ليلة فيصل السعد طربية وأصيلة بامتياز
الحضور الخجول يتواصل والبروشور يغيب أضفى الفنان فيصل السعد على الليلة الخامسة لمهرجان الموسيقى جواً أصيلاً عبقاً بالفنون الشعبية الكويتية.
أحيا المطرب فيصل السعد الليلة قبل الأخيرة من فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي الخامس عشر على مسرح الدسمة، وتكرر وجود الحضور الخجول في صالة عرض تستوعب ما يقارب 400 مقعد، والأسباب مجهولة يجب أن يدرسها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لمعرفة أين مواطن الخلل؟!. فليس جميلاً أن يدخل الفنان المسرح ليقدم وصلته الغنائية فيجد الصالة تكاد تكون خالية من الحضور إلا من نفر قليل جداً.كما لم يكلف القائمون على المهرجان أو لجانهم أنفسهم عناء سؤال الفنان عن جدول برنامجه، فالجمهور الحاضر بينه عرب وأجانب لا يعرفون الأغنيات الكويتية أو التراثية، فبقي حفل فيصل السعد بلا «بروشور» لبرنامجه الغنائي، وهو لن يكلف شيئاً مجرد تصوير ورق من قياس A4.قدم الحفل المذيع بدر الدلح الذي امتدح الفنان فيصل السعد ومشواره الفني الجميل، أما فيصل السعد فقد كان واثقاً من نفسه كعادته وقدم وصلته الغنائية وبتميز، وهذا ليس بمستغرب عليه.غنى فيصل السعد مجموعة من الأعمال الرائعة التي تحمل معها عبق زمن الفن الجميل، وبحنجرته الذهبية قدم من الأغنيات القديمة «أبوقذيله» للمطرب الكبير عبدالمحسن المهنا من كلمات محبوب سلطان، وألحان يوسف المهنا: «أبوقذيله... أبوقذيله/ شبيه الريم شحليله أبوقذيله/ بعد ما غاب واصلني... أبوقذيله/ خنت حيلي خنت حيلي... أبوقذيله». وأضاف جمالاً آخر من خلال تأديته للسامرية المعروفة «ألا يا أهل الهوى» كلمات وألحان عبدالله فضالة: «ألا ياهل الهوى واعز تالي/ عديل الروح مكن في صوابه»، ولم يذهب بعيداً عن الفضالة ليصدح بصوته «على يا دان يا دانة... سقى الله روضة الخلان/ نكرني وكان يهواني... ولا أدري ما الذي أغواه»، وهي كلمات وألحان قديمة.و«البوشية» من كلمات فهد بورسلي، ألحان وغناء محمود الكويتي، وهي أول أغنية يسجلها لإذاعة الكويت عام 1951، ولم ينس السعد غناء «مدري علامك يا الغضي زعلان» للفنان الراحل سعود الراشد، وهي ألحانه وكلمات زيد مسلم: «مدري علامك يا الغضى زعلان/ تقبل وتقفي ما تحاجيني/ عقب المحبة بادي النكران/ ياروح روحي ما تصافيني».واستدعى السعد عملاً من أغنيات المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر «أبوعيون فتانة» كلمات يوسف ناصر وألحان أحمد باقر: «وين الهوى وداني/ أنشد على خلاني/ ذايب عليهم/ قلبي يبيهم/ صوبي لهم مشاني/ وروحي انا الولهانه/ لبوعيون فتانة».وانتقل إلى «الله أكبر ياحمام» التي قام بغنائها عدد من المطربين بينهم فيصل السعد وفرقة التلفزيون، والتي يقول مطلعها: «الله أكبر ياحمام من صلاة العصر ناح/ انشغل قلبي معاه لا جزاه الله بخير».كما ذهب السعد إلى أغنيته الشهيرة «يا نواخذ» التي طرحها في ألبومه الأول ويحمل اسمها عام 1989، كتبها الشيخ دعيج الخليفة، وفي نهاية الحفل قام المهندس علي اليوحة بتكريم فيصل السعد بدرع المهرجان.يشار إلى أن السعد اشتهر في بدايته بالسمرات، وفي عام 1983 انضم إلى فرقة التلفزيون التي تعتبر نقلة نوعية في حياته الفنية، إذ شارك معها في العديد من الحفلات المحلية والأيام الثقافية في الخارج، قدم ثلاثة ألبومات بعنوان «أصلي» تحتوي على أغنيات من الفنون الشعبية.