«الحر» يحرر سراقب... ومجزرة توقع 70 قتيلاً في حارم

نشر في 03-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 03-11-2012 | 00:01
No Image Caption
«المجلس الوطني» وواشنطن يتبادلان الانتقادات... وموسكو ترفض «الحكومة الانتقالية»

رغم التخبط السياسي الذي تعيشه الثورة السورية على هامش الخلاف الذي نشب بين المجلس الوطني السوري وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، استطاع «الجيش الحر» تحقيق انتصارات ميدانية جديدة تمثلت بسيطرته الكاملة على مدينة سراقب الاستراتيجية، في حين اقترب مقاتلو المعارضة من تحرير مدينة حارم بعد معارك عنيفة مع الجيش الموالي لنظام بشار الأسد أسفرت عن مقتل 70 شخصاً أمس.
حقق مقاتلو "الجيش السوري الحر" أمس الأول مكسباً ميدانياً جديداً بسيطرتهم على مدينة سراقب شمال غرب البلاد، جاء ذلك في حين اندلعت أمس معارك عنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وقوات الحر في مدينة حارم، استخدم خلالها الجيش الموالي للنظام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة ما أدى الى مقتل 70 شخصاً، بينما قتل 120 آخرون في مختلف أنحاء البلاد.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات الأسدية انسحبت من الحاجز الاخير الذي كانت تتواجد فيه في محيط سراقب الواقعة خارج سيطرتها، وان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة بات الآن خاليا من اي وجود لقوات النظام.

ويكتسب هذا التطور الميداني اهمية لوقوع سراقب على تقاطع طريقين رئيسيين لامدادات القوات النظامية الى شمال البلاد، لاسيما كبرى مدنه حلب حيث تدور معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر.

ومع انسحاب القوات الأسدية من محيط سراقب الواقعة على تقاطع طريق حلب-دمشق وحلب-اللاذقية، اوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان النظام بات مضطرا للاكتفاء بطرق رئيسية وصحراوية في محافظتي الرقة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) لامداد قواته.

ويأتي انسحاب القوات الأسدية غداة هجوم للمقاتلين المعارضين على ثلاثة حواجز في محيط سراقب ادت الى مقتل 28 جنديا على الاقل تمت تصفية البعض منهم بعد اسرهم، في ما اعتبرته منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة "جريمة حرب محتملة".

في دمشق، انفجرت عبوتان ناسفتان في حي الزاهرة وسط العاصمة تبعهما اطلاق نار كثيف. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن "ارهابيين فجروا عبوتين ناسفتين اسفرتا عن اصابة 16 مواطنا في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق".

وفي ريف دمشق، اشار المرصد الى أن محيط مدن وبلدات حرستا ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية التي هجرتها غالبية سكانها، يشهد اشتباكات يرافقها قصف بالطائرات الحربية والمدفعية.

«الوطني» وواشنطن

الى ذلك، تصاعد الخلاف السياسي بين المجلس الوطني السوري وادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتبادل الطرفان الانتقادات. في هذا السياق، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل الى أن "المجلس الوطني السوري لم ينجح في توسيع قيادته"، مشيراً إلى "وجود أشخاص أظهروا حس القيادة ويريدون أن يكون لهم دور في مستقبل سورية"، وشدد على ان "أميركا تلفت الانتباه إليهم إذ ان الشعب السوري هو وحده من يختار".

وأشار فنتريل إلى أن "الشعب السوري هو من يختار تركيبة قيادته وممثليه، ونحن لا نعارض أي دور له أو أي دور يحدد له في الدوحة، وبدلاً من تهميش المجلس فإن مؤتمر الدوحة يشكل فرصة له للانضمام إلى تركيبة سياسية لديها مصداقية أوسع داخل سورية". وشدد على أنه "يتوجب على المعارضة أن تكون أكثر تنظيماً والتزاماً باستراتيجية، ونحن لم نر ذلك في المجلس الوطني السوري ولذا نساعد على تحديد بعض الأشخاص".

من ناحيته، رفض المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية أطياف المعارضة مساء أمس الأول قيام أي اطار بديل منه بعد تلميح اميركي الى ذلك. وغداة الاجتماع الموسع الذي ستعقده المعارضة في الدوحة، ابدى المجلس "جديته في الحوار مع كل اطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني"، مؤكدا ان اي اجتماع في هذا الشأن "لن يكون بديلا عن المجلس او نقيضا له".

وانتقد المجلس تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لمحت فيها الى تشكيل اطار اكثر شمولا للمعارضة، قائلا ان "اي حديث عن تجاوز المجلس الوطني او تكوين اطر اخرى بديلة هو محاولة لايذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف".

وتزامنت تصريحات كلينتون مع تكرار الحديث عن طرح لتأليف حكومة سورية في المنفى يتولى رئاستها المعارض المعروف رياض سيف. لكن اعضاء في المجلس قالوا لـ"فرانس برس" انهم يقابلون هذا الطرح بتساؤلات حول دوره واهدافه، متخوفين من ان يؤدي في نهاية المطاف الى التفاوض مع نظام الأسد.

وقال عضو المجلس جورج صبرا: "كل القوى السياسية التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس والا من اعطاه الشرعية؟". واضاف "اذا (كان المطلوب من) توحيد المعارضة تسليح الجيش السوري الحر او دعم الشعب السوري واغاثته، فهذه كلمة حق. لكن اذا كان توحيد المعارضة يهدف الى مفاوضة بشار الاسد فهذا لن يحصل ولا يقبل الشعب السوري به".

وردا على سؤال عن تأليف حكومة انتقالية او في المنفى سأل "هل يمكن لاحد ان يقول لنا ما مهمتها؟ اذا ألفنا حكومة لا دور لها، ألن تتحول الى جهة معارضة وتبدأ بالتآكل؟ (...) ماذا تعني هذه الحكومة؟ اذا كانت للتفاوض مع النظام فلا نريدها".

من ناحيته، قال القيادي في المجلس المقيم في تركيا خالد خوجة إن الحكومة الأميركية تريد بقاء بعض عناصر حزب البعث السوري الحاكم في السلطة بعد إطاحة الأسد، اما رئيس المكتب السياسي في المجلس برهان غليون فقد اشار الى أنه "من أكبر أخطاء المجلس أنه أعطى ثقته للدول الصديقة الداعمة، وراهن على حسن نواياها، وقبل بمشوراتها، وهذه الدول التي غالبا ما سعت، أو بعضها على الأقل إلى أن توجه المجلس عن طريق أصدقائها وحلفائها فيه، هي المسؤولة عن ضياع المجلس مثلما كانت ولاتزال مسؤولة عن المصير الذي آلت إليه معركة السوريين". وكان المجلس نشر مساء أمس الأول "تقريرا ماليا مفصلا" اظهر انه تلقى هبات مجموعها نحو 40 مليون دولار نصفها من ليبيا والبقية من الامارات العربية المتحدة وقطر.

ودخلت موسكو فيما يبدو على خط الخلاف بين المجلس وواشنطن، حيث رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس الدعوات الى تشكيل حكومة انتقالية، مشيرا الى أن "الغرب" حين يدعو إلى تشكيل "حكومة سورية في المنفى" يشجّع السعي بلا هوادة إلى إسقاط النظام في دمشق.

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top