الفنانة عبر حامد: في زمن الاستهلاك الغلاف إعلان للكتاب

نشر في 25-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 25-12-2012 | 00:02
تقيم مصممة الغرافيك عبر حامد في مونتريال في كندا، وهي اختارت تصميم أغلفة الكتب الأدبية هدفاً لها في حياة الغربة. تمتاز أعمالها بـ{الهارموني» (التناغم) كما تقول، معها هذا الحوار.
على أي أساس تستوحين فكرة الغلاف، هل بطلب من المؤلف أم من خلال قراءة النص؟

تأتي فكرة الغلاف بعد قراءة النص وبعد المناقشة مع المؤلف، صاحب التصور الدقيق لشخصياته. يمرّ التصميم بمراحل عدة من الاستشارات بيني وبين المؤلف، فبعض المؤلفين لا يتقبل أفكاراً جديدة في التصميم، خصوصاً إذا كان جمهور الكتاب من التقليديين.

 ما دور الغلاف في رأيك في الترويج للنص؟

الغلاف عمل فني بحت، لكن لأن الترويج سيد الموقف في المجتمعات الاستهلاكية، أصبح الغلاف اليوم إعلاناً لبيع الكتاب لأنه يشكل الانطباع الأول للقارئ، فيأسره قبل فتحه، أو العكس. فضلاً عن أن للعنوان مساهمة كبرى في نجاح الغلاف والكتاب، فمثلاً في بعض الكتب يكون العنوان نفسه هو فكرة الغلاف كبديل للصورة بجعله كتلة غرافيكية متماسكة باستخدام جيد للحرف.

أي مدرسة تعتمدين في تصميم الأغلفة، وهل تأثرت بغرافيكي الجدران؟

لا أنتمي في تصاميمي إلى مدرسة معينة، فالفكرة هي التي تحدد مسار الغلاف من ناحية اختيار الألوان وهيئة الصورة (فوتوغرافية، رسم فني)، ونوعية الخط المستخدم (زخرفي، تقليدي، حديث). يحتل فن الغرافيك مساحة شاسعة من مدينة مونتريال، وأنا أقدر هذه المدينة التي تحترم حريات التعبير كافة وتدعم بشكل كبير أشكال الفنون كلها.

أعتقد أن الغرافيكي كان حاضراً في بيروت زمن الحرب، ظهر ذلك في أشكال عفوية كطرق من طرق التعبير، فهو جزء من الفن اللغوي، ما يعني أن الكتاب أيضاً فن لغوي ومن الطبيعي أن يكون الغلاف مساحة لفن الغرافيكي، طبعاً مع العودة إلى طبيعة الكتاب.

هل تطلعين على أعمال مصممي الأغلفة العرب من محي الدين اللباد إلى نجاح طاهر وريم الجندي؟

قليلاً ما تشدني أغلفة في دور النشر العربية. في لبنان، أهتم بأغلفة دار «قنبز» و{أصالة» للأطفال، وأرى أنها تقدم أعمالاً غرافيكية جيدة. أما في العالم العربي عموماً، فأنا بالطبع لست مطلعة على أغلفة الكتب كافة، لكن يلفتني معظم أغلفة دار «ميريت» المصرية.

ما البصمة التي تتميز بها أعمالك؟

 الهارموني (التناغم).

ما الفرق بين الأغلفة في العالم العربي والأغلفة في كندا والبلدان الغربية عموماً؟

المجتمعات الغربية هي مجتمعات مستهلكة للكتب، بالتالي تبذل الدور جهداً في عملية النشر وكل ما يتطلبه الكتاب من نوعية ورق جيدة وجودة الصورة والطباعة الفاخرة، إلى جانب المصمم الجيد والمبتكر. فتجد الغلاف منجزاً بدقة من ناحية انسجام العناصر كافة. حتى خلفية الكتاب وإن كانت عبارة عن صورة أو لون فحسب، تكون مؤثرة لأن الفراغ بحد ذاته يشكل عنصراً قوياً وفاعلاً في حال استخدامه بشكل جيد، بإضافة العناصر الباقية، كاسم الكاتب واسم الدار وهوية الكتاب (شعر، رواية...).

يؤدي العنوان دوراً مهماً في التصميم، مثل استخدامه ككتلة غرافيكية حروفية متماسكة، فيصبح بديلاً للصورة أحياناً تبعاً لوظيفته التعبيرية والجمالية. أما إذا أساء المصمم استخدام أحد هذه العناصر فيصيب الغلاف خلل كبير.

هل يمكن للمصمم أن يعيش من التصميم في كندا، ولماذا تركت العالم العربي؟

نعم، أولاً توجد حقوق للإبداع، وتصل أتعاب تصميم الغلاف إلى آلاف الدولارات. أما لماذا تركت العالم العربي، فلغياب الاستقرار في لبنان والمنطقة الذي أتعبني كثيراً، ولا أريد لأولادي أن يعيشوا عدم الاستقرار الذي عشته طويلاً.

 قررت الهجرة، واخترت مونتريال كونها عاصمة الثقافة في أميركا الشمالية، حيث يستطيع الفنان أن يبقى على تواصل مستمر مع كل مستجدات الحياة الثقافية والفنية. إنها مدينة عامرة بالمهرجانات الفنية على اختلافها على مدار السنة، فهي مفتوحة على استقبال الفنانين المهاجرين الجدد من كل العالم حيث يستفيدون من أفقية العلاقات التي قد يصل الفنان من خلالها إلى كل من يريد من أشخاص مسؤولين عن الفعاليات والنشاطات الثقافية، على عكس الدول النامية التي تبقى فيها العلاقات مقتصرة على شلل وجماعات مقفلة على ذاتها.

back to top