لماذا الضجة حول Playbook؟

نشر في 26-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 26-11-2012 | 00:01
يتناول الفيلم الجديد Silver Lining Playbook قصة شاب ثلاثيني يعود للإقامة مع والديه، وماكان متوقعا لهذا العمل ذي الميزانية المنخفضة، أن يحقق نجاحا، إلا أنه ظهر كقوّة غير متوقعة.
عُرض فيلم Silver Linings Playbook للمرة الأولى في العالم خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في شهر سبتمبر الفائت وحصد إشادة واسعة، ثم تنامت الضجة المحيطة بهذه الكوميديا الدرامية غداة عرضها أمام نخبة هوليوود وهي تطرح قصة رجل يعاني اضطرابات نفسية ويحاول إعادة بناء حياته بعد فشل زواجه.

في زمنٍ أصبحت فيه الأفلام التي تستهدف الراشدين تستعمل عنواناً معروفاً أو تطرح مفهوماً مهماً (Lincoln

وLes Miserables)، يتميّز Silver Linings Playbook عن غيره كونه مجرد عمل تقليدي ومألوف، لا يهتم بلحظات تاريخية معروفة أو أعمال أسطورية بل بالفوضى التي تطبع حياة الناس العاديين الذين يتفاعلون في ما بينهم.

قال راسل في مقابلة حديثة: «أعجبني في هذا الفيلم جو الأحياء وإيقاع الحياة اليومية وخصوصية العمل عموماً».

ربما يكون توقّع مصير الأفلام السينمائية في هذه الفترة من السنة رهاناً صعباً. غالباً ما تفشل الأعمال التي يكون نجاحها مؤكداً وقد تصبح الأفلام غير المتوقعة من أهم الأعمال المرشحة لنيل جائزة «الأوسكار» وحصد نجاح باهر (مثل الإنتاج الفرنسي الصامت The Artist الذي حقق نجاحاً ساحقاً في هوليوود المتغيِّرة خلال السنة الماضية).

مع ذلك، ثمة سبب معين يدعو إلى التفاؤل في فيلم Silver Linings، ولا يقتصر الأمر على الدعم الذي قدّمه قطب السينما الأميركية هارفي وينشتاين الشهير بأفلام الخريف الناجحة. يساهم التوازن بين الفكاهة والدراما في Silver Linings في ضمان تميّزه بين أفلام الموسم الأكثر جدية، فهو يعرض مشاهد كوميدية تحيط باللحظات المؤثرة بكل عناية وحذر.

نجوم

تزداد فرص نجاح Silver Linings بفضل مجموعة من النجوم أمثال روبرت دينيرو وبرادلي كوبر (The Hangover) وجينفر لورانس (The Hunger Games)، ويقوم كل واحد منهم بدور جديد عليه. يكمن التحدي الذي يواجهه Silver Linings في جذب انتباه رواد السينما وسط العروض الأكثر إبهاراً خلال هذا الموسم.

قالت دونا جيجليوتي المشاركة في إنتاج الفيلم: «حين يشاهد الناس الفيلم يحبّونه عموماً. لكن يجب أن نحرص على إقناعهم بمشاهدته قبل كل شيء».

يعرض Silver Linings المقتبس من رواية ماثيو كويك لعام 2008 قصة بات سوليتانو المضطرب نفسياً (يؤدي كوبر هذا الدور الذي يتجاوز بأشواط دوره الأشهر في Hangover)، وهو يعود للإقامة مع والديه (دينيرو وجاكي ويفر) في ضواحي فيلادلفيا بعد خروجه من مستشفى الأمراض العقلية.

شخص ذكي، لكنه يفتقر إلى أسلوب لبق في الكلام ويُدخل نفسه في المشاكل دوماً، ما يصعّب عليه العودة إلى زوجته البعيدة عنه. في غضون ذلك، يتخذ خطوات تجريبية للتواصل مع عائلته والتعرف إلى شخص جديد: تيفاني الغريبة الأطوار (لورانس تؤدي هذه الشخصية التي تتراوح بين الضعف والجنون).

يضيف راسل المعروف ببراعته في سرد القصص مواضيع متنوعة إلى الجوانب السردية في الفيلم مثل المرض العقلي، ورقص الصالونات، ومظاهر التعصب تجاه فريق « فيلادلفيا إيغلز».

يستكشف الفيلم أيضاً ثقافة أميركية ضمنية لها علاقة بالرياضة ولا شك في أنها ستصبح مألوفة بالنسبة إلى المعجبين بأعمال راسل. بعد أن حقق The Fighter النجاح (وفاز بجائزة أوسكار) منذ سنتين من خلال التركيز على خصائص الأميركيين الإيرلنديين المهووسين بالملاكمة، يحاول Silver Linings فعل الأمر نفسه عبر التركيز على الأميركيين الإيطاليين المهووسين بكرة القدم في ضواحي بنسلفانيا.

