتبراً أن "المسؤولية تقع على عاتق فرنسا لأنها تستطيع أن تتحدث إلى الطرفين".

بدورها، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس القاهرة إلى استخدام نفوذها مع "حماس" لوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل، بينما نددت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وبالصواريخ التي يطلقها نشطاء المقاومة على جنوب إسرائيل، ودعت الجانبين إلى التراجع عن شفا المواجهة.

شعبياً، شارك مئات من أنصار "حماس" في تظاهرة في رام الله أمس تعبيراً عن تأييدهم للحركة. ورفعت في التظاهرة العشرات من رايات الحركة وصور الجعبري، وردد المشاركون في المسيرة هتافات "سيري سيري يا حماس" و"بالطول بالعرض حماس تهز الأرض" و"الانتقام الانتقام".

كما تظاهر آلاف المصريين، بعد ظهر أمس في الجامع الأزهر احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل، وبموقف عربي وإسلامي واضح مما وصفوه بـ"العدوان".

مرسي: لا سلطان لإسرائيل على غزة

شدد الرئيس المصري محمد مرسي، أمس على أن "القاهرة لن تترك غزة وحدها"، واصفاً ما يحدث فيها بأنه "عدوان سافر على الإنسانية".

وقال في كلمة قصيرة له عقب أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد القاهرة "نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسان، وأنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم أبداً سلطان على أهل غزة".

وأضاف مرسي: "إنني أقول لهم باسم الشعب كله ان مصر اليوم مختلفة عن مصر أمس".

في السياق، علمت "الجريدة" من مصدر رفيع المستوى أن بياناً مشتركاً باسم مصر وفلسطين سيصدر عقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية اليوم. وأشار المصدر إلى أنه سيتم الاتفاق على زيارة تضامنية من جانب الجامعة العربية إلى قطاع غزة.

وقال مندوب دولة العراق لدى الجامعة العربية السفير قيس العزاوي، والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، لـ"الجريدة" أمس إن بلاده ستطرح في اجتماع وزراء الخارجية اليوم الدعوة لاستخدام سلاح النفط لتشكيل ضغط حقيقي على الولايات المتحدة الأميركية لسحب تأييدها للعدوان الإسرائيلي.

«حزب الله»: العدو فوجئ بـ «فجر 5» 

رأى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن إطلاق صواريخ بعيدة المدى من طراز "فجر 5" على إسرائيل يمثل "تطوراً كبيراً ومهماً جداً" في الصراع مع الدولة العبرية.

وقال نصرالله، في كلمة ألقاها مساء أمس الأول في أول يوم عاشوراء، إن "إطلاق صواريخ "فجر 5" على تل أبيب يدل على رشد وحكمة وصلابة وشجاعة المقاومة الفلسطينية وحضورها الحالي في قطاع غزة"، مبيناً أن "العدو الإسرائيلي فوجئ الخميس بسقوط صواريخ مداها أكثر من سبعين كيلومتراً، واعترف بأن فجر 5 سقطت على تل أبيب".

وأشار نصرالله إلى توقف "أحد خطوط الإمداد لقطاع لغزة وهو سورية". وقال إن "سورية اليوم مشغولة بنفسها، تدور فيها حرب وقتال في العديد من المحافظات والمدن والقرى، بالتأكيد هي الآن ليست قادرة أن تكون جزءاً من الدعم اللوجستي".

ودعا الأمين العام لحزب الله القيادات العربية، إلى "صب كل الجهود على ردع ومنع ووقف العدوان عن قطاع غزة وحماية شعبها"، معتبراً أن الأمر الوحيد الذي "يغير المعادلة ويوقف العدوان هو موقف حقيقي للدول العربية والإسلامية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي" بالضغط على الولايات المتحدة، لتضغط بدورها على إسرائيل، بالإضافة إلى استخدام سلاح النفط.

(بيروت - أ ف ب)

back to top