محمد السعيد: «عشتار» السومرية منتعشة في الثقافة الهندية

نشر في 08-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-11-2012 | 00:01
No Image Caption
تتبع نصاً أسطورياً لإنكي في حضارة بلاد الرافدين
استعرض الكاتب محمد السعيد نتيجة رحلته الأخيرة إلى الهند، مركزاً على تأثير الأسطورة السومرية في بلاد الرافدين على الأسطورة الهندية.
أكد الكاتب محمد السعيد أن أسطورة عشتار السومرية مازالت تشهد رواجا في الثقافة الهندية تحت مسمى «دورغا»، بينما تعاني الإهمال في موطنها لأسباب دينية.

وقال السعيد، ضمن محاضرة نظمتها ورشة السهروردي الفلسفية في مكتبة آفاق مساء أمس الأول، بعنوان «الورشة الهندية»، إنه خلال زيارته للهند، التي استمرت عشرة أيام، رصد مجموعة متغيرات اجتماعية واقتصادية طرأت على البلد وتستحق البحث، لاسيما أنه لم يزر الهند منذ عشرين عاما، مبينا أن ما شاهده يستحق البحث.

وقرأ نصا أسطوريا لإنكي أرسله إلى الهند، وتتبع تأثير هذا النص الذي ترجمه إلى اللغة الهندية، باحثا عن تأثير هذا النص الأسطوري لدى الهنود، وقد انتقى مدينة نيودلهي لرصد استجابة الهنود تشكيليا، كما عرض مجموعة لوحات تعكس شكل العلاقة بين الحضارتين السومرية والهندية.

واستطرد في الحديث عن التفاعل التشكيلي مع رسالة إنكي مبينا أنه استعان برسام هندي كلفه رسم مجموعة لوحات تشكيلية تحكي قصة خطاب انكي، ومدى تأثر الهنود القدماء بالأسطورة السومرية التي وصلت لهم في وقت مبكر قبل الميلاد.

وفي حديث عن تأثير العلاقة بين الأسطورتين السومرية والهندية، اوضح السعيد أن التواصل بين الحضارتين أدى إلى ظهور إلهة شبيهة بإلهة الحب والحرب «عشتار» السومرية في الهند، وهي «دورغا»، زوجة شيفا إله العنف والحب، وتعتبر الإلهة العليا في الديانة الهندوسية، مستشهداً بنص لويل ديورانت، الذي يربط فيه بين دورغا وعشتار، ما يؤكد تأثر الحضارة الهندية بالأسطورة السومرية.

وأضاف: «ثمة تعاون بين الهندوس والمسلمين في الهند، إذ تم توزيع المهام بينهم، فينحت المسلمون الآلهة في المعابد، بينما يرسم الهندوس بعض الأشكال ويلونونها، كما أن الفن الهندوسي يعمد إلى استبدال اللون الأسود بالبنفسجي، كما تتضمن اللوحة فنونا منوعة كالنحت والرسم والمشغولات اليدوية وصناعة الأزياء لذلك تجد سحرا خاصا في بعض الأعمال».

وشرح السعيد أن هذه الوشائج بين المسلمين والهندوس تربطها علاقات تجارية فحسب، مبيناً أن الفلسفة الهندية لم تصل إلى حالة الإقصاء بعكس الفلسفة اليونانية التي أقصت الأسطورة، بينما الدين الهندوسي قائم على تعدد الأشياء الجميلة لأنه يعتبرها تجليات.

وخلص إلى ان ثمة وشائج كثيرة وتشابها كبيرا بين الأسطورتين السومرية والهندية، ما يدل على امتداد الأسطورة السومرية في أماكن غير التي نشأت فيها لأسباب دينية فرضت موت هذا الإرث الكبير والتخلي عنه، بينما عاشت وترعرعت في بقعة جديدة، وأسطورة دورغا مازالت تعيش في الثقافة الهندوسية ولها فنها ومنتدياتها وطقوسها المختلفة.

back to top