لكن يحمل كل موقع في القصة هدفاً معيناً. قال راسل الذي اتكل على إرثه الأميركي الإيطالي لصياغة السيناريو: «لم يكن The Fighter يتمحور حول القتال، ولا يتعلق هذا الفيلم بالأمراض النفسية أو كرة القدم. بل إنه يتعلق بالعائلة والمجتمع».

الضوء الأخضر

أبصر Silver Linings النور بطريقة غريبة. منذ خمس سنوات تقريباً، أرسل المخرج والمنتج الراحل سيدني بولاك نسخة أولية عن كتاب كويك الذي كان قيد التطوير في شركة «وينشتاين» إلى راسل الذي كان قد حلل الأبعاد الكوميدية داخل العائلات في فيلمه الناجح Flirting With Disaster الذي صدر في عام 1996.

راسل الذي كان والداً مراهقاً يعاني مشاكل عاطفية تعلق بالقصة فوافق على المشاركة وبدأ يكتب السيناريو (في مرحلة لاحقة، اختار ابنه لأداء دور أصغر). لكن تأجل المشروع. كان الفيلم يفتقر إلى كتاب سهل يرتكز عليه وما كان سجل راسل في القطاع السينمائي غنياً. فهو لم يكن قد أصدر أي عمل منذ I Heart Huckabees الذي شكّل خيبة أمل على شباك التذاكر في عام 2004.

لكن تغير هذا الوضع حين جذب فيلم The Fighter انتباه الجمهور والمصوّتين على الجوائز معاً، ما دفع وينشتاين إلى إعطاء الضوء الأخضر لجيجليوتي وفريقها.

حاول راسل في البداية إشراك معاونه القديم مارك والبرغ. لكن حين فشل في عقد تلك الصفقة، استعان بكوبر بعد أن حاول المخرج اختياره للمشاركة في مشروع سابق، ثم انضم دينيرو أيضاً إلى طاقم الفيلم بعد أن عمل مع كوبر في الفيلم الناجح Limitless في عام 2011. (يقدم هذا الممثل الذي يبلغ 69 عاماً أداء يذكّر النقاد بأفضل أدواره القيّمة).

وفق قصة بدأت تنتشر سريعاً في أوساط هوليوود، أجرت لورانس تجربة أدائها عبر موقع سكايب من منزل والديها في ولاية كنتاكي (من المنتظر أيضاً أن تشارك في السلسلة الشهيرةThe Hunger Games). صوّرها راسل على شاشة الحاسوب وحلّل اللقطات وقرر اختيارها، فتفوّقت بذلك على ست ممثلات مخضرمات ترشّحن للدور. ثم قرر جمع طاقم الممثلين كله في فيلم ينتقل من الفكاهة إلى الدراما خلال دقائق.

قال بروس كوهن، أحد منتجي الفيلم الذي أنتج سابقاً American Beauty الحائز جائزة «أوسكار» عن أفضل تصوير لعام 2000: «إنها مجموعة معقدة جداً من المواقف. يمكن أن يكون هذا العامل مفيداً جداً شرط استعماله بالشكل المناسب. لكن قد يصعب تحقيق ذلك».

قال مدير التسويق في شركة «وينشتاين» ستيفن برونو: «يصعب تسويق الفيلم بسبب تنوّع خصائصه، فكيف بالحري اختصاره في إعلان تلفزيوني مدته 30 ثانية؟ هو لا يدخل في إطار أي فئة واضحة».

نتيجةً لذلك، تروّج الشركة الفيلم بشكل مكثف عبر العروض الشفهية لنشره على نطاق أوسع. أوضح برونو: «نريد أن يفهم الناس أن الفيلم يشمل مشاهد كوميدية ودرامية كثيرة، وأفضل طريقة لفعل ذلك هي عرضه».

بالإضافة إلى تنوّع المشاهد، ذكر راسل إنه أراد منح الفيلم مصداقية معينة في ما يخص مواقع الأحداث. لذا كان يختلس النظر إلى منازل بنسلفانيا وكان فريقه يتحقق من ما يطبخه سكان المنازل أو يعلّقونه على جدرانهم.

لنقل حقيقة الهوس بفريق «إيغلز» (شخصية دينيرو مهووسة بهذا الشكل)، استعان راسل بمعجب مهووس كان قد التقاه خلال التصوير واعتبره مستشاراً له. قال راسل: «أردتُ أن أصنع فيلماً تدور أحداثه في عالم حقيقي على أن يكون مُرضياً من الناحية السردية أيضاً. أصبحتُ في هذه المرحلة من مسيرتي الإخراجية، وأعيش في نقطة تتراوح ما بين فيلمَي It’s a Wonderful Life وGoodfellas».

back to top