صرخوه: للنقد معايير تختلف عن مقاييس الرؤية الذوقية

نشر في 25-10-2012 | 00:02
آخر تحديث 25-10-2012 | 00:02
No Image Caption
تناول أعمال الكاتب خالد النصر الله ضمن ندوة لورشة السهروردي
نظمت ورشة السهروردي الفلسفية ندوة نقدية تحدث فيها الشاعر محمد صرخوه عن المجموعة القصصية «المنصة».
أكد الشاعر محمد صرخوه ضرورة التفريق بين الرؤية النقدية والذوقية، مبيناً أن ثمة ضوابط فنية وأسسا جمالية ينتهجها الناقد خلال ممارسة عمله في تشريح النص، مشيرا إلى ان هناك مقاييس دقيقة للنقد تختلف عن الرؤية الذوقية.

جاء ذلك خلال استضافة صرخوه في مكتبة آفاق مساء أمس الأول، ضمن ندوة عقدتها ورشة السهروردي الفلسفية، لمناقشة المجموعة القصصية «المنصة» للكاتب الشاب خالد النصرالله، بحضور عدد من الكتاب والشعراء الشباب.

بداية، قرأ الكاتب خالد النصرالله قصة قصيرة بعنوان «لا ينتظر إدراكاً»، تدور أحداثها حول امرأة ترقد في المستشفى، ويسرد النص اللحظات الأخيرة لمشهد الموت الذي ستعقبه مراسم الدفن، كما قرأ النصرالله نصاً آخر بعنوان «يمكن» يتمحور حول شاب ينتظر قدوم محبوبته.

بدوره، أكد محمد صرخوه أن تشريح السرد يستند إلى أربعة عناصر هي الحدث والشخصية والزمان والمكان، فيبحث الناقد عن السلبيات والإيجابيات وفقا للمنهج النقدي المتبع، مبيناً أن ثمة أعمالا كالصوفية أو الأسطورية ربما لا تحدد الزمان والمكان، لأن هذه النوعية من الأعمال تعنى بالشأن الإنساني ولا تهتم بالأمور الأيديولوجية، ولا يرى أن غياب عنصر الحدث في العمل يسبب خللاً فيه.

تكثيف

وفي حديث عن علاقة الشعر بالقصة القصيرة، أوضح صرخوه أن ثمة قواسم مشتركة بينهما كالتكثيف في الشكل والاختزال في العناصر الأربعة المكونة للنص الحكائي، معتبراً الحدث بؤرة العمل سواء في الأدب أو التشكيل، مبيناً أن ثمة مقاييس دقيقة للنقد تختلف عن الرؤية الذوقية.

ثم انتقل للحديث عن المحور الزمني لنص «لا ينتظر إدراكا»، مبينا أن ثمة مستويين قدمهما الكاتب هما التكرار والتوازي، معتبراً أن النقطة المركزية في العمل هي المرأة في المستشفى، بينما يرى أن من إيجابيات النص الآخر «يمكن» التناص في العمل عبر شحن النص بالطاقة المعنوية المفعمة بالرمزية، مشيراً إلى غياب تحديد الزمن والمكان في النص.

وأضاف: «إذا تعاملت مع النص الثاني بالإيحاء فسأكتشف أن ثمة مضامين أخرى يرمي إليها الكاتب بأن هذا الشخص عراقي وينتظر التنمية والسلام والديمقراطية، وما يؤكد هذا التأويل الأغنية العراقية التي استشهد بها».

اكتشاف النص

من جانبه، تحدث الكاتب خالد النصرالله عن تجربته في «المنصة»، مبيناً أنه يترجم دفقة المشاعر التي تتكون لديه بعيداً عن المقاييس النقدية، معتقداً أن الكاتب يكتشف النص من خلال الرؤية النقدية.

وأثارت الرؤية النقدية العديد من النقاط عقب فتح النقاش، وقد استغرب المذيع فيصل رحيل من تفسير نص «يمكن» بهذه الطريقة، مبينا أن صرخوه حمّل النص ما يحتمل، أما مصعب الرويشد فأوضح أن الشخص في نص «يمكن» يفتقد الربط، كما أن الشخصية في العمل تنتظر شخصا ما وليس فاقداً له منذ زمن.

back to